ما خفي أعظم: «الجهاد الإسلامي» يتمدد عسكرياً في الضفة ويصفع "الشاباك" ويُحبط محاولة لاغتيال أحد قيادات «سرايا القدس»

الساعة 08:07 ص|07 يناير 2023

فلسطين اليوم | عوض ابو دقة

ما خفي أعظم: «الجهاد الإسلامي» يتمدد عسكرياً في الضفة ويصفع "الشاباك" ويُحبط محاولة لاغتيال أحد قيادات «سرايا القدس».. بقلم/ عوض أبو دقة

«ما يُعد له في المنطقة من محور المقاومة شيءٌ كثير، وما يُخطط له شيء كبير. وأي معركة قادمة سيكون لها ما لها من نهاية»، برسالة التهديد هذه، أجمل عضو المكتب السياسي ومسؤول الدائرة العسكرية بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أكرم العجوري، حديثه في التحقيق الاستقصائي المتلفز، الذي جاء بعنوان «خارج الحسابات- ما خفي أعظم» على قناة الجزيرة، مساء الجمعة 6 كانون الثاني/يناير الجاري.

وتضّمن التحقيقُ الاستقصائي -الذي امتد قرابةَ ساعة- تدريباتٍ عسكرية حصرية ل «كتيبة جنين»، التابعة لسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، ومشاهد تصنيع لعبوات متفجرة، وعمليات تجربة لهذه العبوات، وتفجير لإحداها بآلية عسكرية لجيش الاحتلال، في مخيم جنين، قبل أيام، ناهيك عن مشاهد صد المقاتلين لتوغلات إسرائيلية بالأسلحة الرشاشة، ومهاجمتهم لحاجز «الجلمة» العسكري، وهو الأمر الذي تكرر مراراً.

ووصف مُعد التحقيق المُتلفز، الإعلامي تامر المسحال، «كتيبة جنين» التابعة لسرايا القدس، بالاسم الأبرز للتشكيلات المُسلحة للمقاومة في الضفة، التي انتفضت من جنين إلى نابلس، ففاجأت وأربكت، وعملت خارج الحسابات السياسية والأمنية.
ويؤكد العجوري أن «كتيبة جنين» في طور بناء متصاعد، وينخرط في صفوفها العشرات من المقاتلين ذوي الخبرة، والمُجهزين على قدرٍ عالٍ من التجهيز، فيما حاضنتها الشعبية بالمئات، فكلُ بيت هناك لا يخلو من شهيد، وما يجري في جنين ومخيمها، هو إرثٌ تاريخي وطبيعي، وليس مستغرباً.

ووفق القيادي الميداني ب «كتيبة جنين»، والمُكنى بأبي الحسن، فإن المئات من الشبان يريدون الالتحاق بصفوف الكتيبة. 
ويعزو أبو محمد، وهو أحد قادة ومؤسسي «كتيبة جنين»، سبب قوتها الرئيسي إلى ارتقاء مؤسسها جميل العموري، حيث أثّر استشهاده بالشباب، مستحضراً في السياق أبرز المحطات في سيرته ومسيرته. 
ولفت العجوري، إلى أن الأمر لا يقف عند «كتيبة جنين» فحسب، فلدى «سرايا القدس» كتائب أخرى تعمل في الضفة. وعدّد منها: نابلس، جبع، وطوباس.

وتحدث مسؤول الدائرة العسكرية في «حركة الجهاد الإسلامي»، عن أهم عمليات «كتيبة جنين»، وهي عملية «حومش»، التي نُفذت بتاريخ 16 كانون الأول/ ديسمبر عام 2021، وكانت تستهدف قتل، وأسر جنود إسرائيليين، لإنجاز صفقة تبادل، متعهداً في هذا الصدد بألا تترك «سرايا القدس» الأسرى يعانون ويلات القهر والتعذيب، باعتبار أن قضيتهم مصيرية.
وأظهر التحقيق، ما يُسمى ب«منسق عمليات» حكومة الاحتلال في الضفة الغربية سابقاً، إيتان دانغوف، الذي صرّح، بأن على "إسرائيل" أن تُحارب «حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين» دون هوادة.

ويُقر المراسل العسكري الإسرائيلي في القناة 13 العبرية، أور هيلر، بأن مخيم جنين، يعتبر رمزاً للمقاومة، وكل اقتحام له تجري اشتباكات ومواجهات، الأمر الذي يُصدع رأس المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.

هذا وكشف العجوري، عن تعاون كبير كان قائماً بين «كتيبة جنين» و«كتيبة نابلس» التابعتين لسرايا القدس، وبين مجموعات «عرين الأسود» في نابلس، لاسيما مع الشهيدين إبراهيم النابلسي، والشيشاني من قبله، مشدداً على أنهم لا يُفرقون في الدعم بين مقاوم وآخر، ولا يوجد لديهم برنامج لاحتواء أي مجموعة عسكرية.

ووجَّه العجوري، رسالةً للسلطة، دعاهم فيها للكف عن ملاحقة المجاهدين في الضفة، مضيفاً "هذا العدو مجرب. لا أعرف ما هي حساباتهم؟!. هذا لا يفيد. عليهم أن يكفوا أيديهم عن اعتقال المجاهدين ومصادرة الأموال والسلاح. هذا عمل غير مُجدٍ، وسينعكس عليها سلباً".

ولا ينتاب مسؤول الدائرة العسكرية في «حركة الجهاد الإسلامي»، أيُ قلقٍ من تصدر بنيامين نتنياهو، المشهد السياسي الإسرائيلي مجدداً، منوهاً إلى أن مشروعه تطبيعي، وهو يهدف لإكماله، كونه يعلم أن جيشه عاجزٌ عن خوض معارك مفتوحة بالمنطقة.

ولا يتوقع العجوري من الاحتلال خلاف الغدر. وطبقاً لما ورد في التحقيق الاستقصائي، فإن تدابير أمنية مشددة تُحيط به، فالعدو حاول اغتياله أكثر  من مرة. وكشف الرجل، عن اعتقال جواسيس شاركوا بتلك المحاولات. كما كشف العجوري، عن وجود طرف آخر، ساعد العدو الإسرائيلي، في اللحظات الأخيرة، قبيل محاولة اغتياله، في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2019، والتي ارتقى فيها نجله معاذ.

وكشف التحقيقُ الاستقصائي المتلفز كذلك، عن عملية أمنية واستخباراتية معقدة، قام بها جهاز أمن «سرايا القدس»، ونجح خلالها بإحباط اختراق إسرائيلي، والرد عليه بعملية من خلال شبكة من المجندين المزدوجين، من بينهم المجند رقم «106» من غزة، والذي تمكن من خداعهم وتصوير ضابط إسرائيلي يدعى "آدم"، التقاه في القدس المحتلة سراً، قبل أن يعود مجدداً إلى القطاع، دون اكتشاف أمره.

وأحبطت هذه العملية الأمنية المعقدة، عملية اغتيال كان يدبرها العدو الإسرائيلي لقائد في سرايا القدس، إضافةً لنجاحها في الكشف عن خيوط وأساليب تجنيد "الشاباك" للجواسيس.

كلمات دلالية