أكثـــر من عـــامٍ على عملــيةِ "نفــقِ الحـــرّية".. الاحتــلال يدفــعُ الثمــن حتــى الآن..!

الساعة 02:17 م|10 نوفمبر 2022

فلسطين اليوم

بعد أكثرَ من عامٍ لا زالت تداعياتُ عمليةِ نفقِ الحريةٍ التي قام بها الأسرى الستة الأبطال من خلال انتزاعهم لحريتهم من سجن "جلبوع" الصهيوني الذي يعتبر من أكثرِ السجونِ الصهيونيةِ قوةً من حيث الإجراءات الأمنية، فلم تمنع كل هذه الإجراءات هؤلاء الأسرى من تنفيذِ عمليتهم البطولية والتي كسرت المنظومة الأمنية الصهيونية وأصابتها في مقتلٍ، فجاءت استقالة مدير سجن "جلبوع" بالأمس؛ لتؤكد هذا الفشل الأمني الصهيوني، والأهم أن هذه الاستقالة لم تحظى بحقها في التناول من وسائل الإعلام العبرية لعدم تضخيم إنجازات الأسرى الستة، كما يرى بعض المحللين.

وتمكن ستة أسرى فلسطينيين في الـ 6 من سبتمبر 2021، من انتزاع حريتهم من سجن جلبوع، بينهم أربعة محكوم عليهم بالسجن المؤبد وهم: محمود العارضة ومحمد العارضة ويعقوب قادري وزكريا الزبيدي وأيهم كممجي ومناضل نفيعات، حيث استطاعوا الهرب من خلال نفق حُفر في زنزانة السجن.

فالكاتب والمختص في الشأن الصهيوني، حسن لافي، أكد أن عملية سجن "جلبوع" كان لها تداعيات كبرى داخل المؤسسة الأمنية الصهيونية وداخل مصلحة السجون وليس آخرها استقالة مدير سجن "جلبوع" الصهيوني نتيجة الحادثة.

وأد زخم العملية

وقال لافي خلال حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" :" حكومة الاحتلال الصهيوني تحاول من خلال إقالة مدير السجن طمأنة الجبهة الداخلية الصهيونية وعدم إظهار وجود نوع من أنواع الفوضى والتقصير في التعامل مع انتزاع الأسرى لحريتهم، موضحا ًأنه حاول حكومة الاحتلال تحاول حفظ ماء وجهها، فيما ان الأجهزة الأمنية الصهيونية اجمعت على ألا يتم تنفيذ قرارات الإقالة بحق مسؤولي السجن بعد العملية مباشرة كي لا يعطي العملية زخماً كبيراً".

وأضاف لافي: "بعد عام بدأت تتكشف حقيقة قرارات الاحتلال الصهيوني ومصلحة السجون من خلال إقالة مدير سجن جلبوع فردي بن شتريت، حيث الأخير فضل تقديم استقالته بنفسه وبالأحرى هو قدم طلب "تقاعد مبكر"، مشيراً إلى مدير السجن كان يعلم أن اللجنة تنوي إقالته لذلك قرر تقديم طلب تقاعد حتى لا تضيع حقوقه المالية.

ليست الأخيرة

وتوقع لافي أن هذه الاستقالة في مصلحة سجون الاحتلال الصهيوني لن تكون الأخيرة، لافتاً إلى أنه في الأشهر المقبلة سيكون هناك الكثير من قادة الأجهزة الأمنية الصهيونية وإدارة السجون سيقدمون استقالتهم أو يقوموا بالتقاعد المبكر.

ورأى أن استقالة مدير سجن "جلبوع" الصهيوني تدل على الفشل الذريع في التعامل مع المشكلات الأمنية، مشيراً إلى أن كيان الاحتلال تحاول أن تعطي مدير سجن "جلبوع" مخرجاً كي لا يؤثر على سمعته وسمعة مصلحة السجون الصهيونية.

وبين لافي أن الأوراق الرسمية الصهيونية تثبت أن هناك إدانة واضحة لمدير سجن جلبوع وجميع القائمين عليه بعد التقصير فيه؛ ما أدى إهانة كرامة الأمن الصهيوني بشكل مباشر ويجب أن يدفع من تسبب في هذه الإهانة ثمن ذلك بعد قيام مجموعة من الأسرى العزل بعملية نوعية هزت أركان أمن كيان الاحتلال.

أسباب وعقوبات

وعن عدم تغطية وسائل الإعلام الصهيونية لخبر استقالة مدير سجن "جلبوع"، اعتبر أن الاحتلال يعتمد على استراتيجية إهمال إنجازات الفلسطينيين، وعدم تضخيمها أو إعطاءها حقها، موضحاً أن الاحتلال يسعى بشكل دائم للتكتيم الإعلامي والرواية الإعلامية المنضبطة.

ولفت المختص لافي، إلى أن وزير الأمن الداخلي الصهيوني عومر بارليف قرر تأجيل هذه التغييرات لموعد قرب انتهاء مهامه وأن العديد من قادة مصلحة السجون سيتعرضون قريباً لعقوبات بسبب هذا التقصير، متوقعاً أن يتولى وزارة الأمن الداخل قريباً المتطرف ايتمار بن غفير .

وكان أعلن مدير سجن جلبوع فردي بن شتريت عن قراره التقاعد بشكل مبكر من مصلحة "السجون الإسرائيلية"، وذلك بعد حوالي عام على تحرر ستة أسرى من السجن عبر نفق.

وبحسب قناة كان العربية، فإن مديرة مصلحة السجون طالبت بنقل بن شتريت بعد قضية التحرر مباشرة، لكن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي رفض ذلك في حينه.

كلمات دلالية