النزاع "الإسرائيلي" يستعر... مسؤولون "إسرائيليون" يطالبون الجنود بعدم الانصياع لأوامر حكومة نتنياهو

الساعة 08:24 ص|26 فبراير 2023

فلسطين اليوم

تستمر الاحتجاجات والمظاهرات ضد حكومة التطرف "الإسرائيلي" برئاسة "بنيامين نتنياهو"، إذ وصلت إلى قطاعات لم تنخرط قبل ذلك بأنشطة سياسية وحزبية، وهي جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية.

وبهذا الصدد أصدر قادة كبار في جيش الاحتلال مطالبات للجنود والضباط بعدم الالتزام بقرارات حكومة نتنياهو، وهو ما يعني وصول الاستقطاب "الإسرائيلي" الداخلي إلى مستويات غير مسبوقة من قبل، وهو ما يثير خوف قيادة جيش الاحتلال من اتساع الظاهرة بين القوات والضباط.

قائد جيس الاحتلال ووزير الحرب الأسبق، إيهود باراك، لم يتردد في مخاطبة جنود وضباط الجيش بقوله إنه "عندما تكون هناك أوامر منافية للمنطق، وكأن عليها راية سوداء، فمن حق الجندي أو الضابط رفض تنفيذها، لأن هذا من واجبه، لأن الحكومة الحالية إذا لم تتوقف عن إجراءاتها، فإننا سنكون أمام نظام ديكتاتوري في غضون ستة أسابيع، - وسيتعين على الجمهور الإسرائيلي أن يفعل ما لا يفعله النواب في الكنيست". وفق قوله.

وأضاف في مقابلة نشرتها القناة 12 العبرية، أنه: "عندما تكون هناك أوامر يرفرف عليها علم أسود، فليس من حق الجندي أو الضابط أن يرفض، بل هذا من واجبه، وقد أظهرت التجربة التاريخية أنه عندما يستمر 3.5٪ من السكان في التظاهر بعناد في المظاهرات والاحتجاجات بكل الوسائل المتاحة لها، فإن الحكومة إما أن تنهار أو تسقط".

من جهته، قال رئيس أركان جيش الاحتلال السابق الجنرال دان حالوتس: إن الجنود الإسرائيليين لن يخدموا في ظل ديكتاتورية، واليوم بت أسمع المزيد والمزيد من البيانات الرافضة، ليس فقط من سلاح الجو، وما يصلني من احتجاجات من مرتدي البزة العسكرية مفاده أنه إذا كانت هناك دكتاتورية في إسرائيل، فمن الأفضل الخدمة العسكرية في أوغندا أو رواندا، حيث سيدفعون هناك مالا أكثر، لأننا سنصبح في هذه الحال مرتزقة". على حد تعبيره.

وأضاف الجنرال حالوتس في مقابلة نشرتها القناة 13، أن "معلوماته المتوفرة تفيد بأن جنوداً في سلاح الجو أبلغوا قائدهم بأنهم يحتجون ضد تصرفات الحكومة الجديدة، ما حدا بواحد من كبار الضباط للإعلان أنه لا يرغب في استمراره في منصبه، رغم أنه شغل سلسلة من المناصب العليا في سلاح الجو، وفي الاحتياط يشغل منصب قائد غرفة التحكم، ما يجعلنا أمام أكبر ضابط يتخذ مثل هذه الخطوة الاحتجاجية، لأنه من وجهة نظر أخلاقية، في ظل الحكومة الحالية، لا يمكنه الاستمرار بأداء واجباته، صحيح أنه قد يستمر في تدريب الطيارين، لكنه لن يكون المسؤول عن الأنشطة العملياتية للقوات الجوية".

دفعت هذه الدعوات المتلاحقة برئيس الأركان وقائد جيش الاحتلال الجديد الجنرال هآرتسي هاليفي لمخاطبة كبار الضباط والجنود "بألا يدخلوا البزة العسكرية في النزاع السياسي والحزبي الحاصل في الدولة"، بزعم الحفاظ على جيش واحد، وهو الذي يجب أن "يبقى فوق كل الجدل السياسي، وترك الخلافات في الخارج". على حد قوله.

وكشف في تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، أن "الخلاف الذي يهز المجتمع الإسرائيلي هذه الأيام، يبقى فيه الجيش نقطة التقاء للمجتمع، وبالتالي فإن الخلاف محظور أن يصل إلى من يخدمون فيه، لأن مهمته واحدة وهي حماية الدولة، ما يتطلب أن يبقى الجيش فوق كل الجدل السياسي". وفق قوله.

ارتفاع وتيرة الدعوات "الإسرائيلية"، الداعية لانخراط جيش الاحتلال في الاحتجاجات على حكومة نتنياهو لتحذيرات سابقة من جنرالات كبار اعتبروا أن الحكومة الحالية بتشكيلتها الفاشية العنصرية وصفة للتحريض الداخلي، وقد ينتهي المطاف إلى مواجهة "إسرائيلية" داخلية، وسينجذب جنود "الجيش" للمزيد والمزيد فيها، ما يعني تعبيد الطريق لكوارث خطيرة للغاية في داخل الجيش، ويعتبر في الوقت ذاته تحدياً للقدرة على مواجهة التهديدات الأمنية، لأن الدولة تشهد حالة من ضياع الطريق والتفكك والفوضى.

في الوقت ذاته، فإن انخراط جيش الاحتلال في الاستقطابات "الإسرائيلية" الداخلية من شأنه توسيع رقعتها، ما سيجعل كيان الاحتلال، وفق تعبيرات الجنرالات أنفسهم، يعيش تهديداً وجودياً ناجماً عن الافتقار للحكم، واستمرار وجودها، نظرا لغياب كيان الحكم والقانون والنظام، ما يلقي بظلال سوداء على الشعور بالأمن الشخصي لكل "إسرائيلي"، وفي كل مكان. وفق "عربي 21".

 

كلمات دلالية