خبر أكاديميون وخبراء وسياسيون يدعون لإعطاء قضايا القدس الأولوية والأهمية لدعم صمود أهلها

الساعة 11:22 ص|25 مايو 2009

أكاديميون وخبراء وسياسيون يدعون لإعطاء قضايا القدس الأولوية والأهمية لدعم صمود أهلها

د. الشرافي ينتقد التراخي العربي والإسلامي في التعاطي مع قضايا القدس

أ.د. أبو زهري: المسجد الأقصى المبارك يتعرض لمؤامرات عديدة

د. صافي: القدس تعاني من خطر التهويد لطمس معالمها وتغيير هويتها وطي حضارتها

فلسطين اليوم- غزة

دعا أكاديميون وخبراء وسياسيون إلى إعطاء قضايا القدس الأولوية والأهمية سواء من الناحية السياسية أو دعم صمود أهالي القدس في مواجهة الغطرسة والاعتداءات الإسرائيلية المتمثلة في هدم المنازل والحفريات وتهجير السكان وغيرها من الممارسات، مشيرين إلى وجود إهمال كبير خلال السنوات الماضية على الصعيد الفلسطيني والعربي والإسلامي الأمر الذي أتاح المجال لإسرائيل للتمادي في سياسة تهويد المدينة المقدسة.

 

جاء ذلك خلال فعاليات اليوم الدراسي الذي نظمته عمادة التخطيط والتطوير وكلية الإعلام في جامعة الأقصى في قاعة المؤتمرات بمقر الجامعة بغزة اليوم الاثنين تحت عنوان "القدس .. تحديات الواقع وأمال المستقبل" بمناسبة احتفالية " القدس عاصمة للثقافة العربية 2009" و بمشاركة عدد كبير من الباحثين والأكاديميين المحليين، والمئات من الطلبة.

 

وقد حضر الجلسة الافتتاحية العديد من الشخصيات الاعتبارية والوطنية والأكاديمية وفي مقدمتهم رئيس مجلس أمناء جامعة الأقصى كمال الشرافي، ورئيس الجامعة أ.د. علي زيدان أبو زهري، ورئيس اللجنة التحضيرية لليوم الدراسي د. خالد صافي، وعميد كلية الإعلام في الجامعة د. احمد حماد، ونائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية د. أيمن صبح، والكاتب والإعلامي يحيي رباح وعميد التعليم المستمر وكلية الإعلام في جامعة فلسطين د. حسين أبو شنب، ومدير العلاقات العامة في جامعة الأزهر د. محمد البردويل ونواب الرئيس وعدد من أعضاء مجلس الأمناء وأعضاء الهيئة التدريسية.

 

وشدد الأكاديميون على ضرورة الاهتمام الإعلامي بقضايا القدس وإلقاء الضوء عليها وفضح الممارسات الإسرائيلية بحق القدس وأهلها.

 

د. الشرافي: هناك سياسة مبرمجة لاستهداف شبابنا  في القدس

وانتقد مستشار الرئيس محمود عباس لحقوق الإنسان، ورئيس مجلس أمناء جامعة الأقصى د. "كمال الشرافي" بشدة التراخي العربي والإسلامي في التعاطي مع قضايا القدس، وقال حين يهدم المسجد الأقصى يقوم العرب والمسلمين للتنديد والاستنكار، بينما حين مست أصنام بوذا تحرك العالم وعلماء المسلمين، ولكن عندما تتعرض القدس للتهويد وتهجير سكانها لا يتحرك احد.

 

وأكد د. "الشرافي" أن القدس لم تفقد هويتها، ما دام المسجد الأقصى وقبة الصخرة موجودة، وقال لم تقتصر الحملة الإسرائيلية على المسجد الأقصى وقبة الصخرة بل طال هدم البيوت ومنعوا تراخيص البناء والتواصل حتى بين أحياءها مشيرا إلى إغلاق أكثر من 50 مؤسسة إضافة إلى الممارسات الإسرائيلية بحق أهالي القدس إدراكا من الحكومة الإسرائيلية بان هناك خطر ديمغرافي وقال إن إسرائيل تتعامل مع أهالي القدس كمقيمين وليسوا مواطنين.

