في عام 2023: ستركب تاكسي طائر وستحمل هاتف متصل بالأقمار الصناعية

الساعة 10:19 م|31 ديسمبر 2022

فلسطين اليوم

مع انتهاء عام 2022، يبدأ عام جديد، لك أن تخيل فيه أن طائرة تقلع وتهبط كالمروحية العمودية "الهليكوبتر"، ولكن بدون الضجيج والتكلفة العالية والانبعاثات الملوثة للبيئة.

تلك رؤية الشركات التي تعكف على تطوير ما يطلق عليه طائرة إي.في.تي.إو.إل (eVTOL)، وهي مركبة كهربائية عمودية الإقلاع والهبوط، حيث تراهن عشرات الشركات في مختلف أنحاء العالم على أن ثمة سوقاً لتلك الطائرات، التي ستصمم لكي تقوم برحلات قصيرة وتتسع لحفنة من الركاب.

تقول هذه الشركات أن طائرات (eVTOL) من الممكن أن تؤدي إلى تخفيض تكلفة الطيران، إذ إن تكلفة تشغيل محركاتها الكهربائية أرخص، وكذلك صيانتها، مقارنة بمحركات طائرات الهليكوبتر، وتضيف تلك الشركات أن تلك الطائرات أهدأ صوتاً ولا يصدر عنها انبعاثات ملوثة.

من بين الشركات التي تأمل في أن تكون أحد اللاعبين في هذه الصناعات شركة فرتيكال إيروسبيس (Vertical Aerospace) التي تتخذ من مدينة بريستول البريطانية مقراً لها.

أقلعت طائرتها "في.إكس 4" (VX4) للمرة الأولى في وقت سابق من العام الجاري.. خلال تحليقها الأوليّ، كانت الطائرة مربوطة بالأرض، وحلقت في الجو لمدة 10 دقائق فقط.

لكن التقدم الحقيقي سوف يتم في العام 2023 مع إجراء سلسلة من الرحلات التجريبية.. سوف تنتقل الطائرة من الإقلاع العمودي إلى الطيران إلى الأمام، وتطير على ارتفاعات أعلى وبسرعات أكبر.

الهدف هو الحصول على ترخيص للطائرة "في.إكس 4" بحيث يمكنها نقل الركاب في العام 2025.

وتتسابق شركة فرتيكال إيروسبيس مع شركات أخرى تعكف على تطوير تقنيات المركبات الكهربائية عمودية الإقلاع والهبوط، والتي سوف تقوم هي الأخرى بإجراء تجارب على طائراتها.

تعتزم شركة فولوكوبتر (Volocopter) التي تتخذ من ألمانيا مقراً لها إجراء رحلات تجريبية عامة لطائرتها طراز "فولوسيتي" (VoloCity) العام المقبل.. وتأمل في الحصول على ترخيص لطائرتها في العام 2024، ثم تدشين خدماتها في كل من سنغافورة وباريس وروما.

خلال العام القادم أيضاً تنوي شركة "ليليَم" (Lilium) إنتاج أولى طائراتها التي تعمل بتقنية eVTOL.. وقد اختبرت الشركة، ومقرها في ألمانيا، خمسة نماذج أولية من الطائرة منذ العام 2017.

وبدلا من استخدام مراوح مثل شركتي فرتيكال إيروسبيس وفولوكوبتر، تستخدم شركة ليليَم 30 محركاً نفاثاً كهربائياً يمكن التحكم بوضعها بشكل متسق لمساعدة الطائرة على الانتقال من الإقلاع العمودي إلى الطيران الأفقي.

العقبة الكبرى التي تقف في طريق تلك المشروعات هي الحصول على تراخيص من سلطات الطيران، وهي عملية شاقة ومستفيضة قد تستغرق أعواماً.

من جهة أخرى، وحتى في البلدان الغنية، هناك بعض المناطق التي يستحيل فيها على الناس الحصول على إشارة تغطية قوية لهواتفهم المحمولة.

أضف إلى هؤلاء مليارات الأشخاص في الدول الأكثر فقراً، والمناطق النائية من الكوكب الذين لا يحصلون على إشارة تغطية على الإطلاق، وسيكون لديك سوق ضخم لم يتم استغلالها بعد.

شركة ايه.إس.تي سبيس موبايل (AST SpaceMobile)، التي تتخذ من مدينة تكساس الأميركية مقراً لها لديها خطط لسد الفجوة في سوق الهاتف المحمول.

الشركة، المدعومة من قبل أسماء ضخمة في صناعة الهاتف المحمول، من بينها إيه.تي.آند.تي وفودافون، تعكف على تطوير تقنية تمكن الهاتف المحمول من الاتصال مباشرة بقمر صناعي لإجراء مكالمات، أو استخدام البيانات بسرعة خاصية الـ"5 جي".

لدى الشركة حالياً قمر صناعي تجريبي في مدار على ارتفاع منخفض من كوكب الأرض، ولكنها تعتزم إطلاق خمسة أقمار صناعية أخرى في العام 2023.

سوف تكون تلك الأقمار قادرة على توفير تغطية متقطعة، وتتوقع الشركة أن توفر تغطية مستمرة على مستوى العالم عندما تطلق 100 قمر صناعي في مدارات حول الأرض، ويحتمل أن يتم ذلك في عام 2024.

شركة إيه.إس.تي لن تبيع خدماتها للعملاء مباشرة، بل إنها تعمل بالتعاون مع شركات خدمة الهاتف المحمول لتقديم تغطيتها عبر الأقمار الصناعية كخيار إضافي.

سوف يمثل ذلك تحدياً لشركة ستارلينك (Startlink)، شركة توفير الانترنت الفضائي (broadband) التي تعمل عبر الأقمار الصناعية، والتي أنشأها إيلون ماسك.. تلك الخدمة بحاجة إلى طبق التقاط أقمار صناعية صغير.

تأمل شركة إيه.إس.تي أن تكون سهولة التقاط التغطية من خلال استخدام هاتف فقط، وبسعر معقول، عامل جذب كبيراً.

يقول سكوت ويسنيويسكي، أحد مسؤولي الشركة: "فجوات التغطية أمر واقع، وتمثل مشكلة.. ولذا فإن ذلك بمثابة حل مغر للغاية وسوق كبير جداً.. ولذلك حصلنا على الكثير من الدعم من شركات خدمات الهاتف المحمول".

كلمات دلالية