صلابة الأسرى تُفشــل خطط بن غفير.. ماذا تحمل الأيام القادمة في السجون؟

فلسطين اليوم

وضعٌ خطيرٌ لم يسبق له مثيل يعيشه الأسرى في ظل الإجراءات العنصرية التي اتخذتها "إدارة السجون" بحقهم، تنفيذاً لقرارات المتطرف وزير "الأمن القومي" إيتمار بن غفير الذي وضع خطة لمحاربة الأسرى، والتي أكثر ما يمكن وصفها بأنها سخيفة و"عديمة الفائدة"، مقابل صلابة الأسرى الأبطال وإصرارهم على انتزاع النصر.

بهذه الإجراءات يحاول "بن غفير" كسر المعادلة التاريخية بين الأسرى و"إدارة السجون"؛ ما سيؤدي لانفجار كبير في وجه "إدراة سجون" الاحتلال بالتزامن مع حالة الغليان الموجودة لدى الأسرى، في ظل أصلاً وجود خلافات صهيونية نتيجة خشية السجانين من هذا الانفجار لدى الأسرى، بحسب العديد من المختصين في شؤون الأسرى.

المختص في شؤون الأسرى د. رأفت حمدونة، يرى أن إجراءت الأسرى التصعيدية في وجه الاحتلال في سجون الاحتلال؛ تأتي رداً على الإجراءات والقوانين التي يحاول المتطرف ووزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير فرضها على الأسرى الأبطال في السجون.

كسر المعادلة مع الأسرى 

وقال حمدونة في تصريحات خاصة لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "إن قرارات بن غفير بحق الأسرى في السجون لا تتفق مع رؤية السجان؛ بسبب وجود معادلة تاريخية بين الحركة الأسيرة و"إدارة السجون" حتى باتت تدرك الأخيرة، أن هناك خطوط حمراء لدى الحركة الأسيرة والتي لا زالت تقف عند حد معين للحفاظ على الاستقرار القائم؛ ومنعاً لتفجُّر الأوضاع.

وأضاف حمدونة :"وضع الأسرى في سجون الاحتلال خطير ولم يسبق له مثيل منذ سنوات طويلة، و"بن غفير" من خلال عقوباته هذه يحاول إرجاع السجون إلى عام 1967 أي بداية الاعتقال، وما يقوم به محاولة لكسر للمعادلة القائمة بين الأسرى و"إدارة السجون"".

انفجــــار كبيـــر

وأوضح المختص في شؤون الأسرى، أن هذا الأمر سيولد انفجاراً كبيراً في ظل الغليان الموجود لدى الأسرى، متوقعاً أن أي إخلالٍ بتلك المعادلة سيؤدي لانفجار كبير في وجه "إدارة السجون".

ورأى أن بن غفير نفذ كافة الإجراءات التي هدد بها الأسرى، خلال عمليات النقل الجماعية، وعمليات التفتيش الليلية للأقسام، والاعتداءت الليلية كما حدث مع الأسيرات مؤخراً، ومصادرة المخابز من الأسرى، والأدوات الكهربائية و"البلاطة" التي يطهو عليها الأسرى طعامهم.

وتابع المختص حمدونة :"الحركة الأسيرة عودتنا دائماً أنها لن تستسلم ولن ترفع الراية البيضاء للاحتلال، ولديها من الإمكانيات والقدرات وإن كانت بسيطة إلا أنها مؤثرة جداً، موضحاً أن لدى الأسرى خطوات "تكتيكية" في مقابل وجود خطوات أخرى "استراتيجية" تقوم بها الحركة الأسيرة لمواجهة هذه السياسة، وأهمها إعلان العصيان باتجاه مصلحة السجون وعدم الخروج للفورة وعدم الوقوف على العدد و"حل التنظيم"،.

