مقاومة الضفة هدر لا ينضب ..وقود اشعل فتيله أبطال صناديد لن تطفؤه عمليات الاحتلال

الساعة 12:26 م|07 ديسمبر 2022

فلسطين اليوم

في كل مرة يحاول جيش الاحتلال "الإسرائيلي" بكل الأساليب والوسائل المتاحة لديه تصفية المقاومة أو تدجينها لفترة معينة في الضفة المحتلة والقدس، يتفاجأ بخروج مقاومين صناديد يجابهون قواته بشكل أعنف وأشد، وبأساليب مختلفة ومتطورة، ويكبدونها خسائر فادحة، تجعل كل محاولاته تبوء بالفشل.

معادلات الردع التي يسعى الاحتلال جاهداً إلى فرضها وانهاء المقاومة في الضفة والقدس المحتلين، تنقلب عليه، إذ إنه في كل عملية مداهمة للمدن والقرى والأحياء، وإقدامه على اعتقال واغتيال المقاومين، يقابلها في ذات الوقت عمليات فدائية نوعية، أو صيد ثمين على الحواجز العسكرية المنتشرة في الضفة المحتلة، كما فعل الفدائي الشهيد عدي التميمي ورفاقه من قبله في الضفة والقدس.

فبعد كل المحاولات "الإسرائيلية" اليائسة التي هدفت لإنهاء الحالة المقاومة المتصاعدة في الضفة بقيادة كتائب "سرايا القدس" اعترف جيش الاحتلال في تصريح له، بارتفاع عمليات إطلاق النار خلال الأسبوع الجاري، كما إنه فشل صباح اليوم بكل قواته العسكرية المدججة بالأسلحة والآليات اعتقال أحد المطلوبين له في نابلس بعد اقتحامها ومحاصرة عدد من أحيائها، كما اعترف بمحاولة اغتيال ضابط كبير بعد إطلاق النار على مركبته مساء أمس في الخليل.

الكاتب والمحلل السياسي والمختص في شؤون الصراع د. هاني العقاد يقول: إن الاحتلال الإسرائيلي ظنّ أنه باغتيال بعض من قادة المقاومة الفلسطينية سيُنهي ظاهرة المقاومة أو يُضعفها على أسوأ تقدير، لكنه لم يتوقع أن بفعلته فتح على نفسه "أبواب جهنهم" فهو أضحى لا يكف عن تلقي الضربات الموجعة من المقاتلين هناك بقيادة كتيبة جنين ونابلس وطولكرم وعرين الأسود وكتائب شهداء الأقصى.

وأشار د. العقاد في مقابلة خاصة بـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أن الاحتلال بات يخشى اقتحام واجتياح موسع للمدن المحتلة، خوفاً من ضربات المقاومة التي تنتظره بشغف، وهو ما حدث اليوم في نابلس بعدما فشل في اعتقال أحد المقاومين المطلوبين له، وخرج من المدينة مهزوماً يجر أذيال الخيبة.

ولفت إلى أنّ المقاومة في كل مرة تفند مساعي الاحتلال الهادفة إلى انهاء المقاومة، بانضمام مقاتلين جدد أشداء يستبسلون في مقارعة جيش الاحتلال عند اقتحام المدن أو اقتراف جريمة أو انتهاك بحق الفلسطينيين، قائلا: "الاحتلال لم يتمكن من انهاء حالة النضال الفلسطيني من عام 48، فهو في كل مرة يسعى لذلك، يصطدم بمقاتلين أشد عنفاً وأكثر فتكاً، وهو ما يؤرقه ويشتت استقراره".

وأشار إلى أن الالتفاف الجماهيري حول رجال المقاومة وحملة البنادق يزداد يومياً، فعند اجتياح مدينة أو مخيم أو حي، تجد العشرات من المواطنين يشكلون دروعا حامية لمقاتليهم وأحياناً يشاغلونهم بالمواجهة، حتى يتمكن الفدائيون من استهداف تلك القوات وإصابتها بشكل مباشر، وهنا يكمن السر في قوة المقاومة وعدم القدرة على تصفيتها.

من جهته، قال المختص في الشأن "الإسرائيلي" باسم أبو عطايا: إن الاحتلال لم ينجح في انهاء المقاومة في الضفة منذ احتلال الأرض الفلسطينية، على الرغم من عشوائيتها وبساطتها في ذلك الحين، متسائلا: "كيف يستطيع تصفيتها والقضاء عليها وهي كل يوم تزداد تطوراً وتنظيماً؟".

ونوه أبو عطايا في مقابلة خاصة بـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أن الاحتلال حاول بكل الطرق والوسائل المختلفة منذ احتلال فلسطين وحتى اليوم، انهاء المقاومة، لكنه في كل مرة يتفاجأ بقوة المقاومة وعنفوانها، وخروج مقاتلين أشد قوة وعنفاً، وذو بنية عسكرية وتنظيمية وجرأتهم في المواجهة والقتال.

وأشار إلى أن الاحتلال كان يقتحم المدن والأحياء بآلية عسكرية أو اثنتين، ويفعل ما يريد دون مواجهة حقيقية، أما الآن فتغيرت المعادلة وبات يحتاج إلى عربات عسكرية عديدة وطائرات مروحية وقوات خاصة من أجل أن يصل لهدفه في تلك المنطقة، وأحياناً كثر يفشل في ذلك.

 

كلمات دلالية