عائلة الريماوي في صدمة لا يتحملها "أحد".. وأوضاع الضفة كرة ملتهبة تتدحرج

الساعة 06:34 م|29 نوفمبر 2022

فلسطين اليوم

لم يكن سهلاً على عائلة الريماوي في بلدة بيت ريما برام الله بالضفة الغربية المحتلة، أن تتلقى خبر استشهاد ابنيهما الشقيقين جواد وظافر، اللذان ارتقيا برصاص قوات الاحتلال "الإسرائيلي" خلال اقتحامه  مساء أمس، ورغم ذلك فقد استقبلت جثمانيهما بالزغاريد والورد.

الاستقبال الحاشد الذي شهدته جنازة الشهيدين وهما في العشرينيات من العمر، جاء تأكيدًا من المشاركين وهم بالآلاف على أن إرهاب الاحتلال لم يثني الشعب الفلسطيني في الدفاع عن قضيته العادلة، رغم التوغل الفاحش في إراقة الدماء، واتباع سياسة الترهيب والدمار.

وخلال الأربع والعشرون ساعة، سجلت وزارة الصحة الفلسطينية، ارتقاء خمسة شهداء برصاص الاحتلال ومئات الإصابات بجروح مختلفة، إثر اندلاع مواجهات عنيفة في مناطق مختلفة من قرى وبلدات ومدن الضفة.

ويصعد جيش الاحتلال بأوامر من الحكومة في "تل ابيب" وبتحريض من "الحاخامات" أصحاب الفكر المتطرف، من انتهاكاته ضد المواطنين في الضفة والداخل المحتل، ويعمل على قمعهم بقوة السلاح والعنف.

وشاركت والدة الشهيدين، جنازة تشييع ابناءها، ظافر، وهو طالب في السنة الثالثة بدائرة الحاسوب بالجامعة، وجواد الذي تخرج من كلية الأعمال والاقتصاد العام الماضي، إلى مثواهما الأخير في مقبرة البلدة، وهي تذرف الدموع وتتحسر ألمًا على فقدان فلذة كبدها الاثنين، أمام مرأى العالم الذي يقف متفرجًا على جرائم الاحتلال.

وتقول الوالدة التي احاطتها سيدات من العائلة والبلدة: " كبيرة صارت عليا يما،  كبيرة اتحمل يا جواد وظافر، اثنين لأ ما توقعت"، في إشارة منها إلى هول وعظم المصيبة والمشهد.

وتضيف رغم حالة الانهيار التي ألمت بها بعد أن سلب الاحتلال أولادها: "مش قادرة اتحملها يا حبايبي، أولادي راحوا، ومن حقي أن افرح فيهم، مش أدفنهم". وتؤكد أن الشعب الفلسطيني يريد العيش بحياة كريمة بعيدة عن ظلم الاحتلال.

وحمل المشاركون، جثماني الشهيدين على الأكتاف، وجابوا بهما شوارع البلدة، رافعين العلم الفلسطيني، ومرددين الهتافات الغاضبة والمنددة بالجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

وبعد أن تم دفنهما، بعثت شقيقتهما رؤى، رسالة للشباب الفلسطيني، بالتركيز على النضال والبارودة، وقالت إن: "ما تخلو دموع أمي تضيع هدر، أنا دكتورة بعالج الناس واليوم دفنت اخوتي".

وشدّدت على قداسة السير على نهج الشهداء في النضال ومقاومة الاحتلال وصولا إلى طرد الاحتلال وتحرير فلسطين كاملاً.

مراقبون ومتابعون، قد حذروا من خطورة الوضع الميداني والسياسي بأن الأمور ذاهبه نحو التصعيد، في ظل تهديدات الاحتلال بشن حملة عسكرية واسعة واستمرار الانتهاكات وسياسة الاغتيال وملاحقة المطلوبين.

وخلال الأربع وعشرين ساعة الأخيرة، وقعت ثلاث عمليات إطلاق نار ودهس استهدفت مستوطنين وجنود الاحتلال في الضفة، وذلك من أصل 49 عملاً مقاوماً جرى تنفيذها خلال هذه الساعات.

وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ مطلع العام الجاري، في الضفة ومدينة القدس، وقطاع غزة إلى 207 مواطنين، بينهم 5 مسنين و13 فلسطينية، بالإضافة لـ 47 طفلًا، وفق إحصائية نشرتها وزارة الصحة الفلسطينية.

وتخشى المنظومة الأمنية العسكرية "الإسرائيلية" من اندلاع انتفاضة ثالثة تشمل الضفة والقدس المحتلتين، وهذا جاء على لسان الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية "الإسرائيلية- أمان"، تامير هايمان، في تصريح صحفي خاص. 

واعتبر المحلل في الشأن الإسرائيلي، إبراهيم الشيخ، لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، هذا التصريح بأنه يأتي أيضًا في ظل الإخفاق الأمني الذي منية به جيش الاحتلال مؤخرًا أمام نجاح العمليات واندلاع اشتباكات مسلحة داخل المدن.

وقال الشيخ: إن "المؤسسة الأمنية (الإسرائيلية) باتت عاجزة في إيقاف العمليات البطولية التي توقع الخسائر في صفوف العدو، أمام تمسك الفلسطينيين بخيار المقاومة في إعادة حقوقهم المسلوبة منذ 74 عامًا".

ويضيف المختص، أن الأوضاع في الضفة ذاهبة إلى وضع متدحرج وخطير، موضحًا أن "الاحتلال فشل في ضبط الأوضاع الأمنية واحتواء الحاضنة الشعبية بإغرائهم عبر المشاريع الاقتصادية شريطة عدم التوجه إلى أعمال المقاومة".

ويوضح أن المطلوب تحقيق الوحدة الوطنية، ودعم اعمال المواقع الشعبية والمسلحة في مقاومة وإفشال مخططات الاحتلال التصفوية، مضيفًا أنه يترتب على السلطة إعادة النظر في الاتفاقات الموقعة من الاحتلال.

317633799_675348100830768_4465870041863359923_n.jpg

317503738_183729067571270_7758948953108942857_n.jpg

 

253880157_4915860281765501_1189399184859107823_n.jpg

 

305155615_5849547245063462_5268435412919132735_n.jpg

 

كلمات دلالية