وتوقع أن تصل الأمور بعد حل التنظيم للمواجهة العنيفة مع "إدارة السجون"، منوهاً إلى وجود الكثير من التجارب السابقة المشابهة من خلال حالة الفوضى في السجون، وأن أي أسير فلسطيني يمكن أن يقوم بالشكل الذي يراه مناسباً لمواجهة "إدارة السجون" الصهيونية، حتى وصوله للإضراب عن الطعام بداية شهر رمضان المبارك.

قضية وطنية وإنسانية

وحمل حمدونة المسؤولية عما يجري في داخل السجون للحكومة الصهيونية التي تطلق العنان للمتطرف بن غفير ليقوم بممارساته العنصرية بحق الأسرى دون رادع كما تتحمل إدارة السجون هذه المسؤولية، مبيناً أن قضية الأسرى في سجون الاحتلال، هي وطنية وإنسانية وقومية ودينية من الدرجة الأولى وتحظى بالتفاف كبير على المستوى الشعبي الفلسطيني وكذلك العربي.

وطالب بضرورة الالتفاف بشكل كبير حول الخطوات النضالية المساندة والداعمة للأسرى خارج السجون، متمنياً من الله أن تنتصر الحركة الأسيرة الفلسطينية في معركتها الحالية التي تخوضها مع "إدارة السجون".

ضعف خطة "بن غفير"

من جانبه، رأى رئيس نادي الأسير قدور فارس، أن هناك نقاط ضعف في خطة بن غفير تجاه الأسرى في سجون الاحتلال، موضحاً أن الأخير لا يستند لا لخطة ولا أفكار ولديه مخزون كبير من الحقد والكراهية يريد تعميمه على الجميع".

وقال فارس في تصريحات صحفية: "الخطوات التي يقوم بها "بن غفير" لا يوجد لها جدوى بالمعنى الأمني لكيان الاحتلال ولن تضيف لأمنه أي شيء، واصفاً إجراءته بحق الأسرى بـ"السخيفة" لأن الحديث يدور عن مياه ساخنة وغيرها من الإجراءت، وهذا الأمر لا يحظى باحترام عند "الإسرائيليين" أنفسهم".

واعتبر أن وحدات جيش الاحتلال من "إدارة السجون" وما يسمى بـ"حرس الحدو" التي تنفذ تعليمات بن غفير وتستخدم لقمع الأسرى، هي غير مقتنعة بأنهم يجب أن يبقوا في حالة استنفار دائم من أجل تنفيذ إجراءات سخيفة، معتقداً أن تراجع الأسرى عن القيام بمجموعة من الضوابط التي كانوا يلتزموا بها طوعاً سيكون له تأثير على "إدراة السجون"، وأن السجانين الصهاينة يعلمون أنه من الأفضل حل الخلاف مع الأسرى دون الاشتباك معهم.

معركة خاسرة

وقال فارس :"شروط معركة بن غفير خاسرة بكل المعاني وأينما ننظر نجد ضعف كبير في هذه الخطة التي ستفشل بفعل حزم ووحدة خطة وقيادة الأسرى، معتبراً أن المناخ المحيط لا يمكن من ترجمتها وتسويقها لجمهوره، وهي عديمة الفائدة وليست ذات جدوى بحق الأسرى ".

جدير ذكره أنه يواصل الأسرى في سجون الاحتلال "الإسرائيلي"، اليوم السبت 18/2/2023، العصيان ضد قرارات إدارة السجون، لليوم الخامس على التوالي؛ رفضًا لقرارات ما يسمى بوزير الأمن القومي المتطرف إيتامار بن غفير، بحقهم من حرمانهم من أبسط حقوقهم والهجمة الشرسة التي تمرسها إدارة مصلحة السجون بحقهم.

ويُشار إلى أنه كانت اعتدت "إدارة سجون" الاحتلال على الأسيرات في سجون الاحتلال مؤخراً، وقامت بالاعتداء عليهم وإجراء تفتيش بحقهن كما كسرت حاجياتهن.