 

وقال د. "الشرافي" وهناك سياسة مبرمجة لاستهداف شبابنا  في القدس، ولا يكفي أن نرسل لهم الشعارات بل يجب التضامن بالمال معهم، مشيرا إلى طرد الآلاف من أهالي لقدس وهدم الحارات وهدم المقابر وغيرها من الممارسات العنصرية.

 

وأوضح د. "الشرافي" إن الشباب هم الأمل في استعادة القدس، وقال إن غابت القدس عن فئة الشباب (قادة المستقبل) فالأمل سيخبو، ويأتي هذا اللقاء والقدس تتعرض لأبشع عدوان من قبل الحكومة الإسرائيلية، وهذه الانتهاكات ليست جديدة وإنما استمرار لعدوان مستمر ليس فقط منذ 61 عاما منذ النكبة الأولى، وإنما منذ الحرب العالمية الأولى، وإلا كيف بنيت الجامعة العبرية عام 1925م ومستشفى هداسا عام 1939م؟.

 

أ.د. أبو زهري: القدس تتعرض لحملات استيطانية مستمرة وسياسة ممنهجة لتهويدها

وقال رئيس جامعة الأقصى أ. د. "علي زيدان أبو زهري"  في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية تحتل مدينة القدس مكاناً مميزاً في الوجدان، فهي من تهفو إليها النفوس، وتشد إليها الرحال من كل أنحاء المعمورة. ففيها المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين الشريفين. وفيها التاريخ الإسلامي العريق الذي يزرع نفسه بقوة في كل شارع من شوارع القدس، وكل أثر من آثارها.

 

وأضاف أ.د. أبو زهري إن المسجد الأقصى المبارك يتعرض لمؤامرات عديدة منها تقويض بنيانه، وزعزعة أركانه جراء الحفريات الإسرائيلية المستمرة للأنفاق أسفل منه. وكذلك محاولة لسلطات الاحتلال إقامة ما يسمى بالهيكل المزعزم بدلاً منه، مشيرًا إلى تعرض القدس لحملات استيطانية مستمرة، وسياسة ممنهجة لتهويدها، وإنهاء الوجود الفلسطيني بها سكاناً وعمراناً ومقدسات. وواجب الدفاع عنها ليست مسؤولية الشعب الفلسطيني وحده وإن كان رأس الحربة. إنها مسؤولية العرب والمسلمين جميعاً.

 

وعبر عن شكره للجنة التحضيرية رئيساً وأعضاءً على جهدهم في تنظيم وإنجاز هذا اليوم الدراسي، و للباحثين المشاركين في محاور هذا المؤتمر الذين عبروا من خلال مساهمتهم على صدق انتمائها لقضيتهم ووطنهم.

 

وعبر أ.د. أبو زهري عن تقديره لعمادة التخطيط والتطوير وكلية الفنون الجميلة عميداً وأعضاء هيئة تدريسية وطلبة على متابعة و تصميم وتنفيذ جدارية القدس ضمن فعاليات هذا اليوم.

 

د. صافي: القدس من أقدم المدن التي عرفها التاريخ

وقال رئيس اللجنة التحضيرية لليوم الدراسي د. خالد صافي في كلمته تعد القدس قلب فلسطين النابض، ومجمع الأفئدة، وملتقى الأرض مع السماء بأنبيائها ومقدساتها، وفيها منطلق المعراج إلى السموات العلى، ومنتهى الإسراء. وهي قبلة المسلمين الأولى، التي دعا النبي صلى الله عليه وسلم أن تشدّ الرحال إليها.

 

وأضاف أستاذ التاريخ المشارك في جامعة الأقصى د. صافي إن القدس ليست مدينة تاريخية فقط، بل إنها أقدم المدن التي عرفها التاريخ. وإنه لتاريخ مجيد .. تاريخها. ذلك لأنها صمدت لنوائب الزمان بجميع أنواعها، وطوارىء الأحداث بجميع ألوانها. حتى لم يبق فاتح من الفاتحين، أو غاز من الغزاة المتقدمين والمتأخرين الذين صالوا في هذا الجزء من الشرق، إلا ونازلته، فأما أن يكون قد صرعها، أو تكون هي قد صرعته.

