"تشريع إطلاق النار".. يضع المنطقة أمام سيناريوهات خطرة ويُسهّل مهمة بن غفير الإجرامية!

الساعة 12:35 م|24 ديسمبر 2022

فلسطين اليوم

من جديد هي ذات الأيدي المُرتجفة لا تزال تضغط على زناد بنادقها لتُفرغ رصاصَ حقدها في أجساد الفتية والشباب بالضفة المحتلة، أولئك الفتية الذي غيروا معادلة الصراع مع العدو وقلبوا المعركة لجبهته الداخلية بعد أن ظلت هذه الجبهة هادئة لسنوات عديدة بفعل عوامل عديدة، فها هو نتنياهو يوافق على شروط بن غفير التي أعطاه إياها من خلالها صلاحيات توسع قوانين إطلاق النار تجاه الشبان الفلسطينيين في الضفة المحتلة وعلى المفترقات والطرق، فهذه الأوامر ستؤدي لفترة عصيبة من المواجهات والإعدامات الميدانية وتسهل مهمة بن غفير المتطرف الفاشي، كما يرى العديد من المختصين.

الباحث والمختص في الشأن الصهيوني نهاد أبو غوش، اعتبر أن تعليمات إطلاق النار في الضفة لا تختص بـ"بن غفير" وحده، وإنما هي تعديلات وتشريعات قانونية أجريت مؤخراً على تعليمات إطلاق النار وهي تقضي بتخفيف قيود إطلاق النار من قبل شرطة وجيش الاحتلال.

مجرد الاشتباه

وقال أبو غوش خلال حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية":" بن غفير اشترط الحصول على أوامر إطلاق النار وخاصة أنه هو من سيتولى إدارة وزارة الأمن القومي الصهيوني، أي أنه سيكون هو المشرف بشكل مباشر على أوامر إطلاق النار، موضحاً أنه جرى تعديل قانوني لكي يتبع رئيس شرطة الاحتلال لوزير الأمن القومي بن غفير وهو الذي سيحدد أولويات عمل الشرطة.

وأضاف :"هذه التعديلات التشريعية تنص على توسيع إجراءات فتح النار وهو ما يعطي الأحقية لأي شرطي أو مستوطن لقتل الفلسطينيين حتى لمجرد الاشتباه فيه أو قيامه بحركة غير متوقعة، موضحاً أن عمليات الإعدام الميدانية تجري منذ سنوات وهو ليس جديداً وعمليات الإعدام طالت مئات الشبان خلال السنوات الأخيرة.

بُعد شرعي

ورأى أبو غوش أن الجديد في الأمر هو إضفاء البعد القانوني والشرعي لعمليات إطلاق النار ويصبح فيه الجنود في حل من أي محاسبة وخارج نطاق لمحاسبة باستثناء الإجراءات الإدارية المعتادة، مشدداً على أن قتل الفلسطيني بنظر القانون الصهيوني لن يكون جريمة يحاكم عليها جنود وشرطة كيان الاحتلال.

وتوقع المختص أنه بفعل إقرار هذا القانون سنواجه فترة عصيبة ليس فقط على مستوى عمليات الإعدام الميدانية للشبان في الضفة، بل أيضاً من خلال برنامج الحكومة الأكثر تطرفا ما يخص المسجد الأقصى والاستيطان وصلاحيات وزارة الجليل والنقب في مصادرة أراضي العرب في الداخل المحتل كل ذلك تصعيد، مبيناً أن كل هذه الأفعال الصهيونية توفر فرصة للفلسطينيين لتشديد الخناق على إسرائيل إلا أن ذلك مشروط بوحدتهم والسعي لاستراتيجية موحدة والتوجه لأدوات القانون الدولي لملاحقة مجرمي الحرب.

صمت دولي

وأشار أبو غوش إلى أنه منذ عام 2013 نفذت أكثر من 300 عملية اعدام ميداني والحالة الوحيدة التي حوكم بها جندي صهيوني هي حالة الجندي أليئور أزاريا قاتل الشاب عبد الفتاح الشريف، وسجن لمدة سنة ونصف بالسجن وخرج مثله مثل الأبطال، موضحاً أن المجتمع الدولي لم يعد لها أي إحساس بخصوص هذه الجرائم.

وعن إمكانية عدم انسجام بن غفير مع نتنياهو، بين أبو غوش أن بن غفير هو شخص من الممكن أن يضر بمصالح ولكن هو الذي جاء بنتنياهو للسلطة، مشيراً أن هناك حاجة أيضاً لنتنياهو لأن يتحالف مع بن غفير في السلطة وبن غفير سيسيئ لمكانة كيان الاحتلال الدولية.

سياسة وطنية موحدة

وطالب المختص وسائل الإعلام الفلسطينية وكل أصحاب الرأي والمثقفين السعي لاعتماد سياسة وطنية موحدة لكشف طبيعة هذه الحكومة الصهيونية ومن خلال هذه السياسة الوطنية الموحدة للتأثير على معادلة الصراع والابتعاد عن سياسة الشكوى.

من جانبه، قال المختص في الشأن الصهيوني إيهاب جبارين :"أن بن غفير وضع في جيبه كل الشروط التي من خلالها سيحكم الضفة الغربية المحتلة، وعمليات القتل في الضفة المحتلة لا يوجد حولها أي مسائلة أو عقوبة قانونية، موضحاً أن قاتل شيرين أبو عاقلة لا زال طليقاً.

وأضاف جبارين خلال تصريحات صحفية:"على مستوى الأخطاء التي يرتكبها جيش الاحتلال لا يوجد أي مسائلة أصلاً، متسائلا في ذات الوقت بكيف سيكون المشهد بعد إقرار قانون يعطي الشرعية لجنود الاحتلال بإطلاق النار تجاه الشبان في الضفة المحتلة بحيث تكون أصابعهم بشكل مستمر على الزناد".

وبخصوص القانون والتعارض بين نتنياهو وبن غفير، أوضح جبارين أن نتنياهو ليس أقل تطرفاً من بن غفير ولكنه سيعمل على التحكم في تصرفات بن غفير والذي وصفه بأنه "شعبوي"، مبيناً أن نتنياهو يريد أن يكون فترة ولايته هادئة ودون أي مشاكل.

عدة سيناريوهات

وتوقع جبارين أن يكون هناك سيناريوهان للمرحلة المقبلة، الأول هو تصعيد إسرائيلي فلسطيني، والسيناريو الثاني نتيجة ووجود أصوات متمردة في الجهاز الأمني الصهيوني ففقد استقال الرجل الثاني في شرطة الاحتلال الذي لا يريد أن يخدم تحت سلطة بن غفير، متوقعاً أنه من الممكن أن يتأجج صراع "صهيوني صهيوني" داخلي نتيجة الخلافات الموجود وطريقة توزيع الصلاحيات وتداخلها.

وأوضح جبارين، أنه خلال أي فترة من الفترات من الممكن لنتنياهو أن ينضم لأي من الأحزاب الأخرى في حال وقع خلاف بين نتنياهو وبن غفير، منوهاً إلى أن ذلك يبقى احتمالاً قائماً كما حدث في المرات السابقة وإبان الحكومات الصهيونية السابقة.

جدير ذكره أنه خلال الآونة الأخيرة نفذت قوات الاحتلال عشرات عمليات الإعدام الميدانية بحق شبان فلسطينيين تحت حجج واهية ودون أي مبرر وليس آخرها إعدام الطفلة جنى زكارنة في مدينة جنين بدم بارد.

كلمات دلالية