بالصور خربة مكحول… البقاء هو خيار المقاومة الوحيد أمام عائلة يوسف

الساعة 12:22 م|19 نوفمبر 2022

فلسطين اليوم

أكثر من 30 عاما وعائلة يوسف بشارات  تتنقل من مكان لآخر في خربة مكحول بالأغوار الفلسطينية، وكل أرض تنتقل إليها يخرج الاحتلال بحجج جديدة لهدم منازلهم وترحيلهم من المكان.

اليوم يتواجد يوسف وعائلته ( عائلته الصغيرة أبناؤه التسعة وزوجته، وأشقاؤه الثلاثة وأبناؤهم) في بداية منطقة مكحول، وهي المنطقة التي انتقل إليها بعد مصادرة أرض مقابلة لها بحجة أنها  منطقة عسكرية مغلقة وتجري فيها تدريبات عسكرية، وهي ذات الحجة التي عادت سلطات الاحتلال لاستخدامها.

خربة مكحول5.jpg
 

يقول يوسف:" قبل خمس سنوات تقريبا تم نقلنا بالقوة إلى هذه المنطقة بحجة التدريبات والمناطق العسكرية، وخلال عام فقط كان أحد المستوطنين يبني بيتا عليها وحولها لمستوطنة استيطانية زراعية".

بشارات وعائلته ينحدرون من قرية طمون ولكنها ومنذ عشرات السنين، وقبل قيام إسرائيل بسنوات، يتواجدون في منطقة مكحول في الأغوار ولديهم أوراق وتسجيل طابو من زمن الدولة العثمانية، إلا أن ذلك لم يغير شيئا من الإجراءات الإسرائيلية الساعية وتهجيرهم.

ويحيط خلة مكحول معسكر "مزوكحيم" بالإضافة إلى ثلاثة معسكرات أخرى ومستوطنات "حمدات" و"روعيه" و"بقعوت".

خربة مكحول4.jpg
 

ولا تتوقف هذه الاعتداءات على هدم منازل الفلسطينيين ونقلهم من مكان لأخر والتدريبات العسكرية التي تهدد حياتهم وحياة مواشيهم، فقد باتت اعتداءات المستوطنين هي الأخطر.

يقول لـ" فلسطين اليوم": تم تهجيرنا من أراضينا لتسليمها للمستوطنين، الأن كل الجبال المحيطة بنا يسيطر عليها مستوطنين إثنين فقط، تقدم لهم سلطات الاحتلال كل الخدمات الممكنة".

ويقارن يوسف بين ظروف معيشته وهو الذي لا يستطيع بناء غرفة جديدة للتوسع فيها، فالبناء الأسمنتي ممنوع بالكامل، وتعيش عائلته في غرف من حديد مسقوفة ب" الزينكو". إلى جانب نقص المياه والكهرباء وعدم وجود مواصلات ولا خدمات تعليمية وصحية في المنطقة.

في المقابل المستوطنان اللذان يسكنان مكان العائلة تم توفير الكهرباء وخط مياه وطريق تم شقه خلال أيام لينتقل خلاله.

ولم يكتف المستوطنين بالسيطرة على الأرض وتحويلها لمستوطنة، بل يقوموا بالاعتداء على العائلات الفلسطينية بشكل يومي، وسرقة المواشي وقطع الطريق عليهم ومنعهم من رعي المواشي.

خربة مكحول3.jpg
 

الحياة لم تعد قاسية على يوسف فقط، بل على الأطفال الذين حرموا من ممارسة حياتهم الطبيعية، كما تقول زوجة يوسف "نجية بشارات".

توضح ل"فلسطين اليوم" البيت لا يوجد فيه تلفاز ولا أي وسيلة ترفيه أو حتى مروحة لتخفيف حر الصيف على الأطفال، فالكهرباء التي يتم توليدها من خلال ألواح خلايا شمسية قامت إحدى الجمعيات بالتبرع فيها، لا تكفي إلا للإضاءة وتشغيل ثلاجة صغيرة لحفظ الحليب والأجبان التي يتم تصنيعها وبيعها، وهو ما يشكل مصدر دخل العائلة الوحيد.

وتستذكر نجية قبل أشهر كيف اعتدى أحد المستوطنين على أبنها الأكبر " 16 عاما" وقاموا بضربة ضربا مبرحا وسرقة المواشي منه خلال قيامه بالرعي في المنطقة القريبة:"حاصرونا في منطقة صغيرة وكل من يخرج منها يتعرض للضرب وملاحقة إن لم يكن من جنود الاحتلال فمن المستوطنين".

خربة مكحول2.jpg
 

ويحرم الأبناء أيضا من الوصول إلى مدارسهم بشكل طبيعي، فالمنطقة لا يوجد فيها مدارس ويضطر الأهالي لنقل أبنائهم في مركبات خاصة لأقرب مدرسة عليهم "في منطقة عين البيضا: وهذه الرحلة محفوف بالمخاطر للطلبة وذويهم.

ورغم حرص الأهالي على تدريس أبنائهم وإنهائها لمراحل الدراسة الأساسية كاملة، إلا أن الأمر لا يبدو كذلك بالنسبة للتعليم العالي، فهذا يكلف العائلة تكلفة نقل يومية من التجمع إلى مدينة طوباس حيث الجامعات المعاهد الدراسية.

الابنة البكر للعائلة "شهد" حرمت من إكمال تعليمها بسبب الظروف، كما أنها لم تتمكن أن تلتحق بأي معهد أو مركز تدريب بسبب المواصلات التي ستكون تكلفتها أكبر من قدرة عائلتها.

خربة مكحول.jpg
 

ورغم كل هذه الظروف، يرى يوسف ونجية، ومن خلفهم أطفالهم، أن البقاء على الأرض هو خيارهم الوحيد، " لن نترك الأرض عشان ياخدوها المستوطنين ولدنا هنا وسنموت هنا" قال نجية.

كلمات دلالية