لماذا اختار الصهاينة "قبر يوسف" للاحتفال بالفوز في الانتخابات "الإسرائيلية"؟

الساعة 11:26 ص|09 نوفمبر 2022

فلسطين اليوم

على وقع المواجهات الساخنة التي تجتاح مدن الضفة المحتلة والقدس، وفور الانتهاء من العملية الانتخابية في كيان الاحتلال "الإسرائيلي"، وصعود اليمين المتطرف، اختار مجموعة من أعضاء كنيست الاحتلال "الإسرائيلي" المنتخبين من الأحزاب اليمينية اقتحام مدينة نابلس للوصول لمنطقة "قبر يوسف" للاحتفاء بفوزهم.

الاحتفال بالانتخابات في منطقة "قبر يوسف" من قبل أعضاء الكنيست لم يكن اعتباطاً، أو مجرد حدث عابر، فإصرارهم على زيارة نابلس لاقتحامها والاحتفال داخل منطقة قبر يوسف كان له ما بعده.

وقد كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن سماح قائد فرقة الضفة في لجيش الإسرائيلي العميد آفي بلوط، لمجموعة من أعضاء برلمان الاحتلال المنتخبين من الأحزاب اليمينية بالاحتفال في "قبر يوسف" بدعوة من رئيس مجلس السامرة يوسي دغان.

الكاتب والمحلل السياسي محمد علان دراغمة، رأى أن تصريحات أعضاء الكنيست "الإسرائيلي" الذين اقتحموا قبر يوسف في مدينة نابلس الليلة الماضية، يمكن اعتبارها البرنامج السياسي للحكومة "الإسرائيلية" القادمة فيما يتعلق بالضفة الغربية وبالصراع الفلسطيني "الإسرائيلي" بشكل عام/ كون أعضاء الكنيست الثمانية من القوى السياسية الأربع التي ستشكل الحكومة القادمة.

ونقل دراغمة حديث عضو الكنيست عميحاي شكلي من الليكود الذي قال: ""ثلاثة مواقع لا يمكن لدولة/أمة في العالم أن تقول عنها مسروقة هي، منطقة الهيكل والحرم الإبراهيمي، ومكان قبر يوسف، وامتحاننا في الحكومة القادمة تعزيز تمسكنا بجميع أنحاء الدولة، في النقب في الجليل في غور الأردن وجبال الضفة الغربية".

فيما قالت عضو الكنيست عديت سلمان  من الليكود: "في هذه الليلة المثيرة حظيت بالدخول والصلاة في قبر يوسف الصديق، جذور ومهد الشعب اليهودي، المكان يرمز لأهمية الحفاظ على السيادة الإسرائيلية، في كل الأماكن المقدسة، الوحدة والتضامن المتبادل هو أساس وجودنا، سعيدة بحقي المجىء إلى هنا والصلاة، وأبارك نجاحنا في بناء الدولة والحفاظ عليها، ومن تعزيز قوة شعب إسرائيل وتعزيز الإستيطان أيضاً".

وكان لجانب هؤلاء أعضاء كنيست من حركة شاس ومن الصهيونية الدينية، ومعهم رئيس ما يسمى بمجلس مستوطنات السامرة يوسي دجان، والذي أعلن عن دعم نتنياهو قبيل الانتخابات الأخيرة، وطالب الحكومة القادمة بتعزيز السيطرة والإستيطان في الضفة الغربية، وأن يتواجد الجيش على مدار الساعة في قبر يوسف وفق اتفاقيات أوسلو اللعينة حسب تعبيره.

الكاتب والمتابع للشأن الإسرائيلي ياسر مناع، قال:"إن الهدف الرئيس إضفاء البعد الاستيطاني للمكان، على اعتبار أنه يهودي بحت، ويجب ضمه لـ"إسرائيل"، كحال الكثير من الأماكن في الضفة”.

وأكد مناع، أن الصهيونية الدينية اليوم، أم راعية للمشروع الاستيطاني، ومن المحتمل أن تشهد خلافات حادة داخل الحكومة الجديدة، حول الاستيطان في الضفة.

ورأى أن، اختيار المكان للاحتفال، يحمل تأكيدا على يهوديته، وقد يكون في المستقبل خطوة عملية لإعادة احتلال القبر.

أما الكاتب والمحلل السياسي سري سمور، فرأى أن الموضوع أكبر من الانتخابات ونتائجها، ويرتبط بوضع المقاومة في نابلس، فالاحتلال يريد اختبار الواقع المقاوم في المدينة، وإذا ما كانت الاقتحامات ستعود إلى سابق عهدها، لتمر دون مقاومة مسلحة وتقتصر على ملقي الحجارة فقط”.

وشدد سمور، على أن الاحتلال يريد أن يرسخ قاعدة قديمة وجديدة، بأن تتم الاقتحامات دون أن يكون هناك تهديد حقيقي على أرواح المستوطنين، ويعتقد بأنه نجح إلى حد كبير في اجتثاث المسلحين وتحديدا ظاهرة عرين الأسود".

وعبر عن اعتقاده أن أجهزة أمن الاحتلال الاستخبارية، طلبت من المستوطنين وقيادتهم القيام بالاقتحامات حتى يكون بمثابة الاختبار لكل ما حصل مؤخرا في نابلس بحق المقاومة.

وأكد أنه في حال تمت الزيارة، دون أي أعمال مقاومة، سيقوم الاحتلال بتسويق ذلك أمام المجتمع الإسرائيلي والجماعات الاستيطانية على أنه إنجاز”.

كلمات دلالية