خبر غزة: صناعيون يقللون من جدوى مدخلات الإنتاج المهربة في دفع عملية الإنتاج المحلي

الساعة 06:06 م|15 مايو 2009

فلسطين اليوم : غزة

قلل صناعيون من جدوى الأصناف المحدودة من مدخلات الإنتاج التي يتم إدخالها إلى سوق قطاع غزة عبر الأنفاق، مؤكدين أن كلفة شراء هذه الأصناف تقدر بضعف ثمنها الحقيقي، الأمر الذي يزيد من الكلفة التي تتحملها بعض الصناعات جراء اضطرارها قسراً لشراء هذه الأصناف من أجل الحفاظ على استمرارية نشاطها الإنتاجي، وإن كان وفقاً للحد الأدنى من الطاقة التشغيلية والإنتاجية.

وبين عمرو حمد مدير اتحاد الصناعات في محافظات غزة أن جل مدخلات الإنتاج التي تم تهريبها عبر الأنفاق تدخل في قطاعات الصناعات الغذائية والبلاستيكية، مشيراً إلى أنه على الرغم مما أسهمت به المواد الخام المهربة من تمكين ما نسبته 3% من الصناعات المختلفة من استئناف نشاطها الإنتاجي ولو بطاقة محدودة إلا أن دخول بعض المواد المهربة أثر سلباً على العديد من الصناعات.

وقال حمد في حديث لـ"الأيام"، إن تهريب اسطوانات الغاز المصرية تسبب على سبيل المثال بإلحاق بالغ الضرر في المصنع الرئيس لإنتاج اسطوانات الغاز في غزة.

وأشار إلى أن أسعار المواد الخام التي يتم تهريبها تباع في السوق المحلية بضعف أسعارها الحقيقية مثل مواد التغليف ومدخلات الصناعات الغذائية والنسيجية، معتبراً أن وجود هذه الأصناف التي يمنع الاحتلال دخولها عبر المعابر حد من مستوى التعاطف مع مواطني القطاع جراء الحصار المفروض، فالبعض من الوفود الأجنبية الزائرة عندما ترى هذه الأصناف في الأسواق تعتبر أن القطاع لا يعاني من حصار مشدد وبالتالي تكون الرواية الإسرائيلية التي تدعي سماح الاحتلال بتزويد القطاع باحتياجات قابلة لتصديق هذه الوفود.

وأكد حمد أن الأصناف المحدودة كماً ونوعاً من البضائع التي يتم تهريبها عبر الأنفاق لم تحدث تغييراً يذكر في مجمل مكونات القطاع الصناعي الذي تعطل بنسبة 93% من مجمل منشآته ومصانعه بفعل الحصار ومنع الاحتلال دخول المواد الخام.

من جهته، أكد أحمد التلباني، مالك مصنع العودة لإنتاج المواد الغذائية أنه اضطر قسراً لشراء بعض الأصناف الداخلة في صناعة إنتاج البسكويت بأسعار تقدر بضعف الثمن الذي كان يشتري به قبل نحو عامين، منذ منع الاحتلال إدخال المواد الخام اللازمة للصناعات المختلفة.

واعتبر التلباني أنه ليس هناك جدوى اقتصادية لمدخلات الإنتاج التي يتم تهريبها عبر الأنفاق، مبيناً أن سعر الطن الواحد من مسحوق الكاكاو يبلغ 1500 دولار وقيمة تهريبه عبر الأنفاق تكلف القيمة نفسها، الأمر الذي يعني أن سعر شرائه من السوق المحلية يصل إلى ضعف ثمنه الحقيقي، منوهاً إلى أن هذا الأمر ينسحب على أصناف أخرى تدخل في صناعة البسكويت.

ولفت إلى صعوبة التعامل مع مواد التغليف المهربة، مؤكداً أن تلوث نسبة كبيرة من هذه المواد بالأتربة يجعلها غير ملائمة صحياً لاستخدامها في تغليف المواد الغذائية.

وعلم مراسلنا من أحد الصناعيين في منطقة غزة الصناعية أن هذه المنطقة التي كانت تضم نحو 50 مصنعاً قبل الحصار ما زالت منذ ذلك الحين معطلة، وأن جل المرافق القائمة في هذه المنطقة تستخدم الآن كمخازن لبضائع التجار.

وأكد صعوبة استئناف العديد من الصناعات القائمة في المنطقة نشاطها الإنتاجي، مشيرا إلى أن مصانع الخياطة لا تستطيع الاعتماد فقط على كمية من الأقمشة المهربة دون أن يكون هناك سائر مستلزمات هذه الصناعة، لافتا إلى أنه في حال توفر هذه المستلزمات فإن أسعارها باهظة وتزيد من كلفة إنتاج الملابس الجاهزة، وبالتالي فإن فرص تسويقها في السوق المحلية تكاد تكون شبه معدومة نظراً لارتفاع أسعارها.