الاحتلال يغيرُ من تكتيكاته لتنفيذ الاغتيالات في جنين وتكبيد المقاومة الخســـائر.. والأخيرة تتوعد..!

الساعة 01:48 م|14 يناير 2023

فلسطين اليوم

تدفعُ جنين منذ بداية العام الجاري، فاتورةَ تصدُرها وقيادتها للمقاومة في الضفة الفلسطينية التي بدأت بالانتشار رويداً رويداً، لتدفع من خيرة شبابها 7 مقاومين من أصل 12 شهيداً ارتقوا في الضفة منذ 14 يوماً، ليكونَ هدف الاحتلال تدفيع جنين الثمن والاقتصاص من مقاوميها الذين يواصلون تكبيد الاحتلال للخسائر على كافة الأصعدة وخاصة بعد أن جلعوا من جنين منطقة يُحظر الاقتراب منها .

إرتقاء الشهداء من "كتيبة جنين" وطرق الاحتلال لاغتيالهم أصبحت متنوعة ومباغته وخاصة بعد العجز من الدخول مباشرة للمخيم والمدينة، لتكون القوات الخاصة والقناصة والمستعربين، والملاحقة وحتى تفجير العبوات الناسفة كمان حدث العام الماضي والطائرات المسيرة أبرز الطرق التي تستوجب من المقاومين أخد الحيطة والحذر وتغير من التكتيكات والإجراءات الأمنية لمنع الاحتلال من الوصول للمقاومين، كما يرى العديد من المختصين.

الخبير في الشأن الأمني والاستراتيجي محمود العجرمي، اعتبر أن ما يحدث في الضفة الغربية المحتلة من تصعيد في كافة مدنها وقراها ومخيماتها، يأتي في سياق وجود حكومة صهيونية متشددة بزعامة نتنياهو بن غفير وسموتريتش.

وقال العجرمي في تصريح خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "ما يحدث في الضفة الغربية من عمليات قتل يأتي انعكاساً لطبيعة الحكومة الصهيونية التي تعمل على مختلف القضايا من تهويد للقدس والاستيطان، ومواجهة المقاومين المنتشرين في كافة أنحاء الضفة المحتلة".

وأضاف :"الاحتلال يحاول اليوم أن يفت في عضد المقاومين في الضفة وهو ما ولّد العديد من المقاومين حيث تأثر الكثيرون بهؤلاء الشهداء وهذا ما أدى لاتساع انتشار كتائب المقاومة والنتائج التي تحققها، والمقاومة الفلسطينية بالضفة المحتلة فاجأت الاحتلال في العديد من العمليات غير المتوقعة، بالإضافة للعمليات المتوقعة، مشيراً إلى أن المقاومين استطاعوا اليوم في العديد من المواقع من مفاجأة الاحتلال ومستوطنيه في الضفة المحتلة".

واعتقد بأن حكومة الاحتلال من خلال جرائمها بحق الفلسطينيين تحاول أن تشتري أصوات المواطنين الصهاينة، مبيناً أن ما يحدث في الضفة هو محاولة من حكومة الاحتلال لتصدير مأزقها الداخلي الذي تعيشه الحكومة الصهيونية في الجانب الاستيطاني، في ظل ردود الفعل لعدد من قيادات جيش الاحتلال وقوى المعارضة، في مقابل موقف المقاومة الذي أكد أنه سيتم الرد على جرائم الاحتلال وهذا ديدن شعبنا من عشرات السنين".

جرائم تقتضي الوحدة الميدانية

ورأى العجرمي أن جرائم الاحتلال بحق المقاومة في الضفة وخاصة في جنين تقتضي وحدة ميدانية لكتائب المقاومة التي يتسع انتشارها وتمددها في مدن الضفة المحتلة ويزيد عددها؛ وهو ما فرض بالضرورة على جيش الاحتلال تغيير العديد من الاستراتيجيات في مواجهة المقاومين من خلال استخدام موسع لوحدات المستعربين والطائرات المسيرة الصغيرة "درون".

واعتقد الخبير أن تغيير الاحتلال للتكتيكات التي يستخدمها في التعامل مع كتائب المقاومة في الضفة وخاصة "كتيبة جنين" التابعة لسرايا القدس، يتطلب من المقاومين مواجهة هذا التغيير من خلال عدم استخدام وسائل الاتصال الذكية، واستخدام أساليب التمويه والإخفاء في ظل اختلاف أسلوب القتال بين المدن والقتال في المساحات المفتوحة "الصحراء- والجبال- والأراضي الزراعية، مشيراً إلى أن وجود الجبال في الضفة المحتلة هو في صالح المقاومة.

نصائح للمقاومين

ونصح العجرمي المقاومين بضرورة اتخاذ الحيطة الأمنية، والعمل على زيادة مستوى التثقيف الأمني من المقاومة الفلسطينية بالضفة لمقاوميها، مبيناً أن الخسائر في صفوف المقاومة هي ليست إلا البدايات خاصة وأن المقاومة التي خبرت أساليب العدو جيداً في مرحلة من المراحل السابقة سوف تتعلم من تجربتها السابقة كيف تواجه الاحتلال ومؤامراته وكيف توقع في صفوفه الخسائر.

وقال :"كل حركات التحرير الوطني مرت بهذه المراحل التي تمر بها المقاومة الفلسطينية في الضفة، وأنه يجب ألا يترك هذا الأمر أثراً على الجانب المعنوي للمقاومة الفلسطينية في الضفة، في ظل التوسع الرأسي والأفقي لكتائب المقاومة في الضفة، متوقعاً أنه في القريب العاجل ستتحول الضفة إلى حقل للمقاومين قادر على مجابهة الاحتلال، وهو ما يؤكده رئيس أركان جيش الاحتلال المنتهية ولايته كوخافي ورئيس حكومة الاحتلال نتنياهو،  من أن الضفة مُقبلة على انتفاضة ثالثة هائلة وأن العنوان الأبرز لهذه الانتفاضة سيكون "العمليات العسكرية".

