عملية القدس: "ثأر" جـــديد بِقَدَمٍ مقدسية.. الاحتلال يبحث الانتقام وعينٌ ترقُب غزة

الساعة 12:57 م|11 فبراير 2023

فلسطين اليوم

لم تمض أيام على عملية اغتيال جيش الاحتلال لـخمسة مقاومين في مدينة أريحا أحدهم مؤسس سرايا القدس- كتيبة عقبة جبر، حتى جاء الرد من القدس المحتلة لتعلن القدس مجدداً وكما عودتنا بثأرها المُعلن لدماء الشهداء، فعملية الشهيد خيري علقم لا زالت حاضرة في أذهاننا وجاء الرد سريعاً على جريمة الاحتلال في جنين.

وفي ظل الخلافات والتناقضات الداخلية الصهيونية حول طبيعة الرد على العملية البطولية التي وقعت أمس في أحد أحياء المستوطنين المتطرفين، تتزايد الخشية من احتمالية وجود عمليات انتقامية من المستوطنين المتطرفين بحق سكان القدس والضفة المحتلتين، كما يرى العديد من المختصين.

المختص في الشأن الصهيوني نهاد أبو غوش، قال أن الاحتلال وفور تنفيذ عملية الشهيد خيري علقم بالقدس والتي أدت لمقتل 8 مستوطنين، سارع لإجراء تضييقات وممارسة كل أنواع البطش والاستبداد بحق الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة، موضحاً أن خطط عمل الحكومة الصهيونية الحالية قائمة على التصعيد، وبرنامج الحكومة هو برنامج تصعيدي من خلال التصعيد في المسجد الأقصى المبارك، والاستعداد لاقتحامه في شهر رمضان المبارك.

تحدٍ جديد

واعتبر أبو غوش خلال تصريحات خاصة لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن عملية القدس بالأمس جاءت لتزيد من حالة التصعيد الصهيونية ضد الفلسطينيين في القدس، وأن حكومة الاحتلال الصهيوني أمام تحدٍ جديد وهو هل تستطيع بإمكانيتها من خلال استخدام القوة والعنف والقهر والقمع والتدمير وإغلاق البيوت قادرة على حل مشكلة العمليات البطولية بالقدس والضفة.

وأوضح المختص، أن هذا الأمر أدخل حكومة الاحتلال في مشكلة جديدة، وما يعزز هذا القول ما نشب بالأمس من أزمة بين بن غفير وآليات عمل الشرطة الصهيونية من خلال المشاجرة التي وقعت بينه وبين مفتش الشرطة يعكوب شبتاي حول موضوع إغلاق منطقة العيساوية.

وتوقع أبو غوش، إمكانية وقوع عمليات انتقامية من قبل المستوطنين المتطرفين بحق الفلسطينين؛ وهو ما سيؤدي لصدامات بين المستوطنين وجيش الاحتلال، مشيراً إلى وجود توافق بين المستوطنين والجيش إلا أنه حينما يقوم المستوطنون بالمبادرة سيكون جيش الاحتلال حذراً في التعامل معهم في ظل وجود حسابات لها تداعيات ليست فقط محلية بل دولية وقد تؤدي لرفض دولي بسبب عمليات البلطجة التي يقوم بها المستوطنون .

فرض قيود قانونية

وقال: "بن غير يعتقد أن مشكلة العمليات الفدائية تحل من خلال القوة والتهور والاندفاع، بينما يرى قائد شرطة الاحتلال شبتاي بأن الموضوع لا يحل بهذه الطريقة، في ظل أن كافة التقديرات الأمنية الصهيونية ترى أنه يجب فرض قيود قانونية، في ظل أن منفذي العمليات يحملون الهوية الزرقاء وبعضهم يحملون جوازات سفر "إسرائيلية".

وأضاف أبو غوش: حينما أعلن بن غفير النية لشن عملية عسكرية بعنوان "السور الواقي 2" جعلت بن غفير أضحوكة في كل وسائل الإعلام الصهيوني، وكان الكل يتسائل من هو هذا الشخص الذي يعلن عن عملية السور الواقي 2 من على رصيف الشارع".

وأشار إلى أن هذا الأمر يدل على دخول حكومة الاحتلال في أزمة وخاصة نتنياهو الذي تتزايد عليه ضغوط اليمين المتطرف الذي يدفعه للتهور واتخاذ أمور صارمة وعنيفة، وبين ملاحظات من أمريكا ومن المنظومة الأمنية الصهيونية التي تدعو لاتخاذ إجراءات مدروسة بشكل كبير تأخذ فيها حسابات كلفة هذه الإجراءات وهذا ما لا يفكر به بن غفير.

وطالب المختص في الشأن الصهيوني أبو غوش، بضرورة توحيد الجبهة الداخلية الفلسطينية حتى يتمكن الفلسطينيون من مواجهة الاحتلال الصهيوني ومخططاته، مشدداً على ضرورة استخدام أوراق القوة التي يمتلكها الفلسطينيون

غزة جزء من المعادلة

وتابع :"غزة هي جزء من معادلة الصراع الحالية، وكيان الاحتلال يسعى للاستفراد بكل ساحة من الساحات الفلسطينية على حدة، مشيراً لوجود استراتيجية معلنة لدى الاحتلال وهي فصل الساحات الفلسطينية عن بعضها، في ظل حرص المقاومة على تعزيز وحدة الساحات وخير دليل على ذلك معركتي سيف القدس 2021، ووحدة الساحات 2022، يستحيل على الاحتلال الاستفراد بالمسجد الأقصى المبارك والقدس؛ لأن حدود تجزئة وحدة الساحات الفلسطيني يبقى مربوطاً بالحدود والأطماع التوسعية لكيان الاحتلال الصهيوني؛ لأن القدس هو شأن عربي وإسلامي ولا يمكن للاحتلال الاستفراد بمدينة القدس والأقصى.

صفعة للاحتلال

بدوره رأى الكاتب والمحلل السياسي ياسر الخواجا، أن عملية القدس هي صفعة جديدة لحكومة نتنياهو والمنظومة الامنية لدولة الاحتلال تمثلت برد سريع لمجزرة (عقبة جبر) في أريحا.

واعتبر الكاتب الخواجا، أن الشهيد منفذ العملية معروف لدى (جهاز الشاباك) ولديه سوابق أمنية كما يدعون وهذا يضاعف من عجز أمن كيان الاحتلال الصهيوني.

وقال الخواجا: "العملية تأتى في قلب القدس رغم حالة التأهب القصوى والانتشار الواسع فيها لعناصر أمن الاحتلال وهذا مؤشر قوة للمنفذ ومؤشر على مدى هشاشة الأمن الصهيوني".

وتابع :"هناك توقعات وإنذارات أمنية لدى (جهاز الشاباك) بحدوث عمل فدائي بإطلاق نار داخل الكيان ولكن العملية تأتي بعكس حساباته وتمثلت بعملية الدهس البطولية. .

واعتقد الخواجا، أن العملية تكرس من جديد معادلة هامة أنه بعد كل مجزرة ينفذها جيش الاحتلال سيكون هناك رد مؤلم فى قلب الكيان، مشدداً على أن هذا الرد يعزز مفهوم الربط لاستراتيجية وحدة الساحات وهذا أكثر ما يؤرق الاحتلال.

جدير ذكره أنه وقعت ظهر أمس الجمعة عملية دهس في مدينة القدس المحتلة، وأسفرت عن مقتل "إسرائيليين" وإصابة 6 آخرين بجراح مختلفة بعضها خطيرة، واستشهاد المنفذ.

كلمات دلالية