خبر وهم الدماغ المنفلت-هآرتس

الساعة 09:14 ص|19 مايو 2009

بقلم: موشيه أرنس

 (المضمون: على اسرائيل ان تكف عن تعليم الولايات المتحدة في قضية ايران وان تركز على شؤونها الا ان سألت عن رأيها - المصدر).

ادعاءات قادة اسرائيل العنيدة بان السلاح النووي بيد ايران وتهديد بمحرقة جديدة وان من الواجب التحرك من اجل منع ايران من الوصول الى القدرة النووية باي ثمن – ادى الى ما كان متوقعا سلفا. الاقتراح الذي لم يكن بامكان القيادة الاسرائيلية ان تعارضه. موافقة على حل الدولتين مقابل التزام الولايات المتحدة بمعالجة التهديد الايراني.

هذا جنون فعلا، ولكنه الواقع. الغر ابتلع الطعم والصنارة معا. والامر لا يقتصر على الغر في حقيقة الامر. ايضا اولئك الذين يعتقدون ان وضع اسرائيل سيكون سيئا جدا ان لم تقم الدولة الفلسطينية – حصلوا على استجابة لاحلامهم. أمن اسرائيل ودولة فلسطينية في رزمة واحدة.

من يقترح على اسرائيل صفقة "فاوست" هذه؟ هذا الشخص ليس مسؤولا رسميا في واشنطن لا بل ان الاشاعات التي تتوارد من وراء البحر تشير الى ان هذا ما ينتظر بنيامين نتنياهو مع وصوله الى العاصمة الامريكية ولذلك يفضل ان يكون جاهزا لمواجهة هذه المعضلة.

من المعتقد ان الاشاعات تترك اصدائها في اسرائيل بفضل اولئك الذين يقومون بنفض اياديهم بترقب وانتظار لذلك، معتقدين ان نتنياهو لن يستطيع رفض صيغة الدولتين للشعبين السحرية، تلك الصيغة التي رفض قبولها عندما حاولت تسيبي لفني ابتزاز موافقته عليها كشرط لانضمامها للائتلاف.

من الواضح ان هذا الاقتراح ليس اكثر من وهم دماغ منفلت، او ربما اشاعة تم تسريبها في محاولة لحشر رئيس وزراء اسرائيل في الزاوية. ايران النووية هي مشكلة خطيرة للولايات المتحدة حتى من دون التطرق للتهديد الكامل في ذلك بالنسبة لاسرائيل. كل المشاكل الاخرى المطروحة على جدول اعمال اوباما تتقزم بالمقارنة مع هذه المشكلة. من السخافة الاعتقاد على الولايات المتحدة معالجة المشكلة او عدم معالجتها وفقا لموقف اسرائيل. الولايات المتحدة ستضطر للتحرك في هذه القضية في كل الاحوال.

تسريب الاشاعات المغرضة قبل زيارة شخصية اسرائيلية بارزة لواشنطن هو مسألة قديمة. هذا جزء من منظومة تهدف الى تخفيف الشخصية وممارسة الضغط على اسرائيل في الساحة السياسية المحلية حتى يكون هذا الشخص عند اللقاء جاهزا للتأثير عليه.

العبرة التي تعلمها قادة اسرائيل الذين زاروا واشنطن خلال السنوات هي: تجاهل الطريقة والتمسك بالمواقف الافضل بالنسبة لاسرائيل . في الواقع حل الدولتين هو وهم ولا احتمالية لتطبيقه اليوم او في المستقبل المنظور. لن يكون السلام في منطقتنا ممكنا طالما لم يتم القضاء على الارهاب الفلسطيني قضاء مبرما.

في المقابل، التركيز العنيد من قبل المتحدثين الاسرائيلين على التهديد النووي الايراني ليس مجديا وربما يكون ضارا. نتنياهو لا يمتلك معلومات جديدة لاعطائها لاوباما حول تطوير السلاح النووي الايراني. اوباما قد حصل على المعلومات في هذه المسألة من اعوانه. تبادل المعلومات الاستخبارية بين امريكيا واسرائيل وفر له المعلومات الموجودة بحوزة اسرائيل. كل الادعاءات مع او ضد الهجمة العسكرية الامريكية سمعت من قبل مستشاريه مرات كثيرة، وقد فعلوا نفس الشيء بصدد التقدم المحتمل الذي سيتم التوصل اليه في القنوات الدبلوماسية او عبر العقوبات الاقتصادية التي ستفرض على ايران.

اوباما سمع كل ذلك وسيكون عليه ان يقرر ويحسم طريقة التحرك التي تستجيب لحاجة الدفاع عن المصالح الامريكية. ليس لاسرائيل ما تكسبه بل هناك الكثير مما تخسره، ان ساد الانطباع في امريكا بانها تحاول جرها بمغامرة عسكرية جديدة في ايران. كل هذا قد يلحق ضررا بعيد المدى بعلاقات امريكا – اسرائيل.

على اية حال قرار البيت الابيض لن يعتمد على ادعاءات المتحدثين الاسرائيليين. لذلك من الافضل ترك هذه القضية، الا ان سألونا عن رأينا.