خبر خطة أوباما في الصحافة الإسرائيلية: لا تتضمن جديداً سوى «القيد الزمني»

الساعة 08:49 ص|21 مايو 2009

حلمي موسى

 

تبارت الصحف الإسرائيلية، أمس، في الحديث عن المبادرة الأميركية التي تقول إن الرئيس باراك أوباما سيطلقها قريباً. ورغم عنصر الإثارة الكامن في «الكشف» عن «سر دفين» سوف يعلن «مستقبلا» فإن إطلالة على ما نشر في الصحف الإسرائيلية يظهر أنها من حيث الجوهر لا تتضمن أي جديد في المواقف الأميركية سوى «القيد الزمني». والجميع قرأ ويعرف عن «خطة كلينتون» والاقتراحات الأميركية الإسرائيلية أثناء المفاوضات على التسوية النهائية بين إسرائيل والفلسطينيين.

وثمة من يجزم بأن أحداً من الصحافيين، الإسرائيليين والأميركيين على حد سواء، لا يعلم شيئاً عن حقيقة ما جرى في لقاءات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وأوباما. ولكن الكل يعلم أن هناك خلافاً قائماً بين الإدارة الأميركية الجديدة وحكومة نتنياهو حول حل الدولتين، وهو خلاف معلن. الشيء الوحيد الذي دفع صحفاً إسرائيلية للحديث عن المبادرة الجديدة هو ما كان قد تفوّه به رئيس طاقم البيت الأبيض راحم عمانوئيل في حديث مغلق أمام مؤتمر «إيباك» مطلع ايار الحالي.

ويؤكد مسؤولون أميركيون أن أوباما في خطابه المقبل في القاهرة في حزيران المقبل سيشير إلى الخطوط العامة لمبادرته ولن يدخل في التفاصيل. ولم يكن خفياً على أحد أن أوباما يحاول الدمج بين المبادرة العربية «المعدلة» والمواقف الأميركية السابقة. ويشدد هؤلاء المسؤولون على أن الصحافة الإسرائيلية ذهبت بعيداً عندما نشرت تفاصيل لم تتم بلورة أي منها بعد. فهناك لقاءات منتظرة لأوباما مع الرئيسين المصري والفلسطيني حسني مبارك ومحمود عباس.

وقد عنونت «معاريف» و«يديعوت احرونوت» صفحتيهما الأولى على التوالي بـ«مبادرة أوباما ـ الصيغة المتبلورة» و«خطة أوباما». وكتب مراسل الشؤون العربية في «معاريف» أن أوباما سيعرض في مصر رؤيته للسلام، غير أن هذه الرؤية في «معاريف» مأخوذة عن تقرير نشرته صحيفة «القدس العربي» نقلاً عن مصادر فلسطينية. وكانت «القدس العربي» قد أشارت إلى أن الخطة هي من صياغة كل من أوباما والملك الأردني عبد الله الثاني. وتتلخص تلك الخطة في ست نقاط، أولاها توطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول المضيفة، والثانية منح حق العودة فقط لمن يرغب في العودة للدولة الفلسطينية، والثالثة سلام كامل لإسرائيل مع الدول العربية والإسلامية، والرابعة قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح وعاصمتها في القدس الشرقية، والخامسة إقامة نظام دولي للإشراف على القدس القديمة، وأخيراً حل مسألة الحدود بتبادل أراضٍ.

أما مراسلة «يديعوت» في واشنطن أورلي أزولاي فركزت على أن خطة أوباما تتحدد في قيام الدولة الفلسطينية خلال أربع سنوات. وأشارت إلى أن الخطة ستعرض في خطاب أوباما التصالحي في القاهرة. وكتبت أن «طاقم الشرق الاوسط لدى الرئيس منكبّ هذه الأيام على مسودة خطة السلام التي سيعرضها الرئيس في خطابه التاريخي، الذي سيبث في كل البلدان العربية وفي الدول الإسلامية. ويعتزم الرئيس في خطابه دعوة الدول العربية الى اتخاذ خطوات لبناء الثقة تجاه اسرائيل، بهدف تحسين الاجواء قبل المفاوضات».

وأضافت أن «خطة السلام التي سيعرضها اوباما في خطابه تدور حول «حل الدولتين للشعبين» الذي لا يزال نتنياهو يرفض الاعلان على الملأ بانه يؤيده، وستتبنى بنوداً من «المبادرة العربية». حسب خطة الرئيس، فان الدولة الفلسطينية التي ستقوم الى جانب اسرائيل ستكون مستقلة وديموقراطية، ويكون فيها تواصل اقليمي في المناطق التي يتفق في المفاوضات عليها بان تخليها اسرائيل. ومع ذلك، وانطلاقا من الحرص على أمن اسرائيل، لن يكون لها جيش مستقل، ولن يكون بوسعها عقد تحالفات عسكرية مع دول اخرى. كما يحدد اوباما اطارا زمنيا من أربع سنوات، حتى نهاية ولايته الاولى كرئيس للولايات المتحدة، لاقامة الدولة الفلسطينية».

وبحسب «يديعوت» فإن «الخطة تقضي بان لا يعطى حق عودة للاجئين، كما يطالب الفلسطينيون. الولايات المتحدة، الى جانب دول اوروبية ودول عربية، ستحرص على تعويض اللاجئين وترتيب مكانتهم القانونية في الدول التي يسكنون فيها ـ بما في ذلك تلقي جوازات سفر الدول التي يتواجدون فيها».

وخلصت الصحيفة إلى أن «مدماكاً مركزياً في خطة اوباما يعنى بفتح محادثات سلام بالتوازي في القناتين الاسرائيلية ـ الفلسطينية والاسرائيلية ـ السورية ـ اللبنانية. وعند الاتفاق على اقامة الدولة الفلسطينية، تقام علاقات دبلوماسية بين اسرائيل والدول العربية والعالم الإسلامي، وكذا علاقات اقتصادية وسياحية ـ بالضبط مثلما يطالب نتنياهو. ويعلن اوباما ايضاً عن التزامه الشخصي بدفع المسيرة حتى تحقيق نتائج».

ورغم تجنب إسرائيل رسمياً الرد على ما نشر فإن نائب رئيس الحكومة سيلفان شالوم أعلن أنه «ليست هناك سوى قدس واحدة، وهي لن تكون موضع مساومة». وخشية أن تدفع الأنباء حول خطة أوباما إلى خلق شرخ في المجتمع الإسرائيلي أعلنت زعيمة المعارضة تسيبي ليفني أنها لا تنصح أحداً بتقسيم «الشعب إلى محبي القدس والملتزمين بها وإلى من هم أقل التزاماً». وأضافت «كلنا نحب القدس، ونلتزم لشعب إسرائيل بالتمسك بها».

تجدر الإشارة إلى أن الصحف الإسرائيلية تؤكد أن الخلافات بين نتنياهو وأوباما قابلة للحل في إطار طواقم عمل مشتركة. وأوضحت أن المبدأ الأساس في العلاقة الأميركية الإسرائيلية هو أن لا يفاجئ طرف الطرف الآخر. وفي كل الأحوال فإن أوباما طلب من نتنياهو البحث عن سبل النزول عن شجرة رفض حل الدولتين العالية.