الأسرى بالسجون: نمر بظرف دقيق ونرفض الخنوع وسندافع عن حقوقنا أمام إجراءات بن غفير

الساعة 07:13 م|19 فبراير 2023

فلسطين اليوم

أكد الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، مساء اليوم الأحد 19-2-2023، أن حالة الرفض لـ "بن جفير" وسياساته الإجرامية سيصل بهم حد التفاني بالدفاع ليس فقط عن كيانهم النضالي داخل الأسر؛ وإنما الدفاع عن كرامتهم وشرفهم الوطني وبعدنا الإنساني، وحقهم بالحرية.

وقال الأسرى الأبطال في بيان صادر عنهم وصل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" :اليوم نحن نمر في ظرفٍ دقيق، وتحدٍّ غير مسبوق، يفرض علينا استجابةً من نوعٍ مختلف"،

وأضاف الأسرى :"نعلن بكل قوة وكبرياء وهيبة رفض الخنوع أو الاستسلام، رفض الذل والهوان، ونحن أحياء في مدافنكم، لن نموت ولن نُهزم رغم المحنة المظلمة، ولن نتخاذل وسننهض، ولن نكون إلا كما يرانا شعبنا ويحب مرفوعي الرؤوس منتصبي القامات ومناضلي حرية"، 

وتابعوا: "معظم تاريخ حياة الحركة الوطنية الأسيرة لا يقوم على التحدي الدائم والمكشوف لإدارة السجن، ولا أيضًا بالرضوخ التام لسيطرتها، وإنما يسير فيما بين هذين القطبين".

وأشار الأسرى في السجون إلى أنه لن يستطيع "بن غفير" أو غيره شل الروح الثورية لدى أبطالنا في السجون، ولن تسمعوا هذه المرة جوقة أصوات، وسينبثق من أعماق الأسرى صرخة واحدة تحمل كلمة واحدة ومطلب أزلي واحد "الحرية"، تعبيرًا عن توق الأسرى للحرية، وعن تعطش الشعب الفلسطيني للانعتاق من نير الاحتلال والخلاص الأبدي من الطغاة.

وأردفوا في بيانهم: "نحن مصقولين بعزيمة الإيمان، وبقوة الوعي الوطني المقاوم، وبإرادة الأحرار التي لا تلين، وبالرغبة القصوى بالانعتاق".

وإليكم نص البيان:

صادر عن الأسرى الأحرار في سجون الاحتلال
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان بعنوان "الانعتاق العظيم"

إن معظم تاريخ حياة الحركة الوطنية الأسيرة لا يقوم على التحدي الدائم والمكشوف لإدارة السجن، ولا أيضًا بالرضوخ التام لسيطرتها، وإنما يسير فيما بين هذين القطبين.

اليوم نحن نمر في ظرفٍ دقيق، وتحدٍّ غير مسبوق، يفرض علينا استجابةً من نوعٍ مختلف، مثل أن نقتحم الأشياء بشكل مباشر دون أي مواربة، ودون أن نفقد حسنا بالمسؤولية، أو حتى بفقدان السيطرة الذاتية.

إن المدى الذي يمكن أن يبلغه رفضنا لـ "بن جفير" وسياساته الإجرامية يصل حد التفاني بالدفاع ليس فقط عن كياننا النضالي داخل الأسر ولا عن حقوقنا البديهية المصانة بالنضال، والكفاح اليومي المعاش للأسرى، ولا عن مكتسباتنا التي انتزعناها بالكفاح والنضال المرير عبر عقود؛ وإنما سنتفانى بالدفاع عن كرامتنا وعن شرفنا الوطني وعن بعدنا الإنساني، وعن حقنا في الحرية.

ليس لدينا وهم من أي نوع بإنسانية الأعداء "وعلى رأسهم الفاشي بن جفير"، وسيتحول كل أسير فلسطيني بجسده وإرادته الصلبة إلى ترس يحمي إخوته، وسنحول السجون إلى ساحة مواجهة بين إرادة الإنسان المنتمي لشعبه الشغوفة بالحرية، وبين إرادة السجان الحاقدة.

نحن أحياء في مدافنكم، لن نموت ولن نُهزم رغم المحنة المظلمة، ولن نتخاذل وسننهض، ولن نكون إلا كما يرانا شعبنا ويحب مرفوعي الرؤوس منتصبي القامات ومناضلي حرية، نعلن بكل قوة وكبرياء وهيبة رفض الخنوع أو الاستسلام، رفض الذل والهوان، وأننا اخترنا خيار الرجال الأبطال والنساء الماجدات، خيار المواجهة الشاملة، فلا معنى للبطولة إن لم يقتحم المرء الأخطار.

