خبر فلسطين بعد فشل الحوار: أيمن خالد

الساعة 02:31 م|15 مايو 2009

 

فلسطين بعد فشل الحوار: أيمن خالد

الأمور تتجه إلى فشل معلن وقريب للحوار الفلسطيني في القاهرة، والذي عني برمته ان الأزمة الفلسطينية الداخلية تكون قد انتقلت نحو سجال جديد، وحرب داخلية مستمرة، نرى نتائجها القاسية في كل من الضفة وقطاع غزة، وذلك عندما يكون الفلسطيني البسيط والعاثر الحظ والفقير والمحبط، والمحاصر من الاحتلال والجدار والعرب وكل صنوف القهر بغية استسلامه.

سيكون أيضا عليه ان يدفع ثمنا جديدا وألما جديدا لصراع داخلي نحن في غنى عنه ونستطيع تجاوزه ونستطيع تفاديه ونستطيع أن نخوض حربنا السياسية بمعزل عنه أو على الأقل دون أن يكون هو ضحيتها، لكننا لا نريد ذلك ولا نفكر ألا بذات الطريقة التي تعيشها مناطق الصراع الأخرى في العالم وكأن فلسطين بشعبها وجرحها، لا يحق لها أن تتمايز قليلا بضابط أخلاقي وإنساني، خصوصا وأنها ارض الرسالات وارض المحشر وارض القيم الإنسانية النبيلة ومكان تصارع كل قوى الظلام ضد قوى الخير.

نفرض على بعضنا معادلة مريرة، ونجعل معاناة شعبنا وراء ظهورنا وكان الدولة الوهم باتت متاح الواقع، وفيما الوهم يسيطر على حواسنا ومشاعرنا لا نملك غير هذا الشعب الذي برغم معاناته نقوم بتحويله إلى أداة نعاقب بعضنا البعض فيه،

فالخصام والصراع الداخلي بصورته الطبيعية، هو كأنك تحمل طفلا أو رجلا عاجزا وترمي به خصمك، أو كأنك تحمل قطعة من لحم هؤلاء المساكين الذين ينتظرون قطرة دواء أو شربة ماء لكن تسحق أحلامهم، فأصبحنا نضرب بعضنا والجرح والدم الحرام،في معادلة يكون فيها الناجي الوحيد والمنتصر الوحيد هو الخاسر الأكبر لأنه خسر الأرض التي يقف عليها وخسر الجرح الذي يمده بالصبر، وخسر.. وخسر، واكبر خسارة أن يكون هذا الشعب الذي هو أداتنا في الثورة وأداتنا في هذا الذي نحن فيه، فجل ما نفعله انه يصبح أداة الاختلاف الذي نحن فيه.

أمران هامان في فلسطين اليوم، فالمفاوضات ليس فيها متاح أي شيء يمكن أن نسميه دولة، والمقاومة لم تصل بعد إلى درجة المقاومة، فنحن لا نزال في طور الدفاع عن النفس وإذا كان هذا هو واقعنا فعلى ماذا نختلف، وعلى ماذا نتصارع، غير وهم السلطة، الذي لن يزيد الأمر إلا انقساما، فالذي لا يريد البعض أن يدركه أن فلسطين صغيرة وصغيرة جدا وشعبنا محاصر لا مفر له من هذا الجحيم،

وبالتالي إن شعبنا لا يستحق نموذج الصومال الكبير جدا قياسا لفلسطين ولا نموذج أفغانستان المحاطة بكل أنواع مبررات الاختلاف.

ماذا بعد الانقسام؟؟ دولتان ؟؟ وتبادل للسفراء؟؟

ما اكبر الحلم..!! ما أصغر الوسيلة لو كنا نريد أن نراها.