تحليل هل تبحث "إسرائيل" عن صيد ثمين في غزة.. ؟

الساعة 12:41 م|12 فبراير 2023

فلسطين اليوم

كانت بداية عام 2023 ساخنة في الأراضي الفلسطينية، كان النصيب الأسد فيها لمحافظات الضفة المحتلة والقدس، التي تشهد عدواناً يومياً باستهداف المواطنين وإعدامهم فضلاً عن الاقتحامات اليومية والاعتقالات، والتصعيد اليومي الذي لا يهدأ وأدى لاستشهاد أكثر من 40 شهيداً.

قطاع غزة لم يكن بعيداً عن المشهد، فمنذ بداية العام شنت "إسرائيل" قصفاً على عدد من الأهداف، إلا أن التحريض مستمراً على شن عدوان عليه، خاصةً عقب كل عملية بطولية يتم تنفيذها في الضفة المحتلة والقدس.

وفور إعلان الإعلام العبري، عن اعتراض القبة الحديدية لصاروخ تدعي أنه أطلق من قطاع غزة، يشن مسؤولون عسكريون صهاينة تحريض "إسرائيلي" كبير، آخرها ما قاله الصحفي الإسرائيلي في القناة الـ13 العبرية ألموغ بوكير: يجب أن يكون الرد على غزة الليلة قوياً ويضر بمطلق الصاروخ حتى لو على حساب التصعيد، يجب أن يدفع قادة غزة ثمناً باهظا.

الهدوء سيد الموقف، هو الرد على سياسة التحريض الصهيونية، لكنه ليس الرد الطبيعي بالنسبة للاحتلال "الإسرائيلي" الذي دأب على استهداف قطاع غزة بلا مبررات، وقصفه لأهداف عديدة، الأمر الذي يضع علامات استفهام واسعة حول السلوك "الإسرائيلي" تجاه غزة.

احباط وعجز متنامي

المحلل السياسي عامر عامر، أكد أن هناك تحريض "إسرائيلي" كبير ضد قطاع غزة، ناجم عن الإحباط "الإسرائيلي" وفشلها أمام استمرار عمليات المقاومة في الضفة والقدس، وبسبب العجز المتنامي أمام المقاومة في الضفة والقدس.

وأشار عامر في تصريح خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى استنفاذ الاحتلال للأدوات التي تستخدمها آلة الحرب الصهيونية، من قتل واغتيال واعتقال، لذا ينفس عن هذا الفشل الذريع من خلال الادعاء أن هناك تحريض من قطاع غزة على أعمال المقاومة.

وأكد عامر، أن هناك معادلة واضحة تماماً أن أي اعتداء على غزة والضفة والقدس تتـأثر كل الساحات بعضها ببعض، فمجزرة مخيم جنين تم الرد عليها بعملية القدس، ومجزرة أريحا تم الرد عليها بعملية الدهس في القدس يوم الجمعة التي أدت لمقتل ثلاثة صهاينة.

ورأى عامر، أن "إسرائيل" ليس لها مطلق اليد لفعل ما يريد، والخيارات "الإسرائيلية" ضد غزة محدودة، موضحاً أن أي عدوان "إسرائيلي" سيكون له تداعيات كثيرة، سواء كان العمق "الإسرائيلي" أن القيادة أو حكومة نتنياهو والأزمة الداخلية التي تعاني منها وتتعلق بالاصلاحات القضائية.

واعتبر عامر، أن الأوضاع الحالية لا تسمح لنتنياهو توسيع عدوانه في غزة والضفة.

وحول ما إذا كانت "إسرائيل" تبحث عن عملية اغتيال، قال عامر:" كل شيء وارد، لكن أستبعد أن يكون في الفترة المقبلة عمل ضد غزة، إلا حدث تطورات في المواجهة مع الاحتلال تتعلق بقطاع غزة.

ورأى أن كل مايحدث عنه في الاعلام الصهيوني لفهم أسباب تنامي العمليات في الضفة ومن ضمنها قطاع غزة وادعاء التحريض على مزيد من العمليات البطولية.

هدف ثمين

الكاتب والمحلل السياسي، د.صالح النعامي، أوضح أن عدم رد "إسرائيل" على إطلاق الصاروخ من غزة الليلة الماضية قد يكون مرتبط ببحثها عن هدف "ثمين"، وتحديداً اغتيال شخصية وازنة، ولو أدى الأمر إلى جولة تصعيد.

وبين د. النعامي، أن حكومة نتنياهو تواجهه احتجاجات غير مسبوقة وتعاني من تصدعي داخلي، مما قد يدفعها لافتعال مواجهة تقلص تأثير هذه التحديات.

 

كلمات دلالية