خبر هذه ليست صفقة رزمة هذه رزمة ناسفة- هآرتس

الساعة 09:16 ص|19 مايو 2009

بقلم: نحاميا شتريسلر

 (المضمون: اضاع رئيس الحكومة نتنياهو ووزير المالية شتاينتس فرصة ممتازة لاحداث تغييرات عميقة في السياسة الاقتصادية - المصدر).

اليوم اصبح الامر رسميا. اسرائيل تمر في حالة ركود. الاقتصاد الاسرائيلي ينكمش والبطالة في ارتفاع والصادرات في تراجع والاستثمارات هابطة والاستهلاك الشخصي في انخفاض – والتضخم يرفع رأسه. في ظل هذا الوضع التعيس كنا بحاجة لخطة اقتصادية جريئة وشجاعة وميزانية من العرق والدموع، ورئيس وزراء ذو عمود فقري قوي ووزير مالية خبير في هذا المجال ولكننا حصلنا على عكس ذلك بالضبط: ميزانية سيئة من دون بشائر خيرة ومن دون اصلاحات ومن دون محركات للنمو والازدهار ومن دون راية ترفرف. حصلنا على رئيس وزراء ضعيف صاحب التواءات وذو قابلية للضغط ووزير مالية حاضر غائب.

المؤشرات الاولى المثيرة للقلق اتتنا عندما شكل بنيامين نتنياهو حكومته – اكبر حكومة في تاريخ اسرائيل – في الفترة التي نحتاج فيها للادخار والتوفير. هذا كان مؤشرا واضحا للجميع – هيا خذوا فهناك مالا وصاحب البيت قد فقد صوابه.

حقا، قد حظيت كل الاحزاب باتفاقيات ائتلافية استثنائية. هذه كانت مبيعات اخر الموسم: زيادة مخصصات الاطفال بـ 1.4 مليار شيكل وزيادة مخصصات الشيخوخة بـ 900 مليون شيكل وتمديد فترة مخصصات البطالة وتقليص الرسوم الادارية في صناديق التقاعد القديمة. 100 مليون شيكل للجمعيات وغيرها من البنود الكثيرة الملائمة لايام النمو والازدهار وليس للايام السوداء. كل هذه الامور اشارت الى ان رب البيت يهتم في مقعده فقط وانه مستعد لدفع اي ثمن مقابل الحفاظ عليه. الامر الذي لم توافق عليه تسيبي وزعه بيبي بالدلاء. بعد ذلك جاءت المفاوضات حول الميزانية العامة، هذه العملية التي تمت بصورة فوضوية حيث تغيرت الخطط والارقام خلال الساعات وفقا لشدة الضغوط – ولكن هذا الامر ليس هو الامر الرئيسي. النتيجة هي المخيفة.

الراية الاكثر شهرة بالنسبة لنتنياهو كانت الانتقال من المخصصات للعمل. ميزانية 2009 فعلت عكس ذلك بالضبط. هناك ارتفاع في المخصصات والضرائب. ليس هناك ضريبة دخل سلبية وليس هناك توسيع لخطة فيزسكونسن أي المزيد من المخصصات – وتقليلا للعمل.

الراية الثانية التي رفعها بيبي كانت مكافحة "هستدروستان" و "مسؤولوستان" اي مكافحة ظاهرة قوة الهستدروت وظاهرة قوة المسؤولين في المالية. ولكن الهستدروت زاد من سيطرته على الاقتصاد "السمين" بدرجة كبيرة وازداد سمنة اكثر واكثر.

المالية ادارت مفاوضات مع عوفر عيني للتوصل لصفقة رزمة تتضمن تجميد الرواتب لعام ونصف الامر الذي يعني توفير 4 مليارات شيكل من الميزانية الا ان نتنياهو قام باستبدال ممثلي المالية في المفاوضات بأوري يوغاف – فسقطت السدود. بدلا من تجميد الرواتب حصلنا على شيء سخيف يسمى "تنازل عن نصف مستحقات النقاء" وكان البديل مذهلا: التخلي من خطط الخصخصة، ومن "الاقتطاعات المالية" ومن تنفيذ عشرات الاصلاحات في مجال الاتصالات والماء والمجاري والنقل العام والسياحة والتربية والطاقة والامن والسلطات المحلية. لانه هذا ما اراده عيني مملك الملوك.

حصل الجيش الاسرائيلي على زيادة على الميزانية برغم التصريحات. واحتفل ارباب الصناعة ايضا؛ فقد حصلوا من نتنياهو على 2.5 مليار شيكل فوق المخطط الاولي، لان شراغا بروش جزء من "الطاولة المستديرة" الاثمن في العالم. وعندما لا توجد اصلاحات ولا توجد خصخصة وترتفع الضرائب – فلا توجد محركات نمو وتنخفض قدرة الجهاز الاقتصادي على المنافسة. هذه صفقة رزمة غريبة جدا: فالحكومة تعطي وعيني وبروش يأخذان. حصلنا بدل صفقة الرزمة على رزمة متفجرة.

كانت الراية الثالثة التي مزقت هي راية النفقة الميزانية. منذ 1985 الى اليوم لم يوجد وضع قررت فيه الحكومة زيادة النفقة بـ 1.7 في المائة، لكن رئيس الحكومة استسلم وزاد النفقة بـ 3 في المائة. كذلك العجز الميزاني (6 في المائة) في 2009 و (5.5 في المائة في 2010 ) لم يوجد له مثيل من قبل في مقداره وهو خطر حقا.

معنى ذلك انه يجب على الدولة ان تجند في غضون سنة او سنتين مبلغا ضخما يبلغ 80 مليار شيكل، وهو الامر الذي سيزيد الدين العام ويفضي افضاء حتميا الى خفض تدريج اعتماد اسرائيل ورفع نسب الفائدة. هذه ضربة قاتلة لقطاع الاعمال، والنمو والعمل. ربما يدرك الجمهور العريض ذلك عندما ترتفع الفائدة على القروض السكنية لكن ذلك سيكون متأخرا جدا.

يوجد لرئيس الحكومة ووزير المالية فرصة واحدة لاحداث انقلابات وتغييرات – في بدء الولاية وعندما توجد ازمة وقد اضاعا الفرصة. فالخطة التي عرضاها تفضي بنا الى ركود وبطالة اشد عمقا بل الى خطر فقدان الاستقرار. هذه اضاعة فرصة مصيرية لنتنياهو وشتاينتس.