بالصور جيهان سعد: هكذا تبدع في متجر الشوكولاتة المصنوعة بحب وإتقان

فلسطين اليوم

سميرة الإفرنجي

تشعر كأنك أمام لوحة فنية، لا تحب سوى النظر إليها، ويمنع الاقتراب منها، فالإبداع فيها وبكل تفاصيلها لا ينتهي عند نقطة ما، وعندما تتذوقها ترحل بعيداً بذهنك وعقلك وكل حواسك، وتتيقن أن من وراء هذا الصنيع ابداع بكل المقاييس، رغم كل العقبات..

جيهان سعد، هذه الفتاة التي بدأت في تحقيق أول خطوة لموهبتها التي تكمن في الخوض في أعماق الأفكار وتطويرها، وليس الوقوف عند فكرة واحدة فقط، فليس كل من لديه موهبة ما يكون مبدع في تطبيقها، لكن الشابة سعد، اقتنعت بفكرتها وموهبتها فأبدعت في تطبيقها..

بدأت جيهان سعد مشروعها منذ ثلاثة سنوات بعد أن كانت تعمل لمدة عامين عبر الأون لاين، وذلك بافتتاح ذلك المتجر الأول على مستوى قطاع غزة المتخصص في فن وصناعة الشكولاتة العالمية الفاخرة ، وأيضا بجودة عالمية خالية من المواد المصنعة والمضافة بأشكال فريدة من نوعها ، ويتواجد به كل ما يخص عالم الشكولاتة، وذلك بأعلى التقنيات ،وبما فيه ينافس المنتجات البلجيكية والسويسرية بالشكل والجودة.

"سعد"  التي تقطن في قطاع غزة، تخرجت من جامعة الأزهر بتخصص التربية الإسلامية، وهي عضو في الجمعية الفلسطينية لفنون الطهي، كذلك مدربة في عدة مراكز في قطاع غزة ،والتي تميزت في مشروع أطلقت عليه اسم (متجر سويت لف تشوكلت)، ويعد المتجر الأول على مستوى القطاع المتخصص في فن وصناعة الشوكولاتة العالمية.

تقول سعد:" حصلت على دورات دولية في تصنيع الشكولاتة العالمية الفاخرة ، وأيضاً لدي خبرة على مدار عشرون عام في المطبخ الروسي( الأوكراني) في حفظ وتصنيع وتعليب الأغذية، ولم أتوقف هنا وشاركت في العديد من المسابقات الدولية والمحلية في الطهي الغربي".

وبينت سعد، أنها حصلت على الميدالية الفضية والميدالية البرونزية على مستوى الوطن العربي في المسابقة الدولية لاتحاد طهاة الوطن العربي، وأيضا حصلت على الميدالية الفضية في مسابقة المتميزون الدولية ،ولم تكتفي عن هذا الحد فلجأت إلى الدورات التعليمية الدولية من جمعية الواكس العالمية في باريس وجمعية الطهاة الامريكية.

وأوضحت سعد، أنها تمكنت من الحصول على دورة الشيف الاحترافي ودورات الشيف المتقدمة في الحلويات من الجزائر، مما أدى شغفها إلى أخذ التدريبات من مركز التدريب المعتمد دولياً مع الشيف "منتصر مسعود"، واكتسبت شهادة من جامعة ليدز البريطانية عن دورة(إدارة الموارد البشرية)، بالشراكة مع "مي نايف" للتدريب والتطوير.

وتابعت سعد:" شاركت بالملتقى الارشادي التدريبي (صناع النجاح2) وذلك لتنمية مهارات طلبة وخريجي مؤسسات التعليم العالي".

ولم يكن طريق سعد معبداً بالورود، فقد واجهتها العديد من المشاكل والصعوبات، لتضيف سعد:" في بداية المشروع واجهتنا العديد من الصعوبات من حصار ومنه الكثير من الأصناف والمواد الخام، وإنما مع رضى الزبائن والترحيب من قبلهم عبر الأون لاين ووصول منتجاتنا في أنحاء القطاع، وأيضا تعاون التجار معنا بعد الالحاح بفضل الله بدأ توفير وإدخال بعض ما تم طلبه بسبب الأوضاع في القطاع".

وأضافت:" أن متجرنا بدأ بمنتجين والأن تم إضافة العديد من المنتجات المصنوعة من أجود الأنواع الشوكلاتة الطبيعية، وأيضا نخصص أنواع لأصحاب الحميات ومرضى السكري، وتم اختيار فكرة المتجر لأنها فريدة من نوعها في قطاع غزة ,وتم افتتاحه في غزة الوحدة شرق مفترق ضبيط ".

وفي نهاية حديثها، أعربت سعد بأنه رغم الصعوبات التي تواجهنا بالمتجر الوضع الاقتصادي الصعب والإغلاقات المتكررة للمعابر، وارتفاع الأسعار للمواد والأدوات، ورغم كل المعوقات لم تتوقف وتلقت الدعم من الأهل والزوج والأبناء، لكنها مازالت تتمنى وتطمح للوصول إلى العالمية.