هل تستدرج "إسرائيل" غزة لمعركة مفتوحة باستباحة جنين وإراقة الدماء فيها...؟

الساعة 12:01 م|08 مارس 2023

فلسطين اليوم

كالعادة، يحاول رئيس الحكومة الصهيونية المتطرفة بنيامين نتنياهو تصدير الأزمة الداخلية والصراع المحتدم، وتوسيع رقعة الاحتجاجات داخل "المجتمع الإسرائيلي"، على حساب الدم الفلسطيني، وذلك بالتصعيد في مناطق الضفة المحتلة وقتل واعتقال الفلسطينيين، كان آخرها تنفيذ مجزرة في مخيم جنين شمال الضفة الفلسطينية المحتلة أمس، ارتقى خلالها ستة شهداء وعدد من الإصابات.

وتسعى حكومة الاحتلال الهرب من فشلها الداخلي والاحتجاجات المتصاعدة ضدها والهبّة المُطالبة بإقالتها، بتنفيذ عمليات عسكرية ضد الفلسطينيين في كل مناطق الضفة والقدس المحتلتين، مع نية نتنياهو جر قطاع غزة إلى تصعيد عسكري جديد لتحقيق أهداف سياسية أبرزها أنه القادر على مواجهة المقاومة وضرب غزة، لإخماد الاحتجاجات ضده، فهل تسعى حكومة نتنياهو المتطرفة لجر قطاع غزة إلى مواجهة عسكرية جديدة؟

إخماد الهبّة الداخلية

لا يستبعد الكاتب والمحلل السياسي المختص في شؤون الصراع د.هاني العقاد، شن عملية عسكرية "إسرائيلية" جديدة على قطاع غزة، تهدف إلى إخماد الهبة الجماهيرية القائمة داخل المجتمع "الإسرائيلي"، ليثبت نتنياهو أنه الرجل الوحيد القادر على تحقيق الأمن والأمان والقتال من أجل "الشعب الإسرائيلي".

لكن العقاد يرى في مقابلة مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أن دخول نتنياهو في معركة جديدة مع قطاع غزة ستصعد من وتيرة الاحتجاجات ضده، باعتبار أنه سيخوض تلك المعارك لحسابات ومصلحة شخصية.

وقال: "يحاول نتنياهو بكل الوسائل الممكنة أن يُسكت الشارع "الإسرائيلي" المتفجر ضده وحكومته، فهو يعمل مع الوزير المتطرف إيتمار بن غفير على التصعيد في مدن الضفة لاسيما في نابلس وجنين وأريحا، وقتل واعتقال مقاومين فلسطينيين لمحاولة إخماد الهبة الجماهيرية ضده".

وأشار إلى أن نتنياهو يسعى لإثبات أنه الرجل الوحيد القادر على تحقيق الأمن للمجتمع "الإسرائيلي" حتى وإن كان سيقود مواجهة عسكرية جديد مع قطاع غزة، لكن الأهم بالنسبة له هو إسكات الشعب الفلسطيني.

الكاتب والمحلل السياسي المختص في الشأن "الإسرائيلي" أيمن الرفاتي، اتفق مع العقاد على أن حكومة الاحتلال بقيادة المتطرفين يسعون للتصعيد مع الفلسطينيين في الضفة القدس غزة هروباً من الأزمة للتغطية على فشلها الداخلي في إدارة الأزمة، إثر استمرار الضغط والاحتجاجات الداخلية.

مواجهات عسكرية

ورجّح الكاتب الرفاتي في مقابلة خاصة بـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن تلجأ حكومة الاحتلال للبحث عن حلول لأزمتها التي الداخلية من خلال تفعيل مواجهات عسكرية مع الفلسطينيين، سواء في الضفة أو الداخل أو القدس المحتلة، أو حتى مع المقاومة في قطاع غزة.

واستدرك الرفاتي: "لكّن على الرغم من المواجهة مع غزة يمكن أن يؤزم أزمة الاحتلال ويحمل المجتمع "الإسرائيلي" النتائج المترتبة على ذلك لحكومة نتنياهو، خاصة أن جيش الاحتلال ومنظومته الأمنية تدفع لعدم اندلاع مواجهة مع قطاع غزة؛ لأنهم على يقين تام بأنهم سيتكبدون خسائر كبيرة".

ويعتقد أن الائتلاف الحكومة يدرس خياراته خلال الفترة الحالية، لكنّ خيار الذهاب في مواجهة عسكرية مع غزة قد يكون أمراً معقداً خلال الفترة المقبل، في ظل عدم ضمان النتائج المرتبة على ذلك، لاسيما وأن معركة سيف القدس أسقطت نتنياهو من الحكم، ووحدة الساحات أسقطت يائير لابيد من رئاسة الحكومة السابقة.

وأضاف: "جر قطاع غزة إلى مواجهة عسكرية جديدة خيار صعب المنال حالياً، لكن هذا لايعني عدم التفكير بتفريغ الضغط الداخلي في اتجاهات خارجية سواء في قطاع غزة أو إيران، أو لبنان، لكن توجيه ضربة إلى الضفة المحتلة بشكل أوسع وأكبر، وهو الخيار الأقرب لحكومة نتنياهو".

وشهدت المدن الفلسطينية المحتلة خروج أكثر من مائتي ألف متظاهر إلى الشوارع، احتجاجاً على حكومة نتنياهو، التي تعتزم ادخال تعديلات على المنظومة القضائية من شأنها تقويض سلطة القضاء لصالح السلطة التنفيذية، ما اعتبرته المعارضة "الإسرائيلية" نهاية للديمقراطية في الكيان الغاصب.

 

 

كلمات دلالية