2022.. معركة "وحدة الساحات" فاجأت الاحتلال رغم المباغتة وشكلت نقطة فارقة في سجل المقاومة

الساعة 05:30 م|28 ديسمبر 2022

فلسطين اليوم

استطاعت سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في معركة "وحدة الساحات"، صّد العدوان الذي فرضه جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة الذي بدأ في 4 أغسطس أب الماضي، عقب اغتيال القائد الشهيد تيسير الجعبري بغارة جوية على برج سكني، حيث استخدمت السرايا ابداعات وتكتيكات جديدة أوجعت بها العدو.

"وحدة الساحات" التي اسمتها السرايا كانت تهدف إلى توحيد الجبهات كافة في مقاومة الاحتلال، وشكلت نقلة نوعية على أداء المقاومة في استمرار قصف البلدات المحتلة بصواريخ وقذائف مختلفة الأحجام والمديات، اعترفت خلالها المؤسسة الامنية والعسكرية "الإسرائيلية" عن فشل وقف استمرار اطلاق الصواريخ التي اصابت اهدافها بدقة عالية.

واستمرت هذه المعركة التي دكت فيها السرايا مدينة "تل ابيب" إلى جانب البلدات المحيطة بها بعشرات الصواريخ بشكل مستمر قبل الإعلان عن التهدئة التي أشرفت عليها بشكل مباشر جمهورية مصر العربية، مساء السابع من أغسطس.

اغتيال تيسير الجعبري

وعصر يوم الجمعة الموافق 4-8-2022، أطلقت طائرات الاحتلال نحو 4 صواريخ اتجاه برج سكني في مدينة غزة، استهدفت بها القائد تيسير الجعبري، أدى ارتقاءه شهيدًا مع وقوع عشرات الإصابات بين صفوف المواطنين العزل.

وشيع آلاف الأشخاص الشهيد الجعبري ابن حي الشجاعية شرقي غزة، بينما كان مجاهدي السرايا يطلقون القذائف والصواريخ اتجاه البلدات المحتلة سواء كانت المحاذية للقطاع، أو في عمق الكيان.  

القائد تيسير الجعبري


اغتيال خالد منصور

وفي السابع من أغسطس، دمرت الطائرات الحربية بصواريخ عدة أكثر من خمسة منازل متلاصقة في مخيم الشعوت للاجئين في مدينة رفح جنوبي القطاع، لتعلن السرايا بعد ساعات، أن هذا الاستهداف أسفر عن استشهاد قائد المنطقة الجنوبية الشهيد خالد منصور برفقته نجل القائد السياسي في حركة الجهاد أحمد المدلل وآخرون، وإصابة العشرات من الأشخاص.

ويعد الشهيد منصور، أحد الأعمدة الرئيسية للمجلس العسكري للسرايا، ونجا مرات عدة من محاولات لاغتياله، اخطرها خلال الحرب الثالثة على غزة عام 2014.

 وكان للشهيد دور بارز في المشاركة بالانتفاضة الأولى والثانية (1987-2000)، وعمل على تطوير الأداء العسكري للسرايا أثناء وبعد الانتفاضة الثانية التي استمرت لعام 2004، وعرف عنها أنها نقلة من السكين إلى البارود.

صور قادة سرايا القدس الشهداء القادة الكبار الشهيد خالد منصور والشهيد بهاء أبو العطا والشهيد تيسير الجعبري.2.jpg


عدد الشهداء

 وتسبب العدوان "الإسرائيلي" في ارتقاء 49 شهيدًا بينهم 19 طفلاً و4 سيدات، فيما أصيب ما يزيد عن 360 مواطنًا بجروح متفاوتة منها خطرة وحالات بتر، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.

258741256398.PNG

صواريخ السرايا

أطلقت سرايا القدس خلال الخمسون ساعة من المعركة حوالي الـ 1000 صاروخ وقذيفة،،  ومع عصر الأحد (7/8) أطلق مجاهديها رشقة من 100 صاروخ دفعة واحدة باتجاه الأراضي المحتلة استهدفت بلدات بينها بئر السبع و"بلمحيم" وسديروت.

وذكرت السرايا، حينها، أنها قصفت كلّ مستوطنات "غلاف غزة" البالغ عددها 58 بشكل متزامن ما أدى الى انقطاع التيار الكهرباء عن 10 مستوطنات جراء سقوط صاروخ على الخط المشغل.

