خبر مسئول أوروبي: الدول العربية هي التي طالبت بتجميد الاتحاد المتوسطي بعد اعتداء إسرائيل على غزة

الساعة 05:22 ص|23 مايو 2009

فلسطين اليوم-القدس العربي

  قال مسؤول رفيع المستوى بالمفوضية الأوروبية في اتصال مع 'القدس العربي' ان الدول العربية هي التي طالبت بتجميد الاتحاد من أجل المتوسط، وذلك بسبب الاعتداء الإسرائيلي على غزة، موضحا أن الاتحاد الأوروبي لا يزال غير متحمس لمشروع الاتحاد المتوسطي الذي أطلقه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وكان سببا في تعطيل مشاريع التعاون التي كانت قائمة.

 

وأضاف المصدر ذاته أن الأحداث التي عرفها قطاع غزة منذ أشهر كانت السبب في تجميد الاتحاد المتوسطي، لأن الدول العربية وجدت نفسها غير قادرة على مواصلة العمل على الأقل في الوقت الراهن إلى جانب إسرائيل في هذا المشروع الفرنسي الذي استرجعه الاتحاد الأوروبي.

 

وأوضح أن إسرائيل التي سبق وأن طالبت بأن يرتقي مستوى شراكتها مع الاتحاد الأوروبي إلى مستوى 'الإطار المتقدم'، وكان البرلمان قد رفض هذا الطلب في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بسبب التوترات التي تعرفها المنطقة، ومع ذلك كان هناك أمل في أن يراجع البرلمان الأوروبي موقفه، مشيرا إلى أنه بعد الاعتداء الذي وقع على غزة فإن إسرائيل يمكنها أن تنسى فكرة الإطار الخصوصي نهائيا.

 

وأكد أن الدول العربية قبلت العمل على مستوى القمة مع إسرائيل في الاتحاد من أجل المتوسط لأن تل أبيب كانت قد وعدت قبل قمة تأسيس الاتحاد التي عقدت بباريس في تموز/يوليو 2008 بأن تقبل بمبادرة السلام العربية، موضحا أن القادة والزعماء العرب المشاركين في الاتحاد لم يكونوا ليقبلوا بتولي إسرائيل منصب مسؤولية في الاتحاد لولا أن إسرائيل قطعت وعدا بقبول مبادرة السلام التي طرحت خلال قمة بيروت.

 

وشدد المصدر ذاته قائلا: 'أعتقد أن أولمرت لما كان في باريس للمشاركة في القمة التأسيسية للاتحاد من أجل المتوسط كان قد خطط وقرر فعلا أن يوجه ضربة عسكرية إلى قطاع غزة، وذلك في الوقت الذي كان قد وعد فيه القادة والزعماء العرب بقبول مبادرة السلام العربية.'

وذكر أن الظروف لم تكن جاهزة لمشروع مثل الاتحاد من أجل المتوسط، مؤكدا أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كان يتصور أنه بالإمكان القفز على حقيقة النزاع العربي ـ الإسرائيلي، وتشكيل إطار يجمع الدول المتوسطية، مع وضع كل الخلافات والنزاعات القائمة جانبا، لكن ما وقع في غزة أثبت خطأ التقدير الذي وقع فيه ساركوزي.

 

واعتبر أن الأمور كانت تسير بطريقة عادية، وأن كثيراً من المشاريع الخاصة بالمتوسط كانت تعرف تقدما ملحوظا، مشددا على أن مشروع الرئيس الفرنسي أفسد كل هذا، و تعطلت الآن كل المشاريع بسببه. وعلى جانب آخر استغرب المسؤول الأوروبي الجدل المثار هذه الأيام في الجزائر بشأن اتفاق الشراكة الموقع بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، والذي دخل حيز التنفيذ في عام 2005، مشيرا إلى أنه لما يقول المسؤول الأول عن المفاوضات بوزارة التجارة رشيد زعاف بأن الجزائر خاسرة بسبب هذا الاتفاق، فهذا معناه أنه هو لم يحسن القيام بالمهمة التي أوكلت إليه.

 

وأوضح أنه ليس صحيحا أن الجزائر خاسرة بسبب الاتفاق، لأن صادرات الجزائر خارج قطاع النفط تضاعفت منذ دخول اتفاق الشراكة حيز التنفيذ، مضيفا بأنه حتى وإن كانت الجزائر خاسرة من الناحية الاقتصادية، فهي كانت كذلك حتى قبل التوقيع على اتفاق الشراكة.

واستطرد قائلا:' بفضل اتفاق الشراكة رفعت كل الحواجز الجمركية أمام السلع الجزائرية التي يرغب في تصديرها إلى أوروبا، في حين أن الجزائر لم ترفع بعد كل الحواجز الجمركية أمام السلع الأوروبية'.

 

ونفى المسؤول نفسه ما يتردد عن أن الجزائر لم تحسن التفاوض مع الاتحاد الأوروبي، موضحا أن الجزائر أكثر دولة أحسنت التفاوض، لأنها كانت آخر من وقع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي، ولأنها استفادت أيضا من تجربتي المغرب وتونس، وطالبت بضمانات أخرى غير تلك التي حصل عليها جيرانها.

 

ودعا السلطات الجزائرية والمستثمرين إلى استغلال نقاط القوة والفرص التي يوفرها اتفاق الشراكة، والعمل على تقوية وتنويع الصادرات الجزائرية نحو السوق الأوروبية، مستغربا كيف أن التمور الجزائرية مثلا تصدر إلى أوروبا بوصفها تموراً تونسية، إضافة إلى سلع أخرى كثيرة يمكن الاستثمار فيها لتنويع مداخيل الاقتصاد الجزائري.