 

وأكد د. صافي أن القدس تعاني اليوم خطر التهويد، وتهديد الإنسان والأرض والحجر والمقدس لطمس معالمها، وتغيير هويتها، وطي حضارتها، وذلك ضمن مخطط ممنهج يتم تنفيذه بكل إصرار، وقال يأتي عقد هذا اليوم الدراسي ضمن الاحتفالية بالقدس عاصمة للثقافة العربية عام 2009م، وإسهاماً من جامعة الأقصى في معركة القدس الحضارية والتاريخية والسياسية والإعلامية. ضمن رسالتها في الاهتمام بالقضايا الوطنية والإسلامية، والتعريف بها، وتعزيز الوعي بالحقوق الوطنية، وتأكيد التمسك بها ثوابت لا يجوز التفريط بها.

 

وشكر د. صافي رئيس الجامعة لرعايته هذا اليوم، والنائب الإداري والمالي ونائب رئيس الجامعة للعلاقات العامة والشؤون الثقافية، وعمادة كلية الفنون الجميلة عميداً وأعضاء هيئة تدريسية وطلبة على مشاركتها في فعاليات هذا اليوم من خلال تصميم وتنفيذ جدارية القدس.

 

فيلم وثائقي

وخلال الجلسة الافتتاحية تم عرض فيلم وثائقي حول القدس بعنوان "القدس في خطر" إنتاج كلية الإعلام في جامعة الأقصى، والذي تناول جزء من الانتهاكات الإسرائيلية من حفريات وتهجير للمواطنين وحرمان وأثار جدار الفصل العنصري التدميرية.

 

جدارية القدس

وفي ختام الجلسة الافتتاحية لليوم الراسي حول القدس جرى افتتاح جدارية القدس التي تم إقامتها في جامعة الأقصى بجهود الأساتذة إياد صبح واحمد ناجي وبهاء شلايل ومروان شاهين ومجموعة من طلبة كلية الفنون الجميلة، والتي تمثل باكورة فنية غاية في الروعة من خلال تجسيدها لمعالم القدس وعبق التاريخ والانتصار فيها.

 

وكان عريف الحفل محمود الناطور الذي ألهب شعور الحضور بالحديث عن الزعيم ياسر عرفات، واستعداد شعبنا للتضحية من اجل القدس.  

 

محاور اليوم الدراسي

وقد تضمن اليوم الدراسي ثلاثة محاور رئيسية وهي المحور الأول التاريخي "القدس تاريخ وحضارة"، فيما خصص المحور الثاني للموضوع السياسي تحت عنوان "القدس إشكالات السياسة وإمكانيات الحل"، بينما تناول  المحور الثالث القضايا الإعلامية تحت عنوان " القدس قضية إعلامية".

 

الجلسة الأولى: القدس والتاريخ

وفي الجلسة الأولى التي ترأسها د. يوسف الزاملي وتناولت المحور التاريخي، تم استعراض خمسة أوراق عمل، فقد قدم أستاذ التاريخ المشارك في قسم التاريخ بجامعة الأقصى ورئيس اللجنة التحضيرية لليوم الدراسي حول القدس د. "خالد صافي" ورقة عمل بعنوان "التطور التاريخي للقدس كعاصمة لفلسطين في أواخر العهد العثماني"، أشار فيها إلى  أن القدس تحتل مكانة دينية هامة لدى أصحاب الديانات الثلاث، فالقدس إسلامياً هي ثالث مدينة مقدسة في الإسلام. فهي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وهي ذات أهمية كبرى للمسحيين واليهود. وشكلت عاصمة روحية لفلسطين عبر التاريخ، وقال وتحتل القدس أهمية مركزية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث تحمل دلالات دينية وسياسية وتاريخية.

 

فيما تناول د. منير رضوان في ورقة العمل التي قدمها "الممارسات الإسرائيلية في القدس" مشيرا إلى أن المؤسسات الفلسطينية في مدينة القدس شكلت عنوانا للصمود في وجه ممارسات سلطات الاحتلال التهويد حيث لعبت تلك المؤسسات دورا رياديا في النضال من اجل عروبة القدس، فأقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على إغلاقها عدا عن الممارسات الأخرى مثل هدم المنازل والحفريات تحت المسجد الأقصى وغيرها.

