تحليل عمليتا التفجير بالقدس: إبداعٌ مقاوم قَلَب الطاولة على "الشاباك" وفاجأ كيانه الهش

الساعة 11:59 ص|23 نوفمبر 2022

فلسطين اليوم

على وقع الاشتباكات المسلحة التي باتت تمسي فيها المدن والقرى في الضفة المحتلة والقدس، تستفيق "إسرائيل" على عمليتي تفجير بطولية في منطقة الحافلات بالقدس، الأمر الذي أدى لمقتل صهيوني وإصابة العشرات بجروح بينها 3 خطيرة، لتشكل صفعة وصدمة لم تستفق منها "إسرائيل" بعد، ليؤكد الفلسطيني دوماً وعلى مر التاريخ أن جرائم المحتل في القدس والضفة لن تعود على رأسه إلا بالوبال.

العملية البطولية، في القدس المحتلة، جاءت في وقت حساس، تؤكد بلا شك فشل الشاباك الصهيوني، الذي لم يستطع بكل ما أوتي من قوة أن يوقف شلال المقاوم الفلسطيني الذي يبتدع كل ماهو جديد ليوقع جنود الاحتلال في شباكه.

ففي قلب "إسرائيل"، كانت الرسالة واضحة للحكومة اليمينية القادمة، أن المقاومة قادرة على حماية الشعب الفلسطيني، وأن على " إسرائيل" أن تحسب ألف حساب لما هو قادم،  من خلال عمليات بطولية مُنظمة عبر وضع عبوات ناسفة.

الخبير الأمني والمختص في الشؤون "الإسرائيلية" إبراهيم حبيب، اعتبر أن العملية البطولية في القدس تأتي لتعبر عن تطور عمل المقاومة وتصاعد أعمالها ضد الاحتلال، واصفاً العملية بالنوعية بامتياز، والمنظمة والمخطط لها.

وأشار حبيب في تصريح خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أن العملية كانت ليست فردية، حيث شارك فيها على الأقل اثنان، أحدهم وضع قنبلة في حقيبة في محطة الحافلات بالقدس، وآخر وضع دراجة نارية في مستوطنة "راموت".

وأوضح حبيب، أن الاحتلال أدرك، أن من وراء الانفجار جهة منظمة خططت ونفذت العملية، وعلى الاحتلال أن يستعد للمرحلة القادمة.

ولفت إلى أن "إسرائيل" تعودت على اتخاذ أقصى درجات الهبة والاستعداد والحذر دون العودة للأسباب الحقيقية من وراء هذه العمليات البطولية.

من جهته، أكد ذو الفقار سويرجو الكاتب والمحلل السياسي، أن توالي الضربات من المقاومة بشكل غير منتظم وعشوائي وإيقاع الإصابات بصفوف الجيش والمستوطنين طوال الفترة السابقة أفقدت الشاباك القدرة على التنبؤ لما هو قادم.

واعتبر سويرجو أن العملية جاءت اليوم لتستكمل الصفعة للجيش الاسرائيلي والشاباك ولترسل رسالة واضحة بأن العقلية التي تتعامل بها اسرائيل مع الفلسطينيين باءت بالفشل.

كما رأى أن العملية هي رسالة واضحة للقيادة السياسية في الكيان للتوقف عن العقلية الأمنية والاستفزازية للشعب الفلسطيني والبدء في التفكير بكيفية الذهاب للتعامل مع الفلسطينيين بعقلية أخرى بمعنى أن يكون هناك افقاً سياسياً والشعب الفلسطيني لا يمكنه أن يستسلم ولديه مخزوناً استراتيجياً من العمليات الذاهبة للتصاعد.

وقال سويرجو :" جاءت العملية لترد على بن غفير وقيادات العدو بأن كل التصريحات التي يستهدفون بها إرهاب الفلسطينيين، ستشعرهم بعدم الاستقرار، ورسالة لنتنياهو قبيل وصوله للسلطة بأن ما ينتظره هو جبال من الغضب التي شكلتها أرواح الشهداء الذين أعدموا في الميادين.".

بدوره، اعتبر عبد الله العقاد الخبير في الشأن الأمني، أن عملية القدس هي إذانٌ لمرحلة جديدة وأن الثورة دخلت مرحلة ألاّ عودة وأنها قادرة أن تضرب في كل مكان تختاره.

ورأى أن العدو كان متيقناً من وقوع عمليات لكنه لم يتنبأ ان تكون بهذه السرعة والدقة والكفاءة التي أعجزت منظومة لأجهزته المستنفرة.

وقال :"إن رسالة العملية أن الشعب الفلسطيني يقول إنه لا على الأرض الا الفلسطيني وأن كل من جاء اليها غاصباً حتماً سيزول وان بقائه فيها مكلف الى الدرجة التي لا يحتمل أن يبقى عليها."

واعتبر العقاد، أن وحدة الساحات هي مرحلة، لكن الوطن اليوم كله ساحة واحدة وكنا نراهن على وحدة الساحات واليوم تقدم الشعب الفلسطيني ليقول إن الوطن كل الوطن عبارة عن ساحة مواجهة واحدة.

وشدد على أن الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس وغزة وال 48 كله مشتبك في ساحة واحدة تجاه احتلال مجرم واحد، وهذا أكثر ما يمكن ان تتجلى فيه المقاومة بهذا الفعل الثوري.

كلمات دلالية