يوم المعلم الفلسطيني ..شهداء ودروع ومحاربين من نوع آخر وحقوق ضائعة حتى اللحظة

الساعة 08:42 ص|14 ديسمبر 2022

فلسطين اليوم

تحتفل فلسطين في الرابع عشر من من كانون الأول ككل عام بيوم المعلم الفلسطيني ، لما للمعلم من دور وطني في بناء كافة أبناء شعبنا ، وهو ما ظهر جلياً بين كافة أرجاء الدول العربية التي اعترفت صراحة بأن المعلم الفلسطيني من أفضل المعلمين في الوطن العربي .

معلمان ارتقيا برصاص الاحتلال خلال العام الجاري جراء الاحداث الجارية في الضفة المحتلة والاشتباكات المستمرة مع قوات الاحتلال ، ليلحق الشهيد المُعلم محمد عوض أبو كافية (٣٧ عامًا) من سكان بيت إجزا غربي القدس، الذي ارتقى في 25/9/2022 ، بركب غيره من الشهداء ، وليتبعه الشهيد محمد كامل الجعبري ، الذي ارتقى برصاص الاحتلال الإسرائيلية في 30 من أكتوبر العام الحالي .

المعلمون في فلسطيني لم يقتصر دورهم على التعليم فقط فبعد أن اختلطت دمائهم بالأوراق ، جاء دورهم لحماية الطلاب داخل المدارس ، حيث شكل المعلمون دوما الدرع الحامي للطلبة جراء اعتداءات قوات الاحتلال على المدارس وخاصة في الخليل ونابلس ، بالإضافة إلى دورهم في حماية المنهاج الفلسطيني من التحريف والتزوير والدفاع عن حقوقهم .

المعلمون في فلسطين ، وبالرغم من كافة الظروف شكلوا ولازالوا حتى اللحظة رقما ينافس كافة المسابقات الدولية والعالمية ويتربع معلميها في المراكز الأولى إلا أن تلك الجهود لم تتكلل سواء في الضفة أو غزة حتى اللحظة بما يليق بهم من حقوق ومكافئات مادية أسوة بباقي معلمي العالم

لماذا يتم الاحتفال بهذا اليوم ؟

ويحمل هذا اليوم رمزية وطنية ترتبط جذورها بمحطة نضالية انطلقت منذ عام 1972 عندما تعرض عشرات المعلمين للقمع والتنكيل على أيدي سلطات الاحتلال الإسرائيلي لدورهم الوطني المتمثل بحماية العملية التعليمية من تدخل المحتل ومحاولاته فرض الوصاية عليها، إضافةً إلى مطالبتهم بحقوقهم النقابية العادلة؛ وصولًا إلى يوم الرابع عشر من كانون الأول من العام 1980م، بانطلاق أول مسيرة للمعلمين، متحديةً الاحتلال وحكمه العسكري من مدرسة المغتربين في البيرة باتجاه مبنى الحكم العسكري؛ فتعرض المعلمون  للضرب المبرح والاعتداء بالقوة المفرطة والاعتقال على أيدي جنود الاحتلال الإسرائيلي؛ ومن ضمنهم قادة اللجنة العامة للمعلمين والتي شكلت من خلال لجان لوائية من معلمي المدارس في كل محافظة، وبعدها أعلنت اللجنة العامة للمعلمين إضراباً متتالياً لمدة 75 يومًا؛ ما أدى إلى انكسار وانصياع سلطات الاحتلال لمطالب المعلمين.

سطر المعلمون الفلسطينيون تضحيات عظيمة لمنع تمرير مخططات سلطات الاحتلال في تهويد التعليم وتزوير التاريخ والجغرافيا الفلسطينية وكل محاولات التدخل في العملية التربوية، وسجلوا مواقف وتحديات جسام خلال الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الأولى، أثناء إغلاق سلطات الاحتلال المستمر للمدارس والجامعات الفلسطينية- باللجوء إلى التعليم الشعبي؛ من أجل الحفاظ على سير العملية التعليمة الوطنية آنذاك، متحدين فيه جبروت الاحتلال الذي حاول قمعه بشدة وبشكل وحشي؛ إضافةً إلى نضالهم الوطني والنقابي في الدفاع عن قضية شعبنا الفلسطيني؛ ليرتقي من بين صفوفهم الشهداء، ويسقط الجرحى ويزج بأعداد كبيرة من أسودهم في سجون الاحتلال، لكنهم بقوا متسلحين بالإرادة والعزيمة، يحرسون الحلم الوطني ويزرعون الأمل في نفوس أبنائنا. إنهم الشريحة التي عاركت بعلمها وعزيمتها قسوة الحياة فأحالتها سراطا يشق عباب الظلام والجهل والعبودية. فقهرت المستحيل، دون أن ينال أحد من عزيمتها.

 

 

 

كلمات دلالية