ولا نغفل أن عدونا مدجج بكل أدوات القوة والقمع والإجرام والحقد، ونحن مسربلين بشجون الحرية، ومصقولين بعزيمة الإيمان، وبقوة الوعي الوطني المقاوم، وبإرادة الأحرار التي لا تلين، وبالرغبة القصوى بالانعتاق.

لم نكن أقرب في أي وقت من الأوقات من التفكير الجدي بتبني فكرة الانعتاق العظيم، وسنجعل من معركتنا القادمة مع الفاشي "بن جفير" فجرنا المرتقب وانتفاضة شعبنا في فلسطين كل فلسطين، سنفجر السجون وسنجعل من لحومنا، رمزًا للنضال ضد الصهيونية اليمينية الفاشية، لن نحلم بالثأر لأننا سنقلب عالم الأسر رأسًا على عقب، وسننسف هذا الواقع جملةً وتفصيلًا.

ومن شغفنا بالحرية نستلهم معاني النضال والصمود والانتصار، ولن نأسف على حياة الأسر، ولن يستطيع "بن جفير" أو غيره شل الروح الثورية لدى أبطالنا في السجون، ولن تسمعوا هذه المرة جوقة أصوات، وسينبثق من أعماق الأسرى صرخة واحدة تحمل كلمة واحدة ومطلب أزلي واحد "الحرية"، تعبيرًا عن توق الأسرى للحرية، وعن تعطش الشعب الفلسطيني للانعتاق من نير الاحتلال والخلاص الأبدي من الطغاة.

لا يجوز لنا أن ننتظر مقتلنا ونحن نرى قاتلنا ونسمع صك أنيابه الفظيعة، لا يجوز لنا أن نربط مصيرنا بالقصور والعجز، ولا يكفي أن نقول إننا تحت قيد الاحتلال، من الضروري أن نعمل من أجل ما هو ممكن وما هو مرجو، علينا أن نتصرف كشعب حر على أرض تحت الاحتلال.
في معركتنا القادمة سنعود أصلب عودًا وأشد مراسًا وأكثر حنكةً، وسنستفيد من دروس الماضي، ثقتنا بأنفسنا "أسرى وأسيرات" وما في عقولنا من وعي وطني وإنساني، وما في قلوبنا من إيمان بالحق والعدالة والحرية، وما في أرواحنا من عندٍ وكبرياء، وما يحتمل في نفوسنا من آمالٍ عريضة نعلقها على شعبنا وعلى الأحرار في كل أرجاء الأرض لهو كفيل بأن نذهب بعيدًا في معركتنا القادمة، ليس لصون شروط حياتنا داخل الأسر ولا بحثًا عن تخفيف شدة القيد، ولا من أجل حقنا بالخبز والشمس وبثيابٍ دافئة، وإنما من أجل شرف الإنسان وكرامته.

"الحرية"؛ ما انتشرت الحرية في شعبٍ إلا وارتفع صوته وعلا شأنه، فلتصدح مساجدنا بأذان الحرية، ولتقرع كنائسنا أجراسها لنداء الحرية، فإلى الكفاح وإلى وحدة الصف، ولتكن أرواحنا مشاعل تضيء الطريق لشعبنا في ليله الطويل، ولنقف صفًّا واحدًا سلاحنا الوعي والتضحية، وعشقنا الأزلي لفلسطين ورفيقتنا الحرية، وحده الجهد الفلسطيني هو الدعامة الأساسية لنضالنا، هذه طريقنا وهذه مسيرتنا.

وإن مشهد الذل بالنسبة لنا أقسى من مشهد الموت، وإن الموت في سبيل الحرية والحياة أمتع وأشرف من لقمة الزقوم، ولنتذكر أن الصعاب والمآسي أمام الشعوب المكافحة تتحول إلى أدوات لشحذ الهمم ولحمل المشاعل والمعاول للهدم والبناء من جديد، وإن التحديات الماثلة أمامنا يجب أن ترفع من مقام قضيتنا، وإن الوطنية الحقة لا تظهر إلا في أوقات الخطر، ولا تعرف الهمم العالية إلا عند المصائب، وعلى الجميع أن يكون بقدر المسؤولية لأن ما هو آتٍ مهول وعظيم، وستجثوا أمامه أعناقٌ كثيرة، والانتصار سيكون حليف المتحدين والمثابرين والأكثر استعدادًا للتضحية وحبًّا للحرية.

الأسرى الأحرار
في سجون الاحتلال الصهيوني
الأحد 28 رجب 1444هـ
الموافق لـ 19 فبراير 2023م

كلمات دلالية