لماذا جاءت دعوات قــادة المستوطنين لـ"سموتريتش" بضمِ الضــفة المحتلة بهذا التوقيــت.. وهل ستُشعل الضفة..؟!

الساعة 05:43 م|08 ديسمبر 2022

فلسطين اليوم

دعواتُ المستوطنين لـ"سموتريتش" بضمِ الضفة الغربية لكيانِ الاحتلال كما الجولان المحتل جاءت في إطار السعي المستمر والدائم لقادة المستوطنين الصهاينة في الضفة لضم أراضي الضفة المحتلة في مخططٍ خبيثٍ وخطير جاء بعد أيامٍ قليلة من تولي المتطرف سموتريتش مهام الضفة الغربية المحتلة في جيش الاحتلال، فالتوقيت لهذه الدعوات يعكسُ حجم المؤامرة التي يُحيكها هؤلاء المتطرفون للأرض الفلسطينية في الضفة المحتلة؛ خاصة بعد تولي كل من بن غفير وسموتريتش مهام الأمن في الضفة المحتلة واللذان ينتظران الفرصة المناسبة لتحقيق مطامع المستوطنين، كما يرى العديد من المحللين.

الكاتب والمختص في الشأن الصهيوني عصمت منصور، اعتبر أن دعوة المستوطنين المتطرفين لضم الضفة الغربية المحتلة كما حدث مع "الجولان" المحتل بأنه أمر ليس غريباً على هؤلاء في ظل أن وجود سموتريتش على رأس وزارة "الأمن الصهيوني" ويعتبره المستوطنون بأنه الأمل ورأس الحربة في تحقيق مشروعهم الاستيطاني والتوسعي القائم على ضم الضفة لكيان الاحتلال.

دعوة خطيرة جداً

وأوضح المختص منصور خلال حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن نتنياهو أعطى سموتريتش كامل الأدوات التي مكنته من إعطاءه الصلاحيات للإدارة المدنية وما يعرف بمنسق أعمال حكومة الاحتلال في المناطق، كما أعطى شريكه بن غفير صلاحيات "حرس الحدود".

وبين المختص أن دعوة رؤساء مجالس المستوطنات تأتي في توقيت حرج يمتلك فيه المستوطنون كافة الأدوات التي تمكنهم من تنفيذ قضية ضم الضفة، معتقداً أن هذا الأمر يجعل من دعوتهم في هذا الوقت دعوة يمكن وصفها بـ "الخطيرة جداً"

تنفيذ سريع وصامت للضم

وتوقع منصور أن يقوم المستوطنون وجيش الاحتلال بقيادة سموتريتش أن يقوموا بتنفيذ مخطط الضم بشكل سريع ولكن بشكل خفي وصامت و"غير معلن" في ذات الوقت، مبيناً أن سموتريتش لايريد أن يدخل في صدامات ونتنياهو سيضغط عليه بشكل كبير جداً أنلا يدخل في صدام مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والعالم.

من جانبه، رأى الكاتب والمحلل السياسي أحمد رفيق عوض، أن عملية الضم التي يسعى الاحتلال ومستوطنيه تتركز على ضم منطقة "ج" وهي خطة معلنة أصلاً والمستوطنين يسعون لتحقيق مساعي سموتريتش، الذي أكد أنه مع فكرة الضم ولكنه ينتظر الفرصة المناسبة، معتقداً أن المستوطنين يريدون مساعدتهاتحقيق برنامجه الذي نادى به بضم مناطق "ج".

إشعال الأرض

وقال عوض خلال حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية":"إن سموتريتش فعلياً هو الذي سيحكم الضفة وهو سيشعل الأرض ويدفع كيان الاحتلال للاصطدام مع الفلسطينيين، متوقعاً أن تعارض الولايات المتحدة لفكرة ضم الاحتلال للضفة الغربية المحتلة وفكرة الضم سيعارضها العديد من الدول الأخرى مثل الأردن ودول الأقليم والمعارضة الصهيونية.

