هذا ما يخشاه الاحتلال بعد جريمة نابلس!

الساعة 12:50 ص|23 فبراير 2023

فلسطين اليوم

قلبت جريمة استشهاد 11 مواطنين في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، المنظومة الأمنية والعسكرية "الإسرائيلية" رأسًا على عقب، ودفعت حكومة الاحتلال إلى رفع درجة التأهب إلى مستوى ما قبل الأخير، خشيةً من تنفيذ عملية فدائية وأعمال مقاومة فلسطينية انتقامية مبكرة ومفاجأة وقاسية توقع قتلى وإصابات بين صفوف الجنود والمستوطنين.

ونُفذت المجزرة التي وقعت، أمس الأربعاء، عقب محاصرة منزل يتواجد به مطلوبين لما يقارب النصف ساعة، ووفق محللين ونشطاء سياسيين، فإنها تأتي في سياق محاولة العدو لكبح جماح ظاهرة تشكيل الكتائب والمجموعات المسلحة شبه المنظمة التي امتدت لمدن عدة، حيث يخشى من فقدان السيطرة الأمنية الواسعة في الضفة.

رد مبكر

المحلل السياسي، جمعة التايه، يعتقد، أن حكومة الاحتلال ماضية وبعنفوان في ارتكاب مزيد من الجرائم ضد الفلسطينيين وبكل الساحات، وتسعى لكبح جماح ظاهرة الكفاح المسلح الآخذة في تصاعد، ورغم كل وسائل القتل والدمار، إلا أن المقاومة تحقق أهدافها في فرض المعادلات.

وقال التايه، لـ"وكالة فلسطين اليوم الاخبارية": إن "حكومة الاحتلال التي تشهد أزمة داخلية، تريد تصعيد الجرائم الإنسانية، لتحقيق إنجاز سياسي يرفع من مستوى شعبيتها في الجبهة الداخلية، ويرضي المستوطنين، لا سيما بعد العمليات الفدائية الأخيرة".

وتوقع المحلل، رد مبكر فلسطيني على جريمة نابلس، تتمثل في تنفيذ عمليات فردية وأعمال مقاومة أخرى، على غرار العملية الأخيرة التي نفذها سائق مقدسي- 29 فبراير الجاري- ضد مجموعة من المستوطنين في القدس، بمركبته الخاصة، أسفرت عن مقتل 3 مستوطنين وجرح آخرين.

وأضاف أن كل الساحات الفلسطينية مقدمة على الرد، موضحًا أنه كلما شدّد الاحتلال من قبضته الأمنية، يقابله فعل مقاوم استثنائي، وأشكال نضالية عدة.

وحسب مركز المعلومات الفلسطيني "معطى"، فقد أعلن، تسجيل 22 عملًا مقاوما بالضفة والقدس، أبرزها 5 عمليات إطلاق نار وإلقاء عبوات ناسفة، والتصدي لاعتداءات المستوطنين، خلال اليوم السابق.

وتابع التايه: "الاحتلال ينتهج سياسة المراوغة والكذب على العالم وتغير الحقائق".

وبشأن المطلوب لتعزيز وعدم صمود المواطنين والمقاومين، أوضح المحلل، أن المطلوب تعزيز الحاضنة الشعبية، وتبني الفصائل الفلسطينية استراتيجية لتطوير ظاهرة الكفاح المسلح، مع رفع دعاوي قضائية في المحاكم الدولية لمحاسبة قادة الاحتلال.

ونعت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، شهيديها محمد عمر أبو بكر- جنيدي- (23 عاماً)، قائد كتيبة نابلس في سرايا القدس وأحد مؤسسيها، ورفيق دربه الشهيد "حسام بسام أسليم"(24 عاماً)، أحد قادة كتيبة نابلس في سرايا القدس.

وشيع الآلاف من أهالي محافظة نابلس، عصر أمس، جثامين الشهداء العشرة حيث انطلق موكب التشييع من أمام مستشفى رفيديا، وصولا إلى دوار الشهداء، لينقل كل إلى منطقته لمواراته الثرى.

ولاقت هذه الجريمة التي أوقعت ما يزيد عن مئة إصابة بجراح مختلفة، إدانات واسعة من فصائل فلسطينية وحكومات وأحزاب عربية، حيث حمّلت الاحتلال المسؤولية، واعتبرت الصمت الدولي إزاء ما يحصل، وسيلة تشجع الاحتلال في ارتكاب مزيد من الجرائم ضد المدنيين العزل.

إرباك الاحتلال

وتعتبر الناشطة السياسية فادية البرغوثي، من جهتها، مجزرة نابلس، عمل احتلالي انتقامي، نتيجة تصاعد المقاومة في المدينة والمدن الصفاوية التي أوجعت الاحتلال وأربكت جميع حساباته وجعلته يعيش في هواجس أمنية على مدار الساعة.

وأضافت، البرغوثي، أن تسعير الاحتلال من جرائمه دليل على أن الوضع متدحرج ومساحة الفعل المقاوم تتسع مكاناً وترتقي شكلاً.

واعترف جيش الاحتلال، بإصابة جنديين "إسرائيليين"، برصاص المقاومين، عقب الاشتباكات التي دارت أثناء محاصرة المنزل في منطقة باب الساحة.

وبات الاحتلال عاجزاً عن اجتثاث المقاومة المتنامية، وفق حديث النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة، الذي أكد: إن "العلاقة الطبيعية بين الشعب الفلسطيني والاحتلال، هي علاقة المقاومة والمشاغلة".

وفي أحدث بيانات صادرة عن وزارة الصحة في رام الله، فقد سجلت 62 شهيدًا، خلال الشهرين الأولين منذ بداية العام الجاري، وهو يعد هذا  الأكثر دموية في الضفة منذ عام 2000 على الأقل.

ويعم إضراب شامل في جميع المحافظات الشمالية والجنوبي، اليوم الخميس، تنديدًا وغضبًا واستنكارًا للجريمة البشعة في نابلس، حيث أعلنت عنه الفصائل والقوى الوطنية، عبر بيان

كلمات دلالية