ما الذي تخشاه إسرائيل من الفرح الفلسطيني؟

الساعة 04:42 م|19 يناير 2023

فلسطين اليوم

"منع كامل لكل مظاهر الفرح" هذا ما قامت به قوات الاحتلال مع عائلة الأسير ماهر يونس الذي تحرر اليوم الخميس 19 يناير/ كانون ثاني، من اعتقاله الممتد على مدار 40 عاما.

 قوات الاحتلال وفور الإفراج عنه من سجن النقب الصحراوي قامت بملاحقة موكب عائلته من خلال سيارات الشرطة الإسرائيلية لتتأكد من عدم قيامهم بأي مظاهر احتفالية من رفع العلم الفلسطيني وإطلاق الأناشيد الفلسطينية الوطنية.

كانت هذه من الشروط التي فرضتها قوات الاحتلال الإسرائيلية على عائلة الأسير من قرية عرعرة بالداخل الفلسطيني، بالإضافة إلى قائمة طويلة من هذه الشروط التي لم تنتهي بالتدخل بقائمة الطعام المقدمة خلال الاستقبال.

تقول شقيقته نهاد إن شرطة الاحتلال وعلى مدار الأسبوعين الفائتين استدعت شقيقها الأكبر أكثر من مرة، وفي كل مرة تفرض قيودا جديدة:" عندما سأل الضابط شقيق ماذا ستقدمون على الغداء تفاجأ من السؤال لم يتوقع أن  يكون ممنوعات على قائمة الطعام أيضا".

قوات الاحتلال منعت تقديم الشواء أو إعداد الحلويات " الكنافة" في المكان على الحطب، وأن لا يصدر أي دخان خلال إعداد الطعام، كما يجري في الأفراح.

وقبلها كانت العائلة قد منعت من استئجار قاعة لإقامة استقبال الأسير، فكان خيارها الثاني نصب خيمة على غرار استقبال الأسير كريم يونس قبل أسبوعين، إلا أن سلطات الاحتلال منعت ذلك أيضا.

ورغم قائمة الممنوعات هذه، استقبلت العائلة الأسير يونس مع كل أبناء قريته استقبال الأبطال، ولبس يونس عباية الأعراس وطوق الورد في منزل شقيقه.

ومن خلال متابعتها للاحتفالات التي جرت بتحرر عميد الأسرى "كريم يونس" قبل أيام، قطعت سلطات الاحتلال أي خيارات متاحة حتى أنها هددت باعتقال أفراد العائلة في حال رفعت أي أعلام فلسطينية حتى في البيت، أو غناء الأناشيد والهتافات الوطنية.

تقول شقيقته نهاد:" نحن عائلة توجهاتنا الوطنية معروفة، ولكننا التزمنا بهذه القيود حتى نتمكن من الفرح، فالاحتلال يتحجج بأي شئ لإفساد فرحتنا".

هذا الحال لم يكن سهلا على والدة ماهر " وداد يونس" 88 عاما، والتي لم ترتدي ملابس الأستقبال والفرح حتى سمعت صوته على الهاتف بعد الإفراج عنه خوفا من أي إجراء تقوم سلطات الاحتلال لتعطيل فرحتهم، فكما تقول الشقيقة "والدتي خلال الأيام الفائته أنهارت، فقد كانت تعد لاستقباله كما العريس ولكن قيود الاحتلال حرمتها من القيام بما خططت له طوال سنوات".

ورغم كل هذه القيود وقائمة الممنوعات، استقبلت الوالدة ابنها بثوبها الفلسطيني الأبيض المطرز، وشاركتها فرحتها هذه كل نساء القرية والقرى المجاورة اللواتي تجمعن حولها " مثل أم العريس" وأطلقت زغاريد الفرح، وحضرت له أكلته المفضلة "ورق العنب".

كلمات دلالية