هرتسوغ في البحرين غدا.. واحداث كأس العالم تعري "اسرائيل"

الساعة 08:10 ص|03 ديسمبر 2022

فلسطين اليوم

 

لعلّه من سوء حظ النظام البحريني أن «زيارة الدولة» التي يقوم بها الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، غداً إلى المنامة، تأتي وسط ما تشهده فعاليات «المونديال» من انفجار للمشاعر الشعبية العربية والخليجية ضدّ التطبيع.

فالتناقض بين الحرارة التي يستقبل بها الملك حمد بن عيسى ضيفه، وبين ما جرى في ملاعب قطر، يعرّي نظام البحرين، وأيضاً الإمارات، التي سينتقل إليها هرتسوغ بعد زيارته «التاريخية» إلى المنامة، للقاء حليفه الآخر محمد بن زايد. لكن الأهمّ من التعرية، هو أن الإسرائيليين لن يتمكّنوا من توفير الأمن للنظامَين، في الوقت الذي لا يشعرون فيه بالأمان في الخليج هُم أنفسهم، كما أظهرت التهديدات بالقتل التي أطلقها ناشطون بحرينيون ضدّ الرئيس الإسرائيلي على وسائل التواصل الاجتماعي، ودفعت جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، «الشين بيت»، إلى اتّخاذ قرار بتعزيز الأمن حوله خلال الجولة

يمثّل نظام البحرين الذي يستقبل الرئيس الإسرائيلي، إسحق هرتسوغ، في المنامة غداً، حالة نافرة حتى بمقاييس التطبيع مع العدو، والذي تحاول أنظمة خليجية وعربية عديدة تمريره على شعوبها. لكن ما أظهرتْه فعاليات «مونديال قطر» من رفْض شعبي خليجي وعربي كبير للتطبيع، باغت تلك الأنظمة أكثر ممّا فاجأ الإسرائيليين أنفسهم، الذين ظنّوا أنهم سيأتون إلى قطر «فاتحين» نتيجة قرار الأخيرة إقامة خطّ جوي مباشر من تل أبيب لنقل «المشجّعين» إلى الدوحة، ليجدوا أن فلسطين الحاضرة في وجدان كلّ الجماهير العربية هي التي تُحاصرهم. وللبحرينيين بالخصوص أسباب إضافية لكراهية إسرائيل - التي تسعى إلى تحويل بلدهم إلى قاعدة عسكرية متقدّمة لها في الخليج -، باعتبار أن النظام المتحالف مع العدو، منفصل عن شعبه تماماً، وبالتالي لا يملك «ميزة» تحظى بها أنظمة خليجية مطبّعة أخرى، تقيم شرائح من شعوبها فصلاً بين موقفها الرافض للتطبيع، وبين التعامُل مع الحُكم نفسه.

ويبدو أن النظام البحريني بات يتصرّف على هذا الأساس؛ إذ يتعامل مع أعداء الاحتلال الصهيوني من مُواطِنيه على أنهم أعداؤه، كما تُبيّن إدانة الناشط البارز المعتقَل، عبد الهادي الخواجة، في إحدى المحاكم بتهمة «إهانة دولة أجنبية» هي إسرائيل، وكما أظهرت قبل ذلك، إقالة الوزيرة السابقة العضو في الأسرة الحاكمة، مي بنت محمد آل خليفة، من منصبها كرئيسة لهيئة الثقافة والآثار، لأنها رفضت مصافحة السفير الإسرائيلي في المنامة، إيتان نائيه، خلال مراسم عزاء لوالد السفير الأميركي لدى المنامة، في 16 حزيران الماضي. هكذا، يسير النظام البحريني الذي كان سقوطه حتمياً لولا تدخُّل القوات السعودية لقمع الانتفاضة الشعبية منذ بدايتها في 14 شباط 2011، في طريق الارتهان الكامل لدولة الاحتلال، مقابل الحصول على حماية إسرائيلية في الأساس، ومن ثمّ غربية، لأنه لم يَعُد يأمن تماماً بقاء النظام السعودي الذي يحتاج هو نفسه إلى حماية دائمة. ولذا، فإنه يسرّع الخطى في تسليم زمام الأمور، وخاصة في المجالَين الأمني والعسكري، للإسرائيليين، مع ما يُرافق ذلك من اتّفاقات تجارية، كاتّفاق التجارة الحرة الذي يجري التحضير لتوقيعه قريباً، بعد توقيع آخر مماثل بين تل أبيب وأبو ظبي في أيار الفائت. وعلى رغم أن هذه هي الزيارة الأولى لرئيس إسرائيلي إلى البحرين، إلّا أن مسؤولين إسرائيليين كثراً زاروا هذا البلد منذ توقيع «اتّفاقات أبراهام» في 15 أيلول 2020، بمن فيهم نفتالي بينت حين كان رئيساً للوزراء، ويائير لابيد عندما كان وزيراً للخارجية.

كلمات دلالية