وأوضح أن المتطرفين الصهاينة يعملون على تفكيك الضفة الغربية بشكل تدريجي والتوسع بالاستيطان من خلال المس بحياة الفلسطينيين اليومية وتهويد القدس والعمل على "أسرلة" المسجد الأقصى المبارك وهي أهداف معلنة للمستوطنين، مشيراً إلى أن السكان الفلسطينيين سيكونون تحت الاحتلال والسيطرة العسكرية الصهيونية وسياسية الفصل العنصري "الابارتهايد" كما هو حاليا في البلدة القديمة من مدينة الخليل، و فكرة الضم لن تعطي السكان الفلسطينيين حقوق المواطنين الصهاينة العادية.

دعوات قادة المستوطنين

وكان عبر العديد من قادة المستوطنين، اليوم الخميس، عن رضاهم من الصلاحيات التي حصل عليها رئيس حزب الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش، من وزارة الأمن الصهيونية، وتوليه المسؤولية عن الوحدتين العسكريتين التي تديران الاحتلال في الضفة – "الإدارة المدنية" و"منسق أعمال الحكومة".

ونقل موقع واي نت العبري عن رئيس مجلس مستوطنة "كارني شومرون"، يغآل لاهاف، قوله:" أخيرا جاء شخص وقال إنه يريد أن يكون وزيرا مدنيا وليس عسكريا، وعندها سيدير الهيئة العسكرية بمصطلحات مدنية، وفقط الآن يمدون خط مياه من مشروع المياه القطري".

وأضاف لاهاف "إن الخطوة الأولى التي يجب أن ينفذها سموتريتش هي إخضاع قوانين دولة "إسرائيل" على "الضفة" (يهودا والسامرة). ويجب ضم "يهودا والسامرة" مثلما ضموا هضبة "الجولان".

وقال رئيس مجلس مستوطنة "كدوميم"، حنانئيل دورني، قوله:" إن نقل المسؤولية عن الوحدتين العسكريتين إلى سموتريتش "خطوة ممتازة، ويوجد فرق كبير بين وجود هذه الصلاحيات بأيدي نتنياهو وبين نقلها من خلال تشريعات منظمة إلى أيدي سموتريتش".

وأضاف المتطرف دروني :"هناك قضايا بارزة مطروحة، بينها البناء وعقد اجتماعات لجان البناء في "الإدارة المدنية" والصراع ضد البناء (في القرى الفلسطينية) في المناطق (ج). وهذا كان عجز وزير "الأمن" السابق. وأنا أرحب بنقل هذه الصلاحيات إلى مسؤولية سموتريتش".

وبدوره قال رئيس مجلس مستوطنة "بيت إيل"، شاي ألون:" أنه نشهد موجة إرهاب قوية جدا، والواقع في (الضفة الغربية) موجود في القرن الـ19، ونحن بعيدون سنوات ضوئية عما ينبغي أن يحصل عليه السكان (أي المستوطنين) الذين هم ملح الأرض، وعددهم نصف مليون".

وأضاف ألون:" أنه عندما ننظر إلى عقد إلى الأمام ويصل حينها مليون (مستوطن) آخر، فإنه لا يوجد لدينا قدرة على الاستجابة لاحتياجاتهم، ومنذ 55 عاما يجلس هنا موظفون ويمنحون خدمات لسكان مدنيين (أي المستوطنين)، والحصول على طلبات من ضباط يبدو لي أنها قصة أقرأها من فترة حكم البريطانيين للبلاد".

وتابع ألون :"هذا الواقع يجب أن يتوقف، ولا يمكننا الحصول على خدمات من ضباط في الجيش، وهذا لا يمكن أن يحدث في دولة متطورة، والجميع تقاعس، وليس مهما هم من أي جانب، لأنهم لم يوفروا هنا خدمات ملائمة".

وتوقع أن يحصل على مساعدات في الأمور المدنية، مستائلاً لماذا يتعين على الجيش أن يتدخل في هذه الأمور؟ فهو لا يفهم فيها".

من جانبه، قال رئيس مجلس الأمن القومي الصهيوني الأسبق، الجنرال المتقاعد غيورا آيلاند، لـ"واينت" حول صلاحيات سموتريتش الجديدة:" إن يهودا والسامرة هي منطقة محتلة، وهذا ليس لأن اليسار يقول ذلك، ونقل صلاحيات إلى وزارات ليست وزارة "الأمن" هو تعريف للضم، وعندما تضم وتحتجز سكان يهود في ظروف معينة وسكان فلسطينيين في ظروف مختلفة، فهذا تعريف للأبارتهايد".

 

كلمات دلالية