خبر في ظل الحصار.. برنامج أهل الخير في اذاعة القدس يتمكن من بناء غرفة لعائلة فقيرة

الساعة 05:31 م|22 مايو 2009

في ظل الحصار.. برنامج أهل الخير في اذاعة القدس يتمكن من بناء غرفة لعائلة فقيرة

عماد نور "مقدم البرنامج"

بالرغم من ظروف الحصار المفروض على قطاع غزة وعدم توفر مواد البناء المختلفة والارتفاع الباهظ للأسعار خاصة مستلزمات البناء كالاسمنت وغيرها..  تمكن طاقم برنامج أهل الخير الذي يذاع عبر صوت القدس من تشييد وبناء غرفة لعائلة أبو إبراهيم المكونة من ثلاثة عشر فردا وتسكن في منطقة "الحكر" غرب دير البلح بمحافظة الوسطى ...

 وكان البرنامج  قد عرض حالة الأسرة التي تعيش في بيت من "الجريد" لا يصلح للمعيشة الآدمية خاصة في ظل الحر الشديد وأيضا البرد الشديد أو الرياح والإمطار لاسيما وان الأسرة مكونة من بنات صبايا وأطفال أصغرهم لا يتجاوز الشهر ونصف ..

وكانت صرخات هذا الطفل أثناء تسجيل الحلقة تعبر عن الواقع الأليم الذي تحياه هذه الأسرة في ذاك "الخص" ... مما حذا بأهل الخير المسارعة في تقديم المساعدة لهذه الأسرة الفقيرة ...

 

بدت الفرحة عارمة في وجوه أسرة أبو إبراهيم خاصة بين زوجته وأطفاله الذين عبروا بدورهم عن هذه الفرحة.. هذا ما لاحظه طاقم البرنامج في زيارة للأسرة بعد الانتهاء من بناء الغرفة التي أصبحت ملاذهم الآمن والوحيد كما قالوا. خاصة في ظل الرياح الشديدة والأمطار ...

 

أم إبراهيم جلست وسط أبنائها فى الغرفة وبدت الطمأنينة واضحة عليها وقالت الحمد لله أنا الآن مطمئنة على أبنائي خاصة الأطفال . وأشارت لطفلها الذي يبلغ من العمر شهراً ونصف وقالت انظروا إليه  فهو الآن نائم في أمان وهو بعيد عن حر الخص بخلاف ما لاحظتم أثناء تسجيل الحلقة في المرة الماضية . حيث كان يبكي من شدة الحر. وبحمد الله هو شبعان الآن بفعل ما قدمه أهل الخير لنا جزاهم الله كل خير.

وبدأت أم إبراهيم توجه الشكر والدعاء لكل من قام بالتبرع لأسرتها وأطفالها . كما وجهت الشكر لبرنامج أهل الخير وقالت أصبحنا من اشد المتابعين لهذا البرنامج الذي يساعد الفقراء والمحتاجين ولا يمكن أن ننام ليلة السبت دون متابعته . حتى بدأت أم إبراهيم تسرد تفاصيل الحالات التي عرضت في البرنامج وأسماء أشخاصها كعائلة أبو كفاح وأم أيمن وأم يوسف التي قالت أنها تعاطفت معها كثيرا وتوجهت بالدعاء إلى الله أن يتمم لها نجاح عملية الزراعة . لدرجة أنها استعدت لتقديم احد أبنائها لها . وبابتسامة عريضة تعبر عما في داخل أم إبراهيم من فرحة وعيناها تحومان في أرجاء الغرفة قالت (إحنا كنا وين وصرنا وين)...

 

أبو إبراهيم رب الأسرة لم تكن فرحته اقل من فرحة زوجته أم إبراهيم . قال وهو ينظر لأطفاله وزوجته  وهم جالسون داخل الغرفة: الحلم أصبح حقيقة ولا أريد أكثر من ذلك . هذه الغرفة كانت حلمى الوحيد لأنني الآن اشعر بالطمأنينة على أسرتي وأطفالي لو خرجت هنا أو هناك بعد أن كنت لا استطيع أن أفارق "الخص" خوفا من حدوث أي طارئ لان الخص بطبيعة الحال غير امن ..

 وبتنهيدة  قوية  قال أبو إبراهيم: الان اشعر بأجمل شعور شعرته في حياتي وهو الإحساس بالاطمئنان والأمان على بناتي واطفالي وزوجتي . ومن صميم قلبي اشكر اهل الخير الذين قدموا المعونة لاسرتي وأرجو من الله أن  يعوضهم عوض خير على ما قدموه ...

 

أما ابراهيم (18 عاما) وعيسى (16 عاما) فكانت فرحتهم أكثر بعربة الكارو (عربة الحمار) التي تبرع بها أهل الخير وقال :" نحمد الله  كثيرا لان هذه العربة ستساعدنا وتساعد والدي المريض في بيع بعض ما نبيعه من الخضار كالبقدونس وغيرها في السوق وان شاء الله تكفينا عوز الناس وسنساعد والدنا في الحفاظ على هذه العربة التي أصبحت الآن مصدر الدخل الوحيد لأسرتنا .