كأس العالم قطر 2022 ..أحيا القضية الفلسطينية بقوة رغما عن أنف المطبعين

الساعة 09:17 م|28 ديسمبر 2022

فلسطين اليوم- خاص

بعد سنوات عديدة من تهميش القضية لفلسطينية على الساحة العربية لحساب عقد اتفاقات تطبيع مع الاحتلال من جانب الحكام العرب، إلا أن القومية العربية و حالة التضامن مع فلسطين و المسجد الأقصى برزت واضحة خلال مونديال قطر 2022، و الذي عُقد في العاصمة القطرية، الدوحة، حيث أشعلت الجماهير مدرجات الملاعب بحب فلسطين، معلنين دعمهم الكامل للقضية الفلسطينية، و رفضهم لاتفاقات التطبيع مع الاحتلال.

و بالتوازي مع حضور القضية الفلسطينية اللافت في مونديال كأس العالم قطر 2022، برزت أيضاً حالة الرفض الشعبي العربي و الجماهيري لوجود الاحتلال على الأراضي العربية، و ظهر ذلك جلياً من خلال شعارات الدعم لفلسطين و نبذ الاحتلال، و رفض التعامل مع صحفيين "إسرائيليين"، مما خلق حالة من الغضب لدى الاحتلال، و ذلك ما أطلق عليه المراقبون "فوز قضية فلسطين" في مونديال قطر 2022.

الزميل الصحفي علاء شمالي، و الذي واكب يوميات مونديال قطر 2022 من الدوحة، قال إن مونديال قطر كان فرصة متاحة لتعريف العالم بقضية فلسطين من خلال المشاركة في الفعاليات الفلسطينية والتواجد بين آلاف الجماهير برفع العلم الفلسطيني والكوفية الفلسطينية وشارة الكابتن بألوان فلسطين، والحديث في أكثر من مكان عن ازدواجية معايير الفيفا في التعامل مع قضية فلسطين وجرائم الاحتلال في حين يفرض عقوبات على روسيا بسبب حرب أوكرانيا.

 و أضاف شمالي في حديث لــ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": " لقد لمسنا تفاعلاً كبيراً من الجماهير العربية وحتى مشاركة من الجماهير غير العربية من كثير من الجنسيات الأخرى".

و أشار الصحفي شمالي الى أن التفاعل مع قضية فلسطين في الدوحة باعتبار أن فلسطين هي الثابت الوحيد في كأس العالم، لافتاً الى أنه لا يمر مكان أو تجمع أو فعالية أو مباراة إلا ورمزية فلسطين تكون متواجدة.

و تابع يقول: " كنا نتفاجأ أحيانا من كثير من الناس غير العرب يحملون كوفية فلسطين ويتفاعلون مع أهازيج الدبكة الفلسطينية وبعد الفعاليات التي تقام خارج الملاعب وتستغل دغدغة مشاعر الأوروبيين ولفت الانتباه لفلسطين وما يجري فيها ".

و أكد شمالي بأن قطر من خلال مونديال 2022 وضعت العالم في حالة إبهار، وفلسطين خطفت الأنظار.

و تابع يقول: "قابلت الكثير من المشجعين يحملون الكوفية الفلسطينية والعلم الفلسطيني وعد الاقتراب منهم والحديث معهم تبين أن بعضهم أجانب ومن جنسيات أوروبية، وعند سؤالهم عن سبب ذلك تبين أنهم عرفوا حديثا عن قضية فلسطين، ورفعوا علمها تعاطفا مع شعبها وهذا كان في أكثر من موقف".

و شدد الزميل شمالي على أنه لا يمكن للصحفي الفلسطيني الانفصال عن قضيته في أي حدث عالمي، بل إن هذه فرصة حقيقية للتعريف على الأقل أن هناك دولة اسمها فلسطين ، هذا برز بين الجماهير الأوروبية في رصد التفاعلات من وسائل إعلام أوروبية التي تحدثت أن فلسطين المنتخب هي رقم 33 رغم أنه لم يلعب في كأس العالم ..

و قال: "خلال 40 يوما تقريباُ خرجت في حلقات مباشرة على كبرى القنوات العربية في كل مقابلة يوجه لي أسئلة عن فلسطين وكيف تعيش فلسطين وكيف يتابع الفلسطينيون كأس العالم وما أهمية دعم فلسطين في كأس العالم".

و بحسب الصحفي شمالي، فإن المونديال حدث تاريخي، وسيبقى في ذاكرة الأجيال لأن فلسطين كان الثابت الوحيد في كأس العالم 2022.

و لفت الى أن الشعوب أثبتت رفضها للتطبيع مع الاحتلال وكانت مناسبة كأس العالم فرصة لبيان ذلك.

و بين أن رفض وجود الاحتلال نابع من أن القضية الفلسطينية لا زالت حية في قلوب الشعوب وذلك لن يضرها سياسات المسؤولين.

و دعا الصحفي شمالي للبناء على ما تحقق، من خلال الحفاظ على العلاقة مع الشعوب، لأن ما شاهدناه مطمئن جداً، ويدلل ان القضية لن تموت مطلقا.

و كان الكاتب والمحلل السياسي أحمد رفيق عوض، رأى أن الجماهير العربية في مونديال قطر 2022 أظهرت وقوفها مع القضية الفلسطينية، لأنها تعد قضية عقائدية ودينية ولا يمكن التخلي عنها بأي شكل من الأشكال.

واعتبر عوض خلال حديث سابق لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن مونديال قطر2022 أعاد الحضور للقضية الفلسطينية من خلال رفع الجماهير العربية والعالمية للأعلام الفلسطينية والشعارات المؤيدة لفلسطين والصور الفلسطينية وخاصة صور الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة، مبيناً أن مونديال قطر هو بمثابة منصة عالمية وإعلامية لتعريف العالم بالقضية الفلسطينية.

وقال عوض :"قطر استغلت هذا الحدث العالمي من أجل الترويج للقضية الفلسطينية، على مستوى الرواية الفلسطينية في قطر كان هذا المونديال هو وسيلة للترويج للشخصية الفلسطينية والمنتج الفلسطيني، موضحاً أن كل ذلك سيؤدي لكسر الحصار الإعلامي عن القضية الفلسطينية وبالتالي يكسر الظلم الواقع على الفلسطينيين.

ورأى أن موقف الجماهير العربية والعالمية برفض الحديث مع مراسل القناة الـ2 العبرية، وأن صدور مثل هذه المواقف تجاه الإعلام "الإسرائيلي" ليس غريباً، موضحاً أن هذه المشاهد توضح الرد الجماهيري والشعبي العربي على اتفاقيات التطبيع والخنوع مع بعض الدول العربية.

وتابع عوض :"هذا الموقف العربي الشجاع من الجماهير العربية لم يكن مفاجئاً بالرغم من كل عمليات التماهي مع الاحتلال واتفاقيات التطبيع معه؛ إلا أنها لم تستطع أن تغسل أدمغة وأفئدة الشعب العربي بوعيه بالقضية الفلسطينية والحق الفلسطيني، لأن الشعب العربي يعرف بوصلته جيداً ويعرف كيف يحمي عقائده ومقدساته ".

كلمات دلالية