 

وقدم المحاضر بجامعة الأقصى بقسم التاريخ أ. عدنان أبو شبيكة ورقة عمل تحت عنوان "القدس في مقترحات ومشاريع التسوية البريطانية1922 – 1947م"، مستعرضا المشاريع والمقترحات البريطانية الهادفة لإيجاد حلول للأوضاع والأحوال السياسية في فلسطين إبان فترة الانتداب البريطاني، وقال لقد تعددت المشاريع والمقترحات البريطانية الهادفة لإيجاد حلول للأوضاع والأحوال السياسية في فلسطين إبان فترة الانتداب البريطاني  ، وقد حملت تلك المشاريع والمقترحات بين نصوصها ما يخص القدس باعتبارها ذات قيمة وأهمية دينية بالنسبة للمسلمين واليهود والمسيحيين.

 

فيما تحدث المحاضر بجامعة القدس المفتوحة (منطقة رفح التعليمية) أ. جهاد المصري في ورقة العمل التي قدمها عن "أهمية القدس في تشكيل الوعي المكاني في أعمال المبدعين الفلسطيني"، وقال إن استنشاق عبق تاريخ مدينة القدس، والتعلق بذاكرة أدبيات حياتها، والإقامة الوجدانية في بيوتها العتيقة، والتجول الحالم في شوارعها وأسواقها، واللجوء النفسي إلى مساجدها وكنائسها، والتلذذ بسماع صدى أصوات حيواتها ومعالمها المختلفة، يمثل في حد ذاته حياة أخرى خارج المألوف، يشعر بها كل من صادق القدس وعاشرها، وبطبيعة الحال فإن هذه التركيبة الحياتية المميزة، تشكل معادلاً موضوعياً لنفي حياة اللجوء والشتات، وبالتالي التمسك بحق العودة إلى الوطن الأم (فلسطين) ودرتها مدينة القدس.

 

في حين قدمت المحاضرة بقسم التاريخ بجامعة الأقصى أ. مرفت سرداح ورقة عمل تحت عنوان "حائط البراق الملكية والدفاع عن القدسية"، مفندة الادعاءات الصهيونية حول الأهمية الدينية للحائط بالنسبة لليهود، وقالت ونحن نحتفل بالقدس عاصمة للثقافة العربية نعرض تاريخياً وقانونياً وشرعياً ملكيتنا للحائط والوقف ونعاهد مدينة الصلاة وقدس الأقداس على المحافظة على القدسية والدفاع عنها بكل ما أوتينا من قدرات فكرية وعلمية وبكل ما تجود به نفوسنا من دماء لتبقى قدسنا قدس الأقداس ولقاء الأرض بالسماء.

 

الجلسة الثانية: القدس والسياسة

وخلال الجلسة الثانية التي ترأسها نائب رئيس جامعة الأقصى للشؤون الثقافية والعلاقات العامة د. ناصر أبو العطا وتناولت المحور السياسي، تم استعراض خمسة أوراق عمل، فقد قدم عميد شؤون الطلبة في جامعة الأزهر وأستاذ العلوم السياسية أ.د. رياض العيلة ورقة عمل بعنوان " القدس ما بين الأمل ... والعمل في ضوء قرارات الشرعية الدولية، أشار فيها إلى المكانة الدينية والتاريخية والطابع الحضاري والثقافي والأهمية الخاصة التي تتمتع بها مدينة القدس عبر العصور، جعلها محط أنظار أصحاب الديانات السماوية. فمن أجلها دارت صراعات عديدة، ونشبت عليها الكثير من الحروب والصراعات، وكان احد فصولها صراع دام قرابة قرنين عرف بالحروب الصليبية، والآن تعيش مدينة القدس في أطار الصراع العربي الإسرائيلي الذي استكمل قرنا آخرا من الزمان ولم تظهر بوادر انتهائه، وكانت  أهمية هذا الصراع قد انعكس على قرارات الأمم المتحدة بشقيها الجمعية العامة ومجلس الأمن منذ عام 1948م.

