خبر كيف يمكن تعيين الأشخاص المناسبين للقيادة في يهودا والسامرة -هآرتس

الساعة 09:16 ص|19 مايو 2009

بقلم: أمير اورن

المضمون:  على نتنياهو ان يتعلم من الامريكيين كيفية اختيار الاشخاص المناسبين لتغيير الاوضاع بدلا من تعليمهم كيفية معالجة قضية ايران - المصدر).

في اللقاء الذي سيجري اليوم بين وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس وبنيامين نتنياهو، من المتوقع ان يركز هذا الاخير على بديل التصدي العسكري للمشروع النووي الايراني، رغم ان موقف غيتس معروف ومن الممكن اختصاره بكلمة واحدة (لا) او اثنتين (لا في الوقت الحالي) او ثلاثة (لا في فترة خدمتي). الدرس الذي يمكن لنتنياهو ان يتلقاه من غيتس في مجال مختلف تماما: التعيينات للاشخاص الذين يطبقون السياسة.

احاديث غيتس اللين مضلل. هو ليس شخصا هينا بل هو قاس في طبعه. ومن حوله توجد سلسلة طويلة من كبار المسؤولين في البنتاغون والضباط في رتب عليا جدا – رئيس الطواقم المشتركة في جيش الولايات المتحدة، قائد المنطقة الوسطى، قائد سلاح الجو – هؤلاء الذين لم يلبوا بسرعة وحماس تعليماته وتمتت ازاحتهم لصالح رفاقهم الذين يفهمون في هذا الامر.

في الاسبوع الماضي اقال غيتس قائد قواته في افغانستان الجنرال ديفيد ماكيرنان لصالح ضابط العملياات الخاصة ستانلي مكريستيل الذي يتوجب عليه ان يحدث انعطافة في افغانستان على غرار ما فعله في العراق في العامين الاخيرين الجنرال ديفيد بتراوس والذي عين هو الاخر من قبل غيتس.

ماكيرنان طرح بصفته قائدا عسكريا اعتياديا ومحافظا جدا. ازاحته عن المنصب تشير الى بعد شخصي ايضا: في حرب 2003 التي سعت لاسقاط صدام حسين كان بتراوس قائد فرقة خاضعة لقائد اعلى هو ماكيرنان. منذ ذلك الحين ترقى بتراوس وقد اصبح بفضل منصبه الحالي كقائد للمنطقة الوسطى قائدا لقائده السابق.

غيتس ترعرع في داخل الجهاز الحكومي من رتبة رائد في استخبارات سلاح الجو حتى رئاسة السي.اي.ايه. هو لم يعد لخدمة الدولة كما طلب منه جورج بوش فقط من اجل قضاء وقت لطيف كعزيز على الجهاز. بوش كلفه بايقاف النزيف في العراق. غيتس من جانبه ازاح القائد الذي كان يسير متعثرا هناك الجنرال جورج كيسي لصالح ترقية (وهمية) كرئيس لهيئة اركان القوات البرية – تماما كما فعلوا الجنرال وليام ويستمورلند في فيتنام – وارسل بتراوس الى بغداد. اوباما حول افغانستان الى جهده الاساسي ولذلك يقوم غيتس الان باخراج ماكيرنان من منصبه ويراهن على بتراوس.

في ساعات الطوارىء ليس هناك وقت طويل للسير وفقا للاقدمية وغيرها من الاعتبارات. هناك حاجة في مثل هذه الحالة لانجازات فورية على مدى اشهر وسياسة جديدة ومثل هذه السياسة تتعطش لاشخاص جدد. صحيح ان عليهم ان يكونوا من داخل الصفوف وان يكونوا ناضجين ومؤهلين وليسوا مبتدئين الا ان السياسة تفعل فعلها في هذا المجال. الحكمة تتمثل في المسارعة لايجاد الاشخاص الذين يسيرون وفق الخط الجديد من بين الاختيارات الداخلية المطروحة.

هذا يبدو مسألة بديهية للوهلة الاولى . ولكن في اسرائيل نادرا ما يتجرأون على التصرف على هذا النحو. دافيد بن غوريون وحده كان من هذا الطراز عند تعيينه لرئيس هيئة الاركان وقادة الاذرع وكذلك موشيه ديان خلال تعيينه للحكام العسكريين في المناطق وموشيه ارنس الذي تحقق من الجنرالات الطموحين من خلال ميزان حرارة حتى يتأكد من انهم مثله مصابين بحمى المناطق.

التقدم في العملية السياسية سيستوجب اخلاء بؤر استيطانية وبعد ذلك يأتي دور المستوطنات لقائد المنطقة الوسطى ومنسق العمليات في المناطق وقائد فرقة يهودا والسامرة وللالوية التي تخدم في المنطقة تأثير كبير في المستقبل على نوعية وجودة تنفيذ الاوامر ودرجة النجاح التي سيتم تحقيقها عشية المجابهة مع المستوطنين والخشية من رفض اوامر الخدمة في صفوف القوات. نفس الشيء يقال عن ضباط الشرطة كقائد لواء يهودا والسامرة وحرس الحدود هذان التعينان اللذان يحتاجان مصادقة وزير من "اسرائيل بيتنا".

التعيينات العسكرية الحساسة تستوجب من نتنياهو وايهود باراك ان يقللا من اجراء المقابلات وان يتدخلا في قرارات رئيس هيئة الاركان جابي اشكنازي. ما الذي يسأل عنه مثلا في هذا السياق المرشحون لاستبدال قائد المنطقة الوسطى جابي شمينه او قائد فرقة يهودا والسامرة اللواء نيتسان آلون؟ ليس هناك دليل في خدمة نيتسان كقائد لوحدة هيئة الاركان الخاصة او خلال خدمته في شعبة الاستخبارات العسكرية على مناعته ان علق في مجابهة مع المستوطنين.

بدلا من تضييع طاقته على المساعي العقيمة لاقناع غيتس بالسماح له بمهاجمة ايران وتبني رواية الليكود للصراع الاسرائيلي مع الفلسطينيين، يفضل ان يقوم رئيس الوزراء نتنياهو باستجلاب الطريقة القاسية ولكن الاكثر نجاعة من البنتاغون بتعيين الاشخاص المناسبين لتنفيذ السياسيات – هذا ان كانت هناك نية حقيقية لتنفيذها.