وأصابت الصواريخ المنطقة الصناعية في عسقلان المحتلة وسقط صاروخ في محيط القطار السريع في "نتيفوت".

وخلال معركة "صيحة الفجر"، أعلنت السرايا إدخال صاروخ "براق-120" إلى الخدمة الميدانية، واستخدمه في معركة "وحدة الساحات" في القصف المدن التي تبعد عن القطاع قرابة 90 كيلو، منها: نتانيا، وتل ابيب.

راجمات الصواريخ التي كشفت عنها سرايا القدس في مهرجان الانطلاقة الجهادية (1).JPG

مفاجأة الاحتلال

وبين المختص في الشأن الأمني والاستراتيجي الدكتور محمود العجرمي ، أن التكتيكات التي ظهرت بها الجهاد في "وحدة الساحات" فاجأت العدو في قصف تجمعات الجنود ومراكز ومنصات عسكرية هامة وأخرى بصواريخ مختلفة.

وذكر العجرمي، أن الصواريخ فرض هجرة على سكان مستوطنات "غلاف غزة"، بعدما أمضوا أياماً تحت الأرض في الملاجئ، وأحدثت شلل في مناحي الحياة، لا سيما في البلدات البعيد عن القطاع (تل ابيب، وغوش دان).

ولفت العجرمي، إلى أن سرايا القدس منذ الإعلان عن اغتيال قائد المنطقة الشمالية فيها تيسير الجعبري غرب غزة، لم تستجب مباشرة بالتعاطي برد الفعل إنما راجعت عديد التكتيكات التي أَبْلَتَ حين تنفيذها بلاء حسنًا.

وبين أن دلالة الإعلان "الإسرائيلي" عن محاولة استهداف حقل غاز "تمار" يشير إلى أن سرايا القدس لديها القدرة على تدمير أهداف حيوية وهامة لديه وأن حركة "الجهاد" والمقاومة عموماً تمتلك أسلحة تستطيع من خلالها إيقاع خسائر لديه.

كما لفت إلى أن الوجه الذي ظهرت عليه المقاومة وسرايا القدس في هذه الجولة التي امتدت لقرابة الـ 55 ساعة أحرجت قادة العدو التي كانت تروج وتسوق الانتصار لمعاركهم الانتخابية المقبلة وهو ما دفعها لتحرك تجاه إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار.

اعلان الهدنة

وفي رابع أيام المعركة، اتفقت حركة "الجهاد" وكيان الاحتلال على الالتزام بهدنة وقف اطلاق النار، ودخل حيز التنفيذ مساء هذا اليوم، وتم بجهود مصرية.

ويتضمن هذا الإعلان  التزاماً مصرياً بمتابعة ملف الأسرى وخاصة الأسيرين بسام السعدي وخليل عواودة، وتتضمن التفاهمات أيضًا تخفيف الاحتلال للحصار وسماحها بإدخال شاحنات وقود لمحطة الكهرباء.
 

خسائر الاحتلال

وحسب الاعلام العبري، فإن الخسائر التي تلقاها الكيان في هذه المعركة على النحو التالي: 300 مليون شيكل، 222 ضرر مباشر.

واعترف العدو، أن 20 بالمئة من الصواريخ التي اطلقت من القطاع اصابت أهدافها، وخلفت 114 إصابة مباشرة للمبنى، و97 سيارة متضررة.

المحلل السياسي المختص في الشأن "الإسرائيلي" أحمد عبد الرحمن، علق على هذه الخسائر قائلةً: إن خسائر الاحتلال إثر معركة "وحدة الساحات" أكبر بكثير من التي أعلنها قادة الاحتلال عبر الإعلام العبري.

وأضاف عبد الرحمن، أن الدعاية "الإسرائيلية" كانت تقوم بعميات تضليل كبيرة للمجتمع "الإسرائيلي" من خلال حجب المعلومات الحقيقية للخسائر، لأهداف سياسية داخلية.

acf08845-dd03-4b90-9b71-76bf081e9828.png


وتعد هذه المعركة ضمن معارك عدة خاضتها السرايا والمقاومة في السنوات الماضية، كما يستمران في الإعداد والتجهيز للاستعداد دوماً على صّد أي عدوان "إسرائيلي" محتمل مقبل على قطاع غزة.

وفي أعوام (2008-2012-2014-2021) شن جيش الاحتلال حروبا على القطاع، خلفت آلاف الضحايا والجرحى، وتدمير آلاف المنازل وعشرات الأبراج السكنية.

كلمات دلالية