وقال العجرمي :"العدو الصهيوني يخشى من زيادة الحاضنة الشعبية للمقاومة في الضفة المحتلة، في ظل "أن شعبنا الفلسطيني لا خيار له إلا مواجهة الاحتلال، متوقعاً بأن يجري تصعيد من الاحتلال الصهيوني في القدس من خلال: عمليات الهدم للمنازل وتدنيس الأقصى، وعمليات القتل في الضفة المحتلة، وفي الداخل المحتل من خلال قضية منع رفع العلم ومنع التظاهر، وعلى جبهة غزة حيث لن يكون بعيداً عن المواجهة وهذا ما سيؤدي لتطور الوضع لأقصى حدوده، بالإضافة للجبهة الشمالية مع حزب الله.

من جانبه، اتفق المحلل السياسي عدنان الصباح مع سابقه، حيث رأى أن السبب في زيادة جرائم القتل بحق المقاومين في الضفة المحتلة يأتي في إطار الأزمة الداخلية في الحكومة الصهيونية برئاسة نتنياهو، وأن الاحتلال يستفيد من حالة الانقسام في الشعب الفلسطيني، مطالباً بضرورة توحيد المقاومة من خلال برنامج وطني مقاومة اعتماداً على قرارات اجتماع الأمناء العامون، والاحتلال يستفيد بارتكاب الجرائم على حساب الدم الفلسطيني لإسكات الأصوات الداخلية لهم.

قرار واضح بإعلان الحرب

وأكد الصباح خلال حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أنه منذ بداية العام من الممكن القول أن هناك شهيد بشكل يومي في الضفة المحتلة بعد أن وصل عدد الشهداء لـ12 شهيداً، وأن ذلك يدل بأن هناك قرار من حكومة الاحتلال لإعلان حرب مفتوحة يومياً على الشعب الفلسطيني ودون توقف، معتبراً أن الشهداء في فلسطين هم أكثر بكثير من هذا العدد حيث أن الشهداء في الداخل المحتل يدخلون في إطار جرائم الاحتلال التي ترتكبها شرطة الاحتلال بحق فلسطيني الداخل المحتل.

وتوقع بأن الاحتلال سيزيد من جرائمه في الضفة المحتلة وهدم المنازل، حيث إن المستوطنين المتطرفون تقدموا بورقة لبن غفير باقتحام المسجد الأقصى المبارك، مشيراً إلى أن الاحتلال يستخف بالفلسطينيين في ظل ارتكاب الجرائم والمطلوب اليوم من الفلسطينيين هو العمل لخدمة المشروع الفلسطيني.

وشدد الصباح على أن استهداف المقاومة في جنين هو لأن مقاومتها في طليعة المواجهة مع الاحتلال في الضفة، معتقداً بأن الصورة الناصعة لكتيبة جنين باتت تشكل عبئاً على قوات الاحتلال لأنها تقوم بشكل يومي بعمليات إطلاق النار باتجاه حواجز الاحتلال ومستوطنيه، وهم يطاردون الاحتلال ولكن الاحتلال لم يعتاد على ذلك، مشيراً إلى أن الاحتلال بدأ يعتمد على مبدأ المبادرة والذهاب إلى العدو "المقاومة" لضربه قبل أن يقوم هو بالمباغتة.

الاحتلال لم ينس سيف القدس

وتوقع الكاتب، أن تقوم هذه المرة حرباً لم تمر بالمطلق، مشيراً إلى أن الاحتلال لا زال يذكر معركة "سيف القدس" مع المقاومة الفلسطينية في مايو 2021، والتي بالمعنى العسكري حققت انتظار مذهل وشلت كيان الاحتلال لأيام، ومن بعدها جاءت معركة وحدة الساحات، حيث حرص الاحتلال على إنهاء المعركة خلال ال3 أيام العطلة في كيان الاحتلال لتجنب الخسائر الاقتصادية، معتقداً بأن وحدة كل الساحات في المعركة مع الاحتلال الصهيوني لا زالت مستمرة.

وعن النصائح للمقاومين في مواجهة جيش الاحتلال بالضفة المحتلة، طالب الكاتب المقاومين بضرورة الحرص على حياتهم، وعدم الوقوف في منتصف الشارع خلال الاشتباكات المسلحة، لافتاً إلى أن البطولة هي كيف أن تستمر في معركتك مع العدو لأطول فترة ممكنة.

ونصح الكاتب الصباح، بتجنب استخدام وسائل التواصل الالكتروني، مطالباً بضرورة إخفاء الوجوه من خلال اللثام، والحرص على الالتفاف الشعبي والجماهيري الذي يعطي قوة كبيرة للمقاومة الفلسطينية والذي يشكل ظهر المقاومة الذي تستند عليه، منوهاً لهم بضرورة المحافظة على الأخلاق وأن يكونوا قادة لهذا الشعب لكي يمدهم بالعدة والعتاد.

وكانت اعدمت قوات الاحتلال،فجر اليوم 14-1-2023، الشابين أمجد خليلية وعز الدين حمامرة من "كتيبة جنين" في بلدة جبع جنوب مدينة جنين المحتلة بدم باردة في جريمة اغتيال صهيونية تهدف للنيل من المقاومين في مدينة جنين.

 

كلمات دلالية