خبر المفاوضات – عقبة على طريق السلام .. هآرتس

الساعة 08:06 ص|18 مايو 2009

المفاوضات – عقبة على طريق السلام .. هآرتس

بقلم: عكيفا الدار

عشية توجهه لقمة واشنطن، ادعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في معرض دفاعه عن نفسه انه رغم ان رؤساء حكومة اسرائيليين ثلاثة قد تبنوا صيغة "دولتين لشعبين"، الا ان الصراع الاسرائيلي الفلسطيني بقي على حاله بل وازداد حدة.

من الاجدر به ان لا يجرب هذا الادعاء في مواجهة الرئيس براك اوباما. خطوات اوباما الاخيرة والرسائل التي يطلقها اعوانه تشير الى ان العبرة التي استخلصوها من فشل الخطوة التي تم الاقدام عليها في البيت الابيض في ايلول 1996 تختلف تماما عن تلك التي توصل اليها نتنياهو. الادارة الامريكية خلافا لنتنياهو لا تلقي بالمسؤولية الاساسية على الجانب الفلسطيني. في احسن الاحوال هذا بالنسبة لنتنياهو تلقي هذه الادارة المسؤولية على الطرفين بصورة متساوية. استخلاص اوباما يجب ان يكون اذا خسارة على الوقت الذي يضيع في البحث عن حل جديد للصراع. من الافضل ان تركز الادارة على ايجاد روافع جديدة لتجسيد الحل القديم. معنى ذلك حشد وسائل جر وتطبيق اكثر نجاعة من تلك التي استخدمتها الادارتان السابقتان.

ولكن من المحتمل ان تأتينا بشارة اكثر سوءا من عدم استعدادية نتنياهو في لقائه مع اوباما لقبول حل الدولتين لشعبين: اتفاق الرئيسين على تعيين "طواقم عمل" حتى "تمهد الارض لاستئناف المفاوضات" على اساس حل الدولتين. هذه الصيغة تضمن بان يتمكن رئيس الوزراء الاسرائيلي القادم من القول بان هذه الصيغة البائسة قد قادت رؤساء حكومات اسرائيليين وثلاثة رؤساء امريكيين الى طريق مسدود. ان وقع اوباما في اغراء تبني آليات على شاكلة "طواقم العمل" و "خريطة الطريق" و "بيان انابوليس"، فقد يدخل التاريخ كرئيس امريكي قام بدق المسمار الاخير في نعش اتفاق اوسلو. "عملية السلام" كانت طوال 15 عاما ذريعة لاقامة اكثر من مائة مستوطنة وبؤرة استيطانية جديدة وتكثيف السكان في المستوطنات ليصل تعدادهم من 110 الاف الى 300 الف (من دون شرقي القدس).

حتى انقضى نتنياهو ومحمود عباس ما تبقى من ايامهما في التفاوض حول التسوية الدائمة – فمن دون وسيط فعال ونشط يضع على الطاولة خطة مفصلة فان حل  الدولتين الذي يطرحه اوباما، سيلقى نفس المصير الذي لقيه حل الدولة الفلسطينية لدى بوش. من دون قائد امريكي مزود بالعصي والجزر وآلية رقابة وجدول زمني مفصل، ستطوى مبادرة الرئيس الامريكي في غياهب النسيان في قرار مجلس الامن في صدد اقامة دولة فلسطينية الذي بادر له سلفه في البيت الابيض. من دون كل هذه الامور ستسخر ايران من مبادرة السلام العربية التي باعها قادة مصر والاردن وسوريا لاوباما.

اقناع الفلسطينيين والاسرائيليين بان قواعد اللعبة قد تغيرت فعلا، يستوجب من اوباما مطالبة نتنياهو اولا بتطبيق الاتفاق الذي وقعه رئيس وزراء اسرائيلي مع ياسر عرفات وبيل كلينتون. للتذكير: في الاتفاق الذي وقع في منتجع واي في اكتوبر 1998 تعهد نتنياهو بتسليم الجانب الفلسطيني 13 في المائة من مناطق ج (الخاضعة للسيطرة الاسرائيلية الامنية والمدنية )  - منها 1 في المائة للمنطقة أ (سيطرة فلسطيننية كاملة) و 12 في المائة من المنطقة ب  - (سيطرة امنية اسرائيلية وسيطرة مدنية فلسطينية) . نتنياهو تعهد ايضا باستئناف المفاوضات حول المكانة الدائمة للمناطق على اساس مسرع فورا وكذلك تجنب اي خطوة لتغيير مكانة المناطق.

نتنياهو سيدعي بالتأكيد ان احترام هذا الاتفاق سيؤدي الى سقوط حكومته ولكن في كتابه "اسرار حكومة" كشف داني نافيه سكرتير حكومة نتنياهو الاول ومبعوثه للمفاوضات مع الفلسطينيين النقاب عن انه في ذروة محادثات واي استلم نتنياهو استطلاعا سريا يظهر ان 46 في المائة من الجمهور اليهودي يؤيده مقابل 35 في المائة يؤيد باراك. ولكن نتنياهو تهرب من تنفيذ الاتفاق وتنازل عن فرصة اقامة حكومة وحدة وتراجع امام اليمين المتطرف وفقد ثقة الرئيس الامريكي وخسر الحكم باخر المطاف. استطلاع "هارتس" – ديالوغ – الاخير تؤيد اغلبية الجمهور اليوم ايضا الاتفاق مع الفلسطينيين على اساس الدولتين. اليوم ايضا مصير نتنياهو مرهون بيد رئيس الولايات المتحدة الامريكية.