 

فيما تناول د. عبد الناصر سرور في ورقة العمل التي قدمها " الموقف الأمريكي تجاه قضية القدس :1967-2008م"، موضحا انه منذ الاحتلال الإسرائيلي لمدينة القدس العربية في حزيران/يونيو عام 1967, بدأت حكومات الاحتلال المتعاقبة بتكريس وفرض وقائع وحقائق على الأرض من خلال تكثيف الاستيطان وتهويد المدينة. وتمكن المفاوض الإسرائيلي من خلال المماطلة والمراوغة أن يطيل سنوات التفاوض, ونجح في إتاحة الفرصة أمام حكوماته لكسب أرض جديدة وإدراجها كأمر واقع ضمن بلدية القدس الموسعة الكبرى, وطمس معالمها التاريخية والحضارية وإحداث تغيرات ديموغرافية على حساب سكانها العرب, وأخيراً إحاطتها بالجدار الأمني الفاصل لعزلها عن محيطها الفلسطيني والعربي.

 

وقدم المحاضر بالجامعة العربية الأمريكية-جنين كلية العلوم والآداب د. أيمن طلال يوسف ورقة عمل تحت عنوان " ايدولوجيا الاستيطان الإسرائيلي في القدس والخيارات الفلسطينية المتبقية"، مستعرضا سياسة إسرائيل في تهويد المدينة المقدسة خاصة في فترة ما بعد أوسلو في عام 1993 من خلال تطبيق إستراتيجية الأطواق الاستيطانية في داخل القدس وخارجها، ففي داخل المدينة المقدسة, لا سيما البلدة القديمة لجأت إسرائيل إلى إتباع أساليب شراء البيوت العربية من خلال صفقات مشبوهة, فضلا عن رفع ضرائب الأرنونا, وهدم البيوت العربية وسياسة التمييز ضد الفلسطينيين من اجل إجبارهم للهجرة عن المدينة المقدسة والرحيل إلى الضواحي. أما طوق الاستيطان الخارجي فيتشكل من سلسلة من المستوطنات الضخمة أحاطت بالمدينة من كل الجهات والنواحي, بهدف إنشاء ما يسمى بالقدس الكبرى, وبالتالي تحسم المستوطنات الخيارات المتبقية للمفاوض الفلسطيني الذي تعتقد إسرائيل انه سيقبل بالوضع الراهن الذي خلقته المستوطنات على الأرض.

 

فيما تحدث د. ابراهيم المصري في ورقة العمل التي قدمها عن " حكومة نتنياهو ومستقبل القدس" عن فكر وتوجهات حزب الليكود تجاه القدس التي تعتبر القدس مدينة يهودية لليهود فقط ، وترفـــض التفاوض حولها انطلاقا من ادعاءات دينية توراتية ، هذه التوجــهات التي سبق إن ترجمــها الليــكود إثناء توليــه الحكم في فترات مختلفة ،في فــترة رئاســة نتنياهو الأولى عام 1996 ،وكانت حاضــرة وواضــحة المــعالم في فكره وممارسات حكومته السابقة، في حين قدم المحاضر رئيس قسم الجغرافيا بجامعة الأقصى د. عبد القادر حماد ورقة عمل تحت عنوان " تأثير النشاط الاستيطاني على القطاع السياحي في مدينة القدس "، مشيرا الى  مدى خطورة المستوطنات وجدار الفصل العنصري على المواقع السياحية في القدس، خاصةً تلك التي نُهبت أو دُمّرت أو طُمست وغُيّرت معالمها،  وكذلك التهديدات الحقيقية التي تواجه الصناعات السياحية في القدس جراء الأنشطة الاستيطانية والممارسات "الإسرائيلية" التعسفية، موضحا أنّ المنافسة "الإسرائيلية" غير الشريفة تشكّل تهديداً لصناعة السياحة في القدس.

 

الجلسة الثالثة: القدس والإعلام

وفي الجلسة الثالثة التي ترأسها أستاذ الإعلام المشارك في كلية الإعلام بجامعة الأقصى د. "احمد أبو السعيد" والتي تناولت المحور الإعلامي، تم استعراض أربعة أوراق عمل.

 

فقد قدم عميد كلية الإعلام في جامعة الأقصى وأستاذ الإعلام المساعد د. "احمد ابراهيم حماد" ورقة عمل بعنوان " القدس ..رؤية إعلامية من الداخل"، أشار فيها إلى أنه في ظل غياب إعلامي حقيقي فاعل على الساحة الفلسطينية والإقليمية والدولية، فقد تمادت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في أساليبها القمعية وممارساتها البوليسية بحق المدينة المقدسة وسكانها الفلسطينيين من مسيحيين ومسلمين حيث أخذ الاحتلال الإسرائيلي بإصدار مئات بل آلاف الإخطارات بالهدم للمنازل العربية في القدس الشريف بهدف ترحيل حوالي 60 ألف من سكانها،  وتهديد الوجود العربي المقدسي فيها استكمالا لحملة التهويد المتواصلة بحق المدينة المقدسة وذلك بالتزامن مع عملية استيطانية هي الأضخم لمشاريع الاستيطان منذ العام1967.

