استكمالاً لمسلسل التفريط واستخفافاً بدماء الشهداء

الساعة 10:20 ص|26 فبراير 2023

فلسطين اليوم | ماهر الحلبي

بقلم: ماهر سامي الحلبي

"قمّة العقبة الطارئة" قمة أمنية خُماسية، وضعها المُنسق الأمني الأمريكي الحالي في القدس الجنرال مايكل فينزل، وتضم كلاً من: واشنطن وعمان والقاهرة والسلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، وتأتي بعد موافقة السلطة على سحب مشروع قرار إدانة الاستيطان من مجلس الأمن الدولي، حيث اعتبر ذلك الأمر بمثابة مكافأة مجانية وطوق النجاة للاحتلال الإسرائيلي، وهذا يُدلل على حجم ضعف قيادة السلطة التي سرعان ما استجابت للوعود الأمريكية الواهمة. وكان الرئيس عباس كلف وفداً فلسطينياً للمشاركة في هذه القمة، يضم كلاً من: حسين الشيخ أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وماجد فرج رئيس جهاز المخابرات العامة، ومجدي الخالدي المستشار الدبلوماسي لعباس، حيث رفض عباس فكرة مقاطعة القمة على خلفيّة ارتكاب الاحتلال مجزرة مدينة نابلس.

ستجري محادثات قمة العقبة برعاية أمريكية أردنية، للتأثير على الموقف الفلسطيني للسلطة من خلال تقديم مُغريات ومخططات عملية لها، وإقناعها بوجود فرصة للتغيير نحو الأفضل، وصولاً من وراء ذلك إلى إعادة سيطرتها على الضفة، والعمل على ملاحقة المقاومين  الفلسطينيين هناك،  بُغية وأد المقاومة والقضاء عليها. فالإدارة الأمريكية دفعت إلى عقد هذه القمة في إطار محاولتها لتهدئة الوضع المتوتر في الأراضي الفلسطينية قبل حلول شهر رمضان. ومن المؤكد أن السلطة ستُبدي موافقتها واستعدادها لتطبيق الخطّة الأمريكية لإرساء الهدوء في الضفة الغربية، والعمل على إنهاء حالة المقاومة المُسلّحة، مقابل ضمان بقائها ومنع انهيارها، وتحسين وضعها الاقتصادي، وتمكينها من استعادة قوّتها وتعزيز قدراتها الأمنية في الضفة الغربية.

والجدير ذكره أن للسلطة في المقابل مطالب لإنجاح الخطة الأمريكية تتمثل في: فتح باب التجنيد لعدد 10 آلاف جندي جديد، وتدريب 5 آلاف عنصر من السلطة في الأراضي الأردنية والسماح بإدخال أسلحة ومعدّات لصالح أجهزتها الأمنية.

إن مشاركة السلطة وبعض الدول العربية في هذه القمة لا تنسجم مع ما يقدمه أبناء شعبنا الفلسطيني من تضحيات، حيث أن شلال الدم  مازال مستمراً ولم يتوقف في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وكان الأولى بتلك الدول المنعقدة أن تعقد قمة طارئة للبحث في جرائم الاحتلال وطرح آليات للعمل على تحرير فلسطين بدلاً من أن تُقدم مزيد من سُبل النجاة للعدو الصهيوني المجرم، كما أن مشاركة السلطة في هذه القمة يُعتبر صك براءة للاحتلال عن جرائمه التي يرتكبها كل يوم ضد شعبنا الفلسطيني والتي كان آخرها المجزرة النكراء التي ارتكبت بدمٍ بارد في مدينة نابلس وارتقى فيها ما يزيد عن 15 شهيداً.

باعتقادي أن هذه القمة لن يجني منها شعبنا الفلسطيني سوى المزيد من الآلام والويلات، لأنها ستساوي فيها بين الضحية والجلاد، على اعتبار أن من حق الاحتلال الدفاع عن نفسه وقتله الأبرياء، في حين يجب على الفلسطيني أن يقف مُستسلماً لا يُدافع عن نفسه ولا يحق له أن يقاوم هذا الاحتلال الظالم.

كلمات دلالية