خبر السخرية من قرَّاء القرآن ..جريمة فاعلها آثم

الساعة 07:41 ص|17 مايو 2009

فلسطين اليوم-وكالات

السؤال: جلست يوماً مع صديق لي فأخرج هاتفه المحمول وقال لي اسمع هذا المقطع من الفيديو.. فإذ هو لرجل يقلد كبار قراء القرآن بطريقة فيها استهزاء وسخرية.. فما حكم الدين؟

 

* * يجيب الشيخ بشير المحلاوي إمام وخطيب مسجد الفتح بالخلفاوي بقوله: إن الإسلام احترم الإنسان وجعله مكرماً ولقد ذكر الله ذلك في القرآن الكريم فقال:"ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر" بل وضح رسول الله في هديه ان حرمة المسلم أعظم حرمة عند الله من الكعبة وورد ذلك في الحديث الصحيح حينما ذهب رسول الله إلي الحج نظر إلي الكعبة فقال: "ما أعظمك وما أعظم حرمتك إلا أن حرمة المسلم أعظم عند الله من حرمتك" وإذا أردنا أن نجيب علي هذا الفعل فإنه من الأمور التي نهي الله عنها لأن يعد من باب الغيبة وقد نهي الله سبحانه عن الغيبة فقال: "ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه" وقد يظن بعض الناس أن الغيبة تكون بالقول فقط لكنها أيضا في الحقيقة تكون بالفعل قال الإمام النووي "ومن الغيبة المحرمة بأن يمشي متعارجاً أو مطأطئ رأسه أو غير ذلك من الهيئات التي تقلد فيها غيره".

 

وهذا الفعل الذي ذكرت أيها السائل الكريم من قبيل تقليد أصوات أهل القرآن بفعل مخل للوقار والاحترام وهو من باب الغيبة المحرمة وجريمة فاعلها آثم شرعا.. كما انه انتهاك حرمة الميت وقد قال رسول الله عن الميت: "كسر عظم الميت حياً ككسره ميتاً" فكيف بمن يقلد أصوات العلماء في مواقف ساخرة كهذه. وانتقاصاً لقدر علماء ورثونا القرآن وهل يرضي هذا المقلد أن يقلد إنسان أباه أو أمه أو زوجته فالعلماء حقهم أعظم من هؤلاء.

 

كما يعد هذا الفعل يعد من الأفعال المنهي عنها شرعاً لأنها من باب المحاكاة وقد ورد عند الإمام أحمد في تعليم رسول الله لأمنا عائشة وكذلك في رواية الترمذي عن عائشة قالت: "حكيت للنبي صلي الله عليه وسلم رجلاً فقال ما يسرني أني حكيت رجلاً وأن لي كذا وكذا قالت فقلت يارسول الله إن صفية امرأة وقالت بيدها هكذا كأنها تعني أنها قصيرة فقال لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزج.. فهذه عائشة لما حاولت تقليد رجل نهاها النبي صلي الله عليه وسلم عن ذلك وحمل صاحب عون المعبود المحاكاة علي سبيل التنقص.. وهل هناك محاكاة أشد ارادة من هذا الذي يقوم بتقليد اصوات المقرئين للقرآن كأنهم يركبون وسيلة مواصلات وكأن أحدهم يعمل قاطعا للتذاكر ويقلد هذا المقلد أصواتهم بطريق قراءة القرآن فهذا الفعل منهي عنه وأنصحك بأن تتخلص من هذا المقطع من جهازك المحمول وأنصح اخوانك بأن ينقوا هواتفهم من أمثال هذه الأمور التي تخل بالأخلاق وتضيع عن الإنسان جادة الصواب.

والله أعلم