من سكان نابلس..

رصاصة "إسرائيلية" غادرة تصيب قلب أحمد وتترك جرحاً نازفًا لعائلته

الساعة 05:14 م|23 نوفمبر 2022

فلسطين اليوم

تلقت عائلة الشهيد أحمد شحادة ابن مخيم نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، خبر استشهاد ابنهم، مساء أمس، متأثرًا بإصابته برصاصه مباغته في القلب من قناص "إسرائيلي"، كالصاعقة، كونه لم يشكل أي خطر أو تهديد أمني يذكر.

وعند الساعة الثانية عشرة فجرًا وصلت أنباء إلى العائلة تخبرهم بأن أحمد الذي يبلغ من العمر 16 ربيعا، ارتقى شهيدًا أثناء تواجده في المنطقة الشرقية بنابلس، حيث اندلعت فيها مواجهات عقب اقتحام مئات المستوطنين لقبر يوسف، وترك النبأ، جرحًا نازفًا وغصةً عميقة في قلب والديه وأشقاءه وأقاربه وأصدقاء.

بدموع يرافقه ألم، تقول والدة أحمد، إن "ابني خرج من المنزل مع دخول وقت المساء، وبعد ساعات فقدت الاتصال به، وعلمت بعدها من أحد الأقارب بأنه أصيب برصاص قوات الاحتلال أثناء اندلاع مواجهات، ليرتقي حينها شهيدًا".

وتضيف الوالدة التي امتلأ بيتها المتواضع بنساء ورجال أهالي الحي لمواساتهم في مصيبهم، أن أحمد لم يشكل أي خطرًا على كيان الاحتلال، وهو استشهد في سن صغير من عمره، مسترشدة بمواقفه الحنونة وتعامله الطيب والنبيل مع الجميع. ويعد الابن الثاني الذي فقدته العائلة بعد وفاة شقيقه قبل سبعة أشهر.

316800728_520172006807443_4038766337346168199_n.jpg


وعبر بيان مقتضب، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، فجرًا استشهاد الطفل أحمد أمجد شحادة متأثراً بإصابته برصاصة اخترقت قلبه بعدما أطلقها عليه مباشرة قناص من جيش الاحتلال.

وبعد أن حرمت رصاص الاحتلال الوالدة من فلذة كبدها، تطالب، من المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بمحاسبة الاحتلال على جريمته.

أمجد شحادة، والد الشهيد، لم يختلف كثيرًا عن زوجته فهو يعيش الآن في أجواء من الحزن الشديد على فقدان ابنه الذي كان يساعده في العمل لتوفير قوت عائلته وأسرته، ويقول: "أحمد الجميع بحبه، وهو بجب بلده".

ويؤكد، أن جيش الاحتلال لم يفرق بين كبير وصغير ولا يستثني أحدًا عند ارتكابه الجرائم والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني.

fb0a4c6a-a2c4-4b83-8bb9-5cd8b7f52678.jpg


واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال، عقب اقتحام قبر يوسف المدعوم من الحكومة في "تل ابيب"، حيث أسفرت وبحسب وزارة الصحة في رام الله، عن إصابة خمسة مواطنين بجروح متفاوتة.

وتصدى مقاومون لعملية الاقتحام، إذ أعلنت سرايا القدس -كتيبة نابلس، في بيان عن تمكن مجاهديها استهداف قوات الاحتلال المتواجدة في محيط "قبر يوسف" الساعة 11:15م بصليات كثيفة من الرصاص مؤكدةً تحقيق إصابات مباشرة.

كما استهدف المقاومون، قوات الاحتلال في شارع تل، وقرب سوق الحلال، وفي منطقة عمارات العزموطي، واعتقل الأخير، ثمانية مواطنين.

وبعد مرور 12 ساعة على ارتقاءه  شيع آلاف المواطنين جثمان الشهيد أحمد، حيث انطلقت الجنازة من أمام مستشفى رفيديا بمشاركة ممثلي القوى الوطنية والفعاليات والمؤسسات المختلفة.

كما وشارك في الجنازة عشرات المقاومين الذين أطلقوا النار في الهواء بكثافة، فيما ردد المشيعون هتافات غاضبة ضد الاحتلال وجرائمه.

وأكد المشيعون، على خيار المقاومة في مواجه الاحتلال وتحرير فلسطين، وأن دماء الشهداء لن تذهب هدرًا.

2d64189b-04fb-41c0-a83f-f3d52143d046.jpg


وتم رصد  40 عملًا مقاوماً بالضفة خلال 24 ساعة الأخيرة، بحسب مركز المعلومات الفلسطيني "معطى"، كان أبرزها عمليات إطلاق نار صوب قوات الاحتلال.

وخلال شهر أكتوبر الماضي، سجل المركز 1999 عملاً مقاومًا، أسفرت عن مقتل جنديين ومستوطن، وجرح (81) آخرين بجراح مختلفة.

وتشن قوات الاحتلال والمستوطنين، عمليات اقتحام مستمرة ضد قرى ومدن الضفة والمقدسات في مدينة القدس، بدعم من أعضاء الحكومة "الاسرائيلية" وبتحريض من "الحاخامات" الذين ينددون الموت للعرب، ويتخلل هذه الاقتحامات مواجهات بالحجارة ومسلحة.

الخبير في الشأن الأمني والاستراتيجي د. محمود العجرمي، يقول لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن حجم الدموية والإعدام الميداني المتكرر، والانتهاكات المتواصلة بحق الفلسطينيين، دفعت إلى اتجاه انتشار المقاومة وتمددها وتطورها وتناميها في جميع محافظات الضفة، متوقعاً أن تزيد حدتها في الأيام المقبلة.

ويضيف العجرمي، أن هذا الانتشار سيصعب على الاحتلال ومعاونيه عملية تتبع المقاومين، كونهم باتوا غير محصورين في منطقة معينة، إضافة إلى إمكانية اصطياد جنود الاحتلال عبر الحواجز المنتشرة وفي كل أماكن تجمعهم بسهولة أكثر من ذي قبل.

ويتابع الخبير: "العدو بات لا يستطيع حصار المقاومة أو السيطرة عليها، لذلك نجد هناك عمليات مسلحة من جنوب الضفة إلى شمالها، بالإضافة إلى القدس ومدنها وبلداتها، وهذا يضع العدو في مأزق حقيقي له علاقة بتشتيت قواته واستنزافها، وقلقها، وارهاقها؛ لأن الخطر بات يُحيط بها من كل الجوانب.

ونوه إلى أن وعي المقاومة ازداد من تجاربها السابقة، حيث باتت تعلم نقاط ضعف الاحتلال، وأصبحت تدخل إليه من خلالها، وتنفذ العمليات وتوقع خسائر مادية وبشرية فادحة، تضعه في مأزق حقيقي دون قدرته على تحييد المقاومين، أو تتبعهم.

وكان جيش الاحتلال قد لوح في وقت سابق، بشن حملة عسكرية واسعة في مناطق شمال الضفة، وأطلق حملة أمنية وعسكرية اسماها "كاسر الامواج" و "جز العشب"، لمواجهة ظاهرة تشكيل الكتائب والمجموعات التي تضم مئات المقاومين، ورغم ذلك يواجه المقاومون بعتادهم المتواضع عمليات الاقتحام والتصدي للانتهاكات والاعتداءات المتصاعدة.

كلمات دلالية