 

وقال د. حماد كما واتصف العمل الإعلامي في تناول قضايا القدس بالموسمية في الاهتمام والعمل وعدم وجود نشاط مبرمج مثابر ومتصل، بل الانفعال بالأحداث بشكل هبّات موسمية ومناسباتية.

 

فيما تحدث أستاذ الصحافة وتكنولوجيا الاتصال المساعد في كلية الإعلام بجامعة الأقصى د. ماجد تربان في ورقة العمل التي قدمها عن " القدس في الصحافة العربية والفلسطينية رؤية مستقبلية " ، مشددا فيها على ضرورة الاهتمام بجميع قضايا المدينة المقدسة، وإفراد مساحات أكبر تبين حجم الحملة الشرسة التي تواجهها، وتعمل على طمس هويتها، وعدم تغليب بعض الأخبار الخفيفة على الموضوعات المهمة، وعلى رأسها إغلاق المؤسسات المقدسية، وإغلاق الطرق أمام المقدسيين، وما يعقب ذلك من تضييق الخناق على السكان المقدسيين أصحاب الحق، ودعا الجهات الرسمية، والأهلية، والشخصيات الفلسطينية، والعربية، والدولية إيلاء قضايا القدس أهمية كبرى تتوافق مع حجم المعاناة التي تتعرض لها، وتكون سدا منيعا أمام محاولات تهويدها من قبل إسرائيل.

 

في حين قدم الباحث في الشؤون السياسية والإعلامية أ. عماد سليم محسن ورقة عمل تحت عنوان " القدس في الخطاب الإعلامي العربي والإسلامي .. غياب أم تغييب ؟"، مشيرا إلى أن هناك فشلاً ما في تداول الخطاب الفلسطيني سواء في التعبير عنه أو قصوراً في آلياته، مما يستدعي دراسته وتحليله وإعادة صياغته للارتقاء بمستواه وإتقان فن الحديث عنه للعمل على تطوير وتجديد صياغته بأسلوب علمي وعملي لكي يكون خطاباً ذا سياق واحد ومتوحد، متزناً ومتوازناً، مرناً ومنطقياً وواقعياً، شفافاً وواضحاً يمنح الثقة، يقوم على التنسيق والتضامن والتوافق والحوار فيما بين الفرقاء.

 

وقدم الصحفي والباحث في الشؤون الإعلامية أ. حسن يوسف دوحان ورقة عمل تحت عنوان "التغطية الصحفية لقضايا القدس في ظل الانقسام الفلسطيني"، أظهرت تراجع الاهتمام بقضايا القدس في الصحافة الفلسطينية، إضافة إلى غلبة فن واحد من الفنون الصحفية في تناول قضايا القدس والمتمثل في فن الخبر الصحفي، كما وبينت الدراسة الاستكشافية الاهتمام بشكل واضح بقضايا وأخبار الانقسام الفلسطيني كما هو واضح من تفوق أخبار وموضوعات الانقسام من ناحية العدد "التكرار" على موضوعات القدس في الصحافة الفلسطينية بمقدار الثلاثة أضعاف، مما يعكس مدى تأثير الانقسام على تناول قضايا القدس.

 

وأوضح الباحث دوحان في ورقة عمله أن هناك إهمال لفنون التقرير والتحقيق والحديث الصحفي والمقال وغيرها من الفنون في تناول قضايا القدس بصحف الدراسة الأمر الذي يعكس حالة الفتور التي يعيشها الصحفيون، ومدى تأثرهم بحالة الانقسام والتي أدت بدورها إلى عدم تخصيص جزء من تقاريرهم وتحقيقاتهم ومقالاتهم لتناول قضايا القدس.

 

وفي ختام اليوم الدراسي تم توزيع شهادات التقدير على الباحثين وأعضاء اللجنة التحضيرية.