خبر صديق إسرائيل- هآرتس

الساعة 09:16 ص|21 مايو 2009

 

بقلم: جدعون ليفي

 (المضمون: اوباما اثبت انه اكثر الرؤساء صداقة لاسرائيل من خلال موقفه الحازم الذي يقدم انهاء الاحتلال على انهاء المشروع النووي الايراني والكرة في ملعب نتنياهو - المصدر).

لقد اصبح واضحا من الآن:- رئيس الولايات المتحدة هو صديق كبير لاسرائيل، ان واصل براك اوباما ما بدأه في هذا الاسبوع فقد يتبين انه اكثر الرؤساء الامريكيين صداقة لاسرائيل. ريتشارد نيسكون انقذ اسرائيل من الدول العربية في عام 1973. واوباما سينقذها في عام (2009) من نفسها. نيكسون ارسل قطارا جويا من السلاح والذخيرة في ساعة ضائقة مصيرية. اوباما ارسل لنا في ساعة ضائقة لا تقل مصيرية، أهل بنود خطة سلمية نموذجية تقريبا وان طبقت فستبشر بخلاص اسرائيل – هكذا ولا اقل من ذلك.

الآن يتوجب فقط ان نرى ان كان اوباما سيواظب اصراره وحزمه الذي ابداه في هذا الاسبوع. الرئيس الامريكي غير الموقف من احتلالات اسرائيل واخطائها دفعة واحدة. الآن يتوجب ان نرى ان كان سيتمكن من تغيير الموقف من هذه الامور في القدس وتل ابيب ايضا (وليس في واشنطن فقط). الطريق طويل واوباما بدأه بصورة جيدة.

اوباما اعاد حملة الترهيب التي اطلقها نتنياهو وابواقه من ايران الى حجمها الطبيعي واستطاع ايضا رفع اجهزة الطرد المركزية الاحتلالية - خطر الوجود الحقيقي الذي يتهدد اسرائيل - الى رأس سلم الاولويات. هو صد كل محاولة من نتنياهو لحرف الاهتمام عن الجوهر وكبح كل محاولة لاهدار المزيد من الوقت الثمين على ايران وطرح شروط سخيفة على الفلسطينيين ومنع اية محاولة تضليلية من خلال اقامة اللجان والوعود بالمفاوضات والبيانات الفارغة من المضمون المستقاة من خيرة ترسانة الحيل والالاعيب الاسرائيلية من اجل التملص من مسؤوليتها عن الجوهر – والجوهر هو انهاء الاحتلال.

اوباما ادرك ان الان هو وقت انهاء الكلمات الصغيرة والمفاوضات العقيمة والسلام الخاوي – وانه زمن الاعمال الكبيرة والقفزات والوثابة من فوق الهاوية السحيقة.

فجأة غير كل "اصدقاء اسرائيل" في واشنطن جلودهم:- هم ايضا يشعرون ان فرصة نادرة قد سنحت امام الشرق الاوسط. لذلك سئموا هم ايضا ما حاول نتنياهو بيعه لهم. هم ايضا ادركوا ان مستوطنة يتصهار يجب ان تسبق بوشهر كم كان من غير المريح ان نرى رئيس وزراء اسرائيل جالسا في حالة توتر وعرقه يتصبب الى جانب الرئيس الامريكي الجديد الواثق من نفسه وصاحب الاسلوب والاثارة من دون الابتسامات والقهقهات والتربيتات التي ميزت لقاءات اولمرت وجورج بوش الرئيس الاكثر عداء لاسرائيل بين كل الرؤساء والذين سمح لها بان ترتكب كل الخطايا العنيفة.

كم كان ذلك المشهد مثير للسأم ومشجعا في نفس الوقت:- ربما تعلم نتنياهو شيئا من زيارته القصيرة والدراماتيكية هذه الزيارة اسهمت باسهام واحد:- اوباما نجح في كشف الغطاء ومزق اللثام دفعة واحدة عن وجه اسرائيل المحبة للسلام. ما سعى باراك لفعله مع عرفات فعله اوباما الان مع نتنياهو. ان كان نتنياهو قلقا فعلا على مصير بلاده وسلامتها فسيستجيب على الفور وفي الغرفة البيضاوية لكل افكار هذا الرئيس الرائع.

ان لم تستجب اسرائيل برئاسته للتحدي الماثل امامها سنعرف نحن الاسرائيليون وسيعرف رئيس الولايات المتحدة ويعرف العالم كله: اسرائيل لا ترغب بالسلام.

رفض اسرائيل لخطوة اوباما سيكشف النقاب عن عدم وجود شريك للسلام في الشرق الاوسط، هذا اللاشريك هو اسرائيل. لا للسلام مع 57 دولة ولا لخطوة تقتلع خطر القنبلة النووية، ولا للدولتين الان، هذا الرفض ليس مجرد رفض للسلام وانما هو رفض لفرصة انهاء حرب قيام اسرائيل ونهضتها بانتصار كبير. هذه اللا ان تفوه بها نتنياهو فستفقدنا الذخر الاستراتيجي الاكثر اهمية الذي امتلكته اسرائيل عبر تاريخها: التحالف مع الولايات المتحدة. نتنياهو قد يشكل الان خطرا على اسرائيل اكثر من محمود احمدي نجاد.

يتوجب من الان الامتنان لاوباما. 4 اشهر بعد دخوله للمنصب وبصورة ابكر من المتوقع، ها هو يهب لانقاذ اسرائيل والشرق الاوسط والعالم كله في واقع الامر لانه لا يوجد صراع يشكل خطرا عليه اكثر من الصراع المحتدم هنا. المخاطر ما زالت كثيرة وعلى رأسها خطر الرفض الاسرائيلي وفقدان الاهتمام والاصرار من قبل اوباما والانشقاق الفلسطيني. الكرة بيد نتنياهو: ان انهى الاحتلال سيحصل على السلام والامن وان لم يفعل فلن يحصل على شيء. ليست هذه مجرد صفقة صغيرة اخرى وانما هي تتعلق بمستقبل المشروع الصهيوني برمته ولا اقل من ذلك. فرصة كهذه لن تتكرر واحتمالية كهذه لن تعود مرة اخرى. اجل نحن قادرون: اوباما قد برهن عن ذلك والان قد جاء دورنا.