تحليل التحريض على حرق "حوارة": فضيحة مدوية لوزراء التطرف الصهاينة

فلسطين اليوم

هجومُ المستوطنين الوحشي على بلدة حوارة بنابلس بالضفة المحتلة، مؤخراً كشفَ عن حجمِ الحقدِ والإجرام الدفينين لدى المستوطنين، ومن وراءهم حكومتهم المتطرفة بزعامة بنيامين نتنياهو، التي تدعمهم نهاراً جهاراً لقتل الفلسطينيين في الضفة واستباحة دمائهم.

وزيرُ مالية كيان الاحتلال الصهيوني بتسأليل سموتريتش لم يكن أقل عنفاً، فتصريحاته المتطرفة تنمُ عن حجم الحقد الصهيوني والتي طالب فيها بإحراق بلدة حوارة بأكملها.

ويمكن اعتبار تصريحاته بمثابة تصريحات تدلُ على الطبيعة الحاقدة التي تربى عليها هذا المتطرف، وشرذمة المستوطنين المتطرفين الذين جاؤوا من مختلف أصقاع العالم لتهجير الفلسطينيين من أرضهم؛ لتكرار سيناريو عام 48.

وكانت بلدة حوارة جنوب نابلس تعرضت الأسبوع الماضي، لهجوم شرس من مئات من المستوطنين، حيث استشهد المواطن سامح الأقطش من بلدة زعترة جنوب نابلس، فيما أحرقوا 30 منزلاً للمواطنين بشكل كامل، و45 منزلاً آخراً بشكلٍ جزئي، بالإضافة لإحراق نحو 100 سيارة.

المختص في الشأن الصهيوني، نهاد أبو غوش، اعتبر أن سموتريتش وهو الوزير الثاني لجيش الاحتلال الصهيوني، حينما هدد بإحراق بلدة حوارة، لم يكن يُقدرُ أهمية الموقع الموجود فيه كوزير للمالية ووزير ثانٍ لجيش الاحتلال الصهيوني.

استثمار الفرص

وقال أبو غوش في تصريحات خاصة لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "سموتريتش بتصريحاته العنصرية يواصل نفس النهج الذي تربى عليه سابقاً، في ظل وجود أثار مروعة لهذه الكلمات التي أطلقها سواء على المستوى الدولي أو الصهيوني، مطالباً بضرورة تشكيل لجان حراسة من المواطنين وعناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية في بلدة حوارة للتصدي لاعتداءات المستوطنين".

وأضاف : "تصريحات سموتريتش بخصوص بلدة حوارة أضرَت بكيان الاحتلال على المستوى الدولي، وكشفت عن مستوى تطرف هذه الحكومة، موضحاً أنه بالرغم من ذلك فهناك العديد من المعادلات الدولية والتحالفات الأمنية والاقتصادية والاستخباراتية واتفاقات التطبيع تمنع الإضرار بالعلاقات مع كيان الاحتلال الصهيوني.

وعن استثمار تصريحات سموترتش، اعتقد أبو غوش، أنه من الممكن استثمار هذه التصريحات العنصرية خلال زيارة وفد سفراء الاتحاد الأوروبي لبلدة حوارة وعدد من القرى جنوب نابلس، مشيراً إلى أن الاستثمار الأكثر نجاعاً حالياً هو زيادة حالة الوحدة الوطنية والإجماع الوطني بعيداً عن الالتزام ببعض الاتفاقات كاتفاق العقبة الأمني في ظل حالة المقاومة والمواجهة في الضفة المحتلة.

ورأى أن تجربة حوارة دفعت العالم للمزيد من اليقظة والحذر من المآلات التي يمكن تصل إليها حكومة نتنياهو المتطرفة، منوهاً إلى أنه في ذات الوقت تدعي حكومة نتنياهو أنها لا تستطيع إيقاف حالة "الهيجان" من قبل المستوطنين المتطرفين، ضد المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة؛ بالرغم من أنها توفر الدعم لهؤلاء المستوطنين.

أبو التطرف

بدوره، اتفق الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية د. مصطفى البرغوثي، مع سابقه من أن تصريحات وزير مالية الاحتلال لا تعني بأنه والوزير المتطرف ايتمار بن غفير هم المتطرفون فقط؛ بل أن رأس الحكومة الصهيونية وهو نتنياهو هو "أبو التطرف"؛ لذلك يجب فرض عقوبات على هذه الحكومة المتطرفة.

ورأى البرغوثي، في تصريحات تابعتها "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن القول بأن تصريحات سموتريتش هي تصريحات متطرفة وعنصرية هو أمر خاطئ، مبيناً أن تصريحات المتطرف سموتريتش هي تعبير حقيقي عما يفكر فيه المستوطنون المتطرفون في الضفة المحتلة، وليس فقط موقف سموتريتش.

وقال البرغوثي: "المستوطنون المتطرفون في الضفة الغربية المحتلة أصبحوا يشكلوا "قوة إرهاب" تتحكم في الحكومة الصهيونية، معتقداً بأن تصريحات سموتريتش بمحو حوارة عن الخارطة، تاتي في اطار تفكيره بما جرى عام 1948 حينما دمرت العصابات الصهيونية 530 بلدة وقرية فلسطينية".

وأضاف :"المستوطنون المتطرفون في الضفة الغربية المحتلة يحلمون بتكرار سيناريو النكبة عام 48 ضد الفلسطينيين، مشدداً أن هذا الأمر لن يحدث أبداً؛ لأن الشعب الفلسطيني تعلم من التجارب السابقة، ولن يسمح بتكرار تلك المأساة مرةً أخرى".

واعتقد البرغوثي، أن تصريحات سموتريتش فضحت طبيعة الحكومة الصهيونية وما تقوم به الحركة الصهيونية، مبيناً أن صدور العديد من الاستنكارات من مختلف دول العالم هو خير دليل على هذا الأمر، حيث أن سلسلة الجرائم الصهونية المكشوفة أدى لتغيير كبير في الموقف الدولي.