خبر عباس لكل منتقدي تشكيل حكومة موسعة برئاسة فياض: « هذه حكومتي »

الساعة 05:23 ص|19 مايو 2009

فلسطين اليوم-الشرق الأوسط

أكدت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، استأنف بشكل مكثف مشاورات تشكيل حكومة جديدة موسعة يرأسها سلام فياض، وذلك بعد أن عرقلت حركة فتح تشكيل هذه الحكومة عدة أيام. وعلم أن عباس، يصر على تكليف فياض بتشكيل هذه الحكومة برغم معارضة قادة في حركة فتح، يناصبون فياض العداء، ويدعون إلى استبدال شخصية فتحاوية به.

 

وبحسب المصادر، فإن عباس يجري مشاورات كذلك مع قادة في فتح، في محاولة لحسم الخلاف حول حكومة فياض، وقال أمين مقبول، عضو المجلس الثوري لحركة فتح لـ«الشرق الأوسط»، إن «المشاورات تشمل أسماء من سيشارك من فتح». وقال مصدر آخر، «سيرشح عباس شخصيا بعض المحسوبين على الحركة».

 

وأبلغ عباس كل منتقدي الحكومة من قادة فتح، في أكثر من اجتماع خلال اليومين الأخيرين، «هذه حكومتي». ويسعى عباس لتشكيل الحكومة الموسعة قبل زيارته المرتقبة إلى واشنطن خلال أيام.

 

وكان فياض فشل في إقناع بعض الشخصيات المحسوبة على فتح، أو فصائل منضوية تحت إطار منظمة التحرير، مثل الجبهة الشعبية، وحزب الشعب، ومستقلين، بالمشاركة في حكومته، وهو ما اضطره إلى تأجيل الإعلان عنها، خصوصا أن ذلك ترافق مع حملة من قادة فتح لإحباط تشكيل الحكومة.

 

ويتضح من عدة اتصالات أجرتها «الشرق الأوسط» مع قياديين في فتح، أن الحركة منقسمة بشأن المشاركة، وليس لديها موقف واحد، وقال مصدر في كتلة فتح البرلمانية، التي أعلن رئيسها، عزام الأحمد، مقاطعة الكتلة لحكومة فياض، «الرئيس هو من يقرر إذا ما كانت فتح تشارك أو لا، وليس أي أحد آخر». وقال مصدر آخر «هذه حكومة أميركية ولا علاقة لفتح بها». أما مصدر ثالث، فقال «حتى إذا لم تشارك الحركة بقرار رسمي فإن محسوبين عليها سيشاركون بقرار من عباس». وأوضح مقبول «هذه مواقف شخصية، وموقف الحركة يصدر عن المجلس الثوري واللجنة المركزية، وهما أوصيا الرئيس بإجراء تعديل على حكومة فياض وبمشاركة واسعة لفتح وهذا لم يتغير».

وتشهد حركة فتح حالة من الاستقطاب والمواجهة الحادة داخل الحركة، بين تيار يقوده الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ويدعمه معظم قادة فتح في الداخل، تيار يقوده أغلبية في اللجنة المركزية لحركة فتح، التي تمثل إلى حد كبير الخارج.

 

وعلمت «الشرق الأوسط» أن قادة في اللجنة المركزية للحركة، بينهم أبو ماهر غنيم، وفاروق القدومي، يسعون لتشكيل جبهة داخل الحركة في مواجهة الرئيس الفلسطيني، بينما قرر عباس أن يمضي في تطبيق قراراته.

 

وكانت اللجنة المركزية لفتح، دخلت في مواجهة مع عباس عقب حله اللجنة التحضيرية لمؤتمر فتح السادس التي كان يرأسها غنيم، وإعلانه عن عقد المؤتمر في الداخل في أول يوليو (تموز)، بخلاف ما أعلنته التحضيرية بأنها ستعقد المؤتمر في الخارج فردت المركزية على عباس بإصرارها على عقد المؤتمر في الخارج، ومن ثم دعت اللجنة التحضيرية لاجتماع للمركزية في أول يونيو (حزيران) في عمان بحضور أبو مازن. وكان حكم بلعاوي، أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، المحسوب على عباس، شن هجوما، أول من أمس، على قرارات اللجنة التحضيرية للمؤتمر السادس لفتح، واعتبرها تجاوزا لصلاحيات اللجنة. وأضاف «إن هذه اللجنة ليس من صلاحياتها إصدار هذه الدعوة، وإنما الدعوة لهكذا اجتماع تصدر عن الرئيس القائد العام أبو مازن ولذلك من الأفضل توخي الدقة والأمانة والمسؤولية عند اتخاذ أي قرار وفق الأصول والمسؤولية».

 

 وكشفت المصادر أن غنيم، الذي بات يحظى بدعم كبير من أحمد قريع، مفوض الحركة في الداخل، والجنرال نصر يوسف، الذي يمثل مجموعة كبيرة من العسكريين، تواصل أخيرا مع قادة الداخل بشكل أكبر، لحسم «الخلاف» بينه وبين عباس.