الذكرى الـ21 لعملية حاجز الطيبة النوعية واختراق "الشاباك"

الساعة 12:17 م|30 يناير 2023

فلسطين اليوم

إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بروحهم وريحانهم، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.

الاستشهادي المجاهد: مراد أبو عسل

كانت مدينة طولكرم على موعد مع فارسها مراد محمد أبو عسل في 30 يناير 1979م، لعائلة كريمة من عوائل شعبنا، ودرس مراد في مدارس عنبتا ثم خرج إلى سوق العمل في عدة مجالات.

شارك – رغم صغر سنه – في فعاليات انتفاضة الحجارة 1987م، واعتقل أكثر من مرة على خلفية إلقاء الحجارة على جنود المحتلين وقطعان المستوطنين. ومع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000م، أصبح مراد من ضمن الخلايا السرية العاملة في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وشارك في عدة عمليات بطولية ضد أهداف صهيونية.

وقام بعملية زرع عبوة ناسفة قرب إحدى المستوطنات الجاثمة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م، ليتم تفجيرها عن بعد، إلا أنه اعتقل في إطار تنفيذ المهمة، وتم اقتياده إلى مركز التحقيق، وهناك التقى مع ضابط المخابرات في المنطقة الذي عرض عليه الإفراج عنه مقابل الارتباط مع المخابرات، وبسرعة كبيرة وافق مراد على طلب المخابرات.

وعند الإفراج عنه وعودته محملاً بمهمة إحضار معلومات عن المقاومين، خاصة قائده الشهيد معتصم مخلوف، حيث توجه إليه وأبلغه بما حدث معه، فوافق الشهيد معتصم ورفع الأمر إلى قيادة سرايا القدس، وهي بدورها أدارت عملية توجيه الفارس مراد لكيفية ونوعية المعلومات التي يتم نقلها للمخابرات، حتى إن السرايا أخذت تزرع عبوات ناسفة ليقوم مراد بدوره وإرسالها إلى ضابط المخابرات. وبالفعل تحضر قوات من الجيش إلى الموقع المحدد لتقوم بتفجير العبوات. هذه المعلومات الدقيقة من الفارس مراد إلى ضابط المخابرات جعلته يثق به، وهو لا يعلم أن هذه المعلومات ضمن خطة محكمة للنيل من الضباط، الذين ظنوا أن مراد سيكون عميلاً لهم، فيما كان يخبأ الموت لهم.

شهيداً على طريق القدس:

وبعد عملية استخبارية دامت ما يقرب من ستة شهور ضد العدو ومخابراته من خلال إعطائهم معلومات ليثقوا بالاستشهادي مراد حانت ساعة الصفر. وبدأ الإعداد والتخطيط والتنفيذ للعملية التي تعتبر من أكثر العمليات تعقيداً وصعوبة، بقيادة الشهيدين البارزين إياد صوالحة ومعتصم مخلوف.

قام الشهيد القائد إياد صوالحة والقيادي المحرر طارق عز الدين بتجهيز الحزام الناسف للاستشهادي مراد بـ250 غم، من المواد المتفجرة (TNT) وخبأها في جسده الطاهر, وفي اليوم التالي قام الشهيدين القائدين اياد صوالحة ومعتصم مخلوف والأسير البطل جاسر رداد بتصوير الاستشهادي مراد أثناء إلقاء وصيته الأخيرة، وتسليم وصيته للقيادي المحرر طارق عز الدين قام بدوره في تبني العملية والتواصل مع قيادة الحركة في الخارج.

وحسب الموعد المحدد بين الاستشهادي وضباط المخابرات تم اللقاء على حاجز الطيبة في منطقة المثلث المحتل، وقبل ركوبه بالسيارة تم تفتيشه، إلا أنه لم يتم العثور معه على شيء، وعندما صعد السيارة ضباط المخابرات معه بنفس السيارة، كانت سيارة أخرى تقف خلف سيارة المخابرات مباشرة وهي أيضا تابعة لهم.

وأعلن الاستشهادي صرخته بالتكبير وفجر جسده الطاهر في ضباط المخابرات في 30 يناير 2002م، في يوم ميلاده ليكون ميلاد جديد في جنات الخلد. وأدت العملية لمقتل اثنين من الضباط الذين كانوا معه في السيارة وأصيب عدد آخر ممن كانوا في السيارة الأخرى.

سرايا القدس تتبنى العملية:

أعلنت سرايا القدس أنها مسؤولة عن العملية الاستشهادية البطولية التي استهدفت رجال المخابرات الصهيونية بالقرب من مدينة الطيبة. وقالت في بيان لها أنه في حوالي الثامنة صباحاً وفي عملية أمنية معقدة قامت سرايا القدس باستدراج اثنين من ضباط المخابرات الصهيونية. وقام الاستشهادي البطل مراد عبد الفتاح أبو عسل (22 سنة) بتفجير نفسه فيهما بواسطة حزام ناسف.

وأضاف البيان أن سرايا القدس، إذ تعلن مسؤوليتها عن هذه العملية البطولية النوعية لتثبت مجدداً قدرة مجاهدي وأبناء شعبنا البطل على اختراق أجهزة العدو الصهيوني ومؤسسته الأمنية وتوجه ضربة مركز له ضمن خطة امنية محكمة , والتي اكدت انها لن التي لن تنال من إرادة وعزيمة مقاومة شعبنا وإصراره على مواصلة الجهاد والكفاح حتى تحرير أرضه ونيل كامل حقوقه.

 

كلمات دلالية