ما هي الرســــالة التي أرادت مقاومة غزة إيصالها للاحتلال عبر صاروخ الليلة الماضية؟

الساعة 11:04 ص|04 ديسمبر 2022

فلسطين اليوم

"لا صمت على جرائم الاحتلال المتكررة في الضفة والقدس المحتلتين"، تلك الجملة ليست محض شعارات رنانة، أو أقوال مأثورة، بل اتخذتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة منهجاً للرد على الانتهاكات "الإسرائيلية" المتواصلة عبر عمليات القتل والاعتقال والتشريد المستمرة، إذ إنه في كل مرة يتمادى فيها الاحتلال على المواطنين في المحافظات الشمالية والقدس، يقول المقاومون في المحافظات الجنوبية كلمتهم " لا للتفرد بمنطقة على حساب أخرى".

بشاعة جرائم الاحتلال، وإعدام الفلسطينيين على الهواء مباشرة في مناطق الضفة المحتلة، كما حدث مع الشاب الشهيد عمار مفلح في بلدة حوارة جنوب نابلس بعدما اغتاله جندي "إسرائيلي" على مرمى العالم بدون أي وجه حق، أمر يُحرك مشاعر أذرع المقاومة في قطاع غزة للرد على الانتهاكات الخطيرة، ليكون بعنوان "توحد الجبهات في غزة والضفة والقدس".

إعدام جندي "إسرائيلي" لشاب فلسطيني من مسافة صفر، في بلدة حوارة جنوبي مدينة نابلس أول أمس الجمعة، رفع عدد الشهداء الفلسطينيين برصاص الاحتلال إلى 10 في 72 ساعة، وهو ما يظهر استخدام قوات الاحتلال القوة المميتة ضدهم، فهل صاروخ أمس رسالة غزية لقادة الاحتلال، وهل الأجواء الأمنية تفرض تدخلاً حاسماً للمقاومة في غزة؟

يرى المختص في الشأن الأمن والعسكري د. محمود العجرمي، أن صاروخ ليلة أمس الذي أُطلق من غزة تجاه مستوطنات "الغلاف" رسالة "رمزية" لقادة جيش الاحتلال، بأن الاستمرار في سياسته المجرمة ضد أبناء الشعب الفلسطيني، لن تمر دون عقاب أو حساب.

وأشار العجرمي في مقابلة خاصة مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أن دعوة فصائل المقاومة في قطاع غزة، والوحدات المقاتلة في الضفة المحتلة، إلى تصعيد المواجهة، يدل أنهم سيدفعون الاحتلال الثمن جراء استمرار جرائمه في الضفة والقدس.

ووصف العجرمي، إعدام الفلسطينيين بدم بارد، بالسلوك الفاشي لقوات الاحتلال، واستباحة للدم الفلسطيني بتعليمات سياسيّه، وهو ما لم يصمت عليه قادة المقاومة، باعتبار أن غزة والضفة والقدس أرض واحدة لا تتجزأ، مشيراً إلى أن المقاومة ارست قواعد الاشتباك مع الاحتلال منذ زمن، وفرضت توازناً في الرعب، لذلك هو يتأنى قبل إقدامه على أي من مغامراته على قطاع غزة.

وخاضت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في العاشر من شهر مايو حتى 21 مايو/ 2021، معركة ضد الاحتلال "الإسرائيلي"، ووجهت له ضربات صاروخية في العمق على إثر اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى والمخططات "الإسرائيلية" لترحيل سكان حي الشيخ جراح في القدس.

الكاتب والمحلل السياسي المختص في الشأن "الإسرائيلي" أ. أيمن الرفاتي، اتفق مع د. العجرمي، على أن صاروخ ليلة أمس هو بمثابة رسالة غزية واضحة للاحتلال "الإسرائيلي" بأنها لن تسمح له بالتفرد بمدن الضفة، واستمرار ارتكاب جرائم القتل والخراب فيها.

ويعتقد الكاتب الرفاتي في مقابلة خاصة مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن ما جرى في قطاع غزة من إطلاق صاروخ صوب "الغلاف"، ربما يُفهم بأنه جزء من توحد الساحات، وتكاتف الجبهات الفلسطينية، لكن هذا الأمر يدور حوله نقاش فلسطيني داخلي حول كيفية مشاغلة والرد على جرائم الاحتلال، خاصة أن المقاومة في قطاع غزة تراكم قوتها وقدرتها العسكرية، ليكون أداءها في المعارك الكبرى كبيراً.

ونوه إلى أن صاروخ أمس حمل رسالة واضحة، بأن قطاع غزة حاضر فيما يحدث بالضفة المحتلة، وفي حال تمادى الاحتلال فإن المقاومة في غزة لن تبقى ساكنة وصامتة، كما إنه رسالة للحكومة اليمينية المتطرفة الجديدة، بأنّ غزة على أهبة الاستعداد في حال مواصلة جرائم الجنود والمستوطنين بحق الفلسطينيين في تلك المناطق.

وقال: "ربما يدور هناك نقاش بين مكونات الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، على أن يكون هنا رداً من القطاع أو الاستمرار بانطلاق العمليات الفدائية من الضفة المحتلة، بحيث يكون الرد أكثر قوة في وجه الاحتلال وإلحاق بحقه خسائر مادية وبشرية كبيرة، لكن المقاومة في القطاع عودتنا أنها تكون حاضرة في كل الأحداث ويمكنها أن تتحرك رداً على الانتهاكات المتواصلة بحق المواطنين".

وشنت طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" الحربية، فجر اليوم الأحد 4 ديسمبر 2022، سلسلة غارات على مواقع جنوب قطاع غزة، حيث قصفت بصاروخين على الأقل موقعاً غرب مدينة خان يونس، ما أدى إلى تدميره واشتعال النيران فيه وتصاعد ألسنة اللهب والدخان في المكان، وإلحاق أضرار بممتلكات المواطنين المجاورة، كما استهدفت أرضاً وموقعاً شرق مدينة رفح جنوب القطاع بصاروخين على الأقل، وألحقت دماراً وخراباً فيهما وبممتلكات المواطنين المجاورة.

 

 

 

 

 

 

كلمات دلالية