"شباط" شهر مصيري "للخان الأحمر" وتفريغه قد يُنذر بتفجرِ الأوضاع في القدس

فلسطين اليوم

مطامعُ كبيرة بالسيطرةِ وتقطيع لأوصالِ المدن وخاصة مدينة القدس المحتلة وشرقها، وعلى رأسها منطقة (الخان الأحمر) الذي يُعدُ مأرباً للمستوطنين المتطرفين منذ سنوات من منظمة "ريغافيم" بزعامة وزير المالية الصهيونية بتسأليل سموتريتش.

45 تجمعاً فلسطينياً شرق القدس أضحت مهددةً بالمصادرة والسيطرة وصولاً لمنطقة أريحا شرقاً، في ظل مطالبات صهيونية بتسريع عمليات الهدم والسيطرة بمقابلِ تشبثِ الفلسطينين بالدفاع عن أراضيهم في منطقة الخان الأحمر حتى النهاية ومهما كلَّف الثمن، في ظل عدم وجود أي حل أمامهم سوى المواجهة والمقاومة المتكاملة شعبياً ورسمياً ومؤسساتياً، بحسب العديد من النشطاء.

منسق حملة "أنقذوا الخان الأحمر" عبد الله أبو رحمة، أشار إلى النجاح عام 2018 بالحصول على قرار بتجميد عمليات الهدم في منطقة الخان الأحمر شرق القدس؛ بفضل الضغوط الشعبية والرسمية والدولية على الاحتلال الصهيوني.

وقال أبو رحمة خلال حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "بعد عام 2018 قامت منظمة استيطانية تدعى "ريغافيم" بالاستئناف على هذا القرار ومطالبة الحكومة الصهيونية بالتسريع في عملية الاستئناف على القرار المذكور".

مطامع المستوطنين وقادتهم

وأشار الناشط، إلى أن الغريب في الأمر في هذه الأيام أن من كان ينادي بالأمس بهدم الخان الأحمر هو اليوم على سدة الحكم في كيان الاحتلال، وهي منظمة "ريغافيم" التي كانت تنادي بهذا الأمر وكان على رأسها المتطرف بتسأليل سموتريتش، وهم الآن على سدة الحكم بكيان الاحتلال وتتزايد مطالباتهم بهدم منطقة الخان الأحمر، مشيراً إلى أنه منذ عام 2018 كانت تحاول الحكومة منحها ستة أشهر للرد على الاستئناف الذي قدمته المنظمة، وفي كل مرة كانت محكمة الاحتلال تقوم بتأجيل البت في قضية الخان الأحمر".

وأوضح أبو رحمة، أن المستوطنون يطالبون بالمدة الممنوحة مؤخراً والتي تنتهي في شهر شباط القادم؛ من أجل تسريع عملية الهدم بالمنطقة، مشيراً إلى أنه يخطط أعضاء من حزب "الليكود" المتطرف الذي يتزعمه رئيس حكومة الكيان الحالية بنيامين نتنياهو، بتنفيذ زيارة للخان الأحمر لبحث عملية الهدم وترحيل المواطنين من المنطقة.

أهمية المنطقة

وحول أهمية الخان الأحمر، نوه الناشط المقدسي إلى أن المنطقة هي منطقة واسعة وممتدة والاحتلال يسىعى من خلال السيطرة على الخان الأحمر وتفريغه وهدمه؛ أن يكون لديه تواصل مع عدة مستوطنات محيطة بالمنطقة مثل :معالية أدوميم، وكفار أدوميم وميشور أدوميم.

وبيّّنَ أن هذه المناطق هي عبارة عن مناطق رعوية واسعة وتصل لمنطقة البحر الميت شرقاً؛ ولذلك كان الخان الأحمر ضمن المخططات الاستيطانية الصهيونية في المنطقة منذ سنوات، مؤكداً أن هدف الاحتلال هو قتل أي حلم بإقامة أي دولة فلسطينية على هذه الأراضي.

استهداف 45 تجمعاً

وأضاف قائلاً "المخطط يستهدف تجمع الخان الأحمر المكون من 30 عائلة أي ما يقارب 180 مواطن، منوهاً أن خطورة مخطط الاحتلال بأنه يوجد به مدرسة وهذه المدرسة تخدم 5 تجمعات محيطة، وبذلك هناك 5 تجمعات أخرى بعيدة عن المدرسة مهددة بالترحيل، ومخططات الاحتلال التي تشرت عام2014 و 2015 تتحدث عن استهداف 45 تجمعاً فلسطينياً بالمنطقة الشرقية لبادية القدس والتجمعات المحيطة بأريحا، وأن الهدف من ذلك ضم هذه التجمعات لـ3 قرى وضم المساحات المصادرة للمستوطنات".

وشدد على أن سكان الخان الأحمر والقدس لن تثنيهم كل التهديدات والإجراءات العنصرية، خاصة وأن أهالي منطقة الخان الأحمر قالوا كلمتهم منذ اللحظة الأولى "لن نبرح هذا المكان حتى وإن قاموا بهدم الخان على رؤسنا"، مبيناً إلى وجود العديد من النشطاء يقفون إلى جانب أهالي الخان الأحمر وسيقفون في التصدي للاحتلال في حال وجود قرار بالهدم.

ولفت أبورحمة إلى أهمية قرار محكمة الجنايات الدولية بأنه في حال نُفذت عملية الهدم بالخان الأحمر فإنها تُعد جريمة حرب وستلاحق المحكمة من يرتكبها، منوهاً أن المقدسيين يعولون على هذا القرار بالإضافة للجهود الشعبية والرسمية والدولية والمنظمات الحقوقية.

صمود وبقاء

وطالب أبو رحمة أهالي منطقة الخان الأحمر بالصمود والبقاء وتحدي الاحتلال المجرم، قائلاً: سندافع عن الخان الأحمر مهما كلف الثمن، وسنُفشل كافة مخططات الاحتلال مهما كانت في تلك المنطقة من خلال العمل التكاملي بين المجتمع المحلي والسلطة الفلسطينية والمؤسسات الحقوقية.

ويُشار إلى أن الخان الأحمر هي قرية فلسطينية بدوية في محافظة القدس، تقع على الطريق السريع 1 شرق مدينة القدس، وبالقرب من مستوطنتي معاليه أدوميم وكفار أدوميم، ويبلغ عدد سكانها عام 2018، حوالي 173 بدوياً من بينهم 92 طفل يعيشون في الخيام والأكواخ من قبيلة الجهالين البدوية، وهي من القرى الفلسطينية المحتلة عام 1967.

جدير ذكره أنه تكتسب القرية أهميتها الاستراتيجية لأنها تربط شمال وجنوب الضفة الغريبة، وهي من المناطق الفلسطينية الوحيدة والمتبقية في المنطقة.