انطلاق فعاليات المؤتمر الشعبي الفلسطيني-14مليون بمشاركة من الداخل و الخارج

الساعة 05:01 م|05 نوفمبر 2022

فلسطين اليوم

انطلقت فعاليات "المؤتمر الشعبي الفلسطيني- 14 مليون"، ظهر اليوم السبت، في قطاع غزة والضفة والداخل المحتل وأماكن اللجوء والشتات، بمشاركة كافة مكونات المجتمع الفلسطيني.

وفي كلمة لرئيس المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج سابقًا والخبير القانوني المعروف أنيس القاسم قال: "إن ثلة من الفلسطينيين أبوا على أنفسهم إلّا أن ينادوا بإنقاذ المنظمة، بوصفها الممثل الشرعي لشعبنا، بعدما دمرّتها زمرة أوسلو وألحقتها بالسلطة إحدى ملحقات الحاكم العسكري (الإسرائيلي)."

ودعا القاسم إلى ضرورة إجراء انتخابات لمجلس وطني فلسطيني يشارك فيها جميع أبناء الشعب الفلسطيني، سواء بالداخل أو الخارج وفي كل مواقع وجوده.

وشددّ على أن المنظمة ستظل العنوان الشرعي الوحيد لشعبنا؛ "ونناشد قوانا الوطنية أينما كانت بضرورة تضافر جهودهم؛ لإنقاذ المشروع الوطني الفلسطيني عبر إعادة بناء المنظمة، وذلك بإجراء انتخابات ديمقراطية حرّة بعيدة عن التزوير والرشاوى".

وأضاف: "نبادر اليوم لاتخاذ الخطوة الجريئة لنتحدى فيها كافة القوى المضادة التي تحول دون تمكين شعبنا من إعادة بناء وطنه المعنوي منظمة التحرير".

من جهته، قال عمر عساف رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر في المحافظات الشمالية: "عزمنا على عقد المؤتمر شاء من شاء وأبى من أبى، ونقول باسم زملائنا في اللجنة التحضيرية، إن دماء شهداء شعبنا على امتداد الوطن، شقّت طريق الحرية وتحرير الأرض، فلها كل التحية والوفاء".

وأضاف عساف في كلمة مسجلّة له، أنّ رسالة الشهداء والأسرى هي رسالة المؤتمر، وأجندتهم هي أجندتنا داخلية كانت أم خارجية، مخاطبًا "رسالتنا خيار الكفاح والمقاومة وتحرير فلسطين واستعادة الأرض بأغوارها وجبالها وبحرها واستعادة حقوق شعبنا غير منقوصة".

وأكدّ أن المشروع يقوم على وحدة الشعب والتمسك بالمنظمة ممثلًا شرعيًا وحيدًا لشعبنا، والعمل لاستعادتها وتحريرها ممن حاول ولا يزال توظيفها لصالح تمرير مشاريع تصفوية، وعلى رأسها أوسلو التي زيّفت إرادة شعبنا الفلسطيني.

وشددّ عساف على ضرورة تحرير المنظمة من فريق وضع مصلحته الشخصية فوق الوطن، متابعًا: "من وقع بانتخابات المجلس الوطني اليوم يستخدم أدواته القمعية لمنع الشعب من المطالبة بعقدها".

ولفت إلى الجهود التي بذلت بشكل دائم خلال الفترة السابقة؛ "للوصول إلى لحظة الإعلان عن المؤتمر بمعزل عن أي تباين سياسي".

وأوضح أن المؤتمر يركز على 3 عناصر وهي "وحدة الشعب، والتمسك بالمنظمة، والعودة للامتثال بإرادة شعبنا بالطرق الديمقراطية".

ونبه عساف إلى خطورة المرحلة التي تعيشها قضيتنا، "أمام قيادة معزولة عن شعبها وقواه الحية، وراهنت على وهم وسراب الحل الأمريكي (الإسرائيلي) خلال عقود خاتمة مشروعها بمشروع لا أفق له، أوصل شعبنا لما فيه من واقع لا مجال لإخفائه".

وأشار إلى انعدام أي حلول تقدم أدنى حقوق شعبنا، متابعًا: "يواصل شعبنا طريقًا مجربًا في كل بقاع الأرض وعبر التاريخ وهو المقاومة، وهي امتداد ثورة شعبنا على مدى العقود الماضية".

وأوضح أن المؤتمر سينبثق عنه هيئة وطنية لتوجيه إعادة بناء منظمة التحرير.

من جانبه، أكدّ المؤرخ الفلسطيني سلمان أبو ستة في كلمة له خلال المؤتمر أنّ حق العودة مقدسّ في وجدان كل فلسطيني ومقرّ في كل الشرائع السماوية، موضحًا أنه لا بد أن يزول الاحتلال والتدمير وجرائم الحرب؛ لكن الواجب تجاه الوطن يستوجب تنظيف البيت الفلسطيني من المدعيّن والمتعاونين مع العدوّ الذين مزقوا الميثاق الوطني.

وقال أبو ستة في مداخلته المسجلة: "لا بد لـ14 مليون فلسطيني، تمثيل ديمقراطي كامل، وعليهم المطالبة بتمثيلهم في انتخابات المجلس الوطني، يمثل كافة الشعب في الداخل والخارج".

وذكر "لن يضيع حق وراءه مطالب، متمسك بحقه في إصلاح بيته".

من جهته، قال رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة: "إن شعبنا الفلسطيني يحتاج إلى تعزيز وحدته، وإنهاء الانقسام وإعادة ترميم بيت الشعب الفلسطيني، واحترام إرادته."

وأكدّ أبو سنينة أنّ النظام الأساسي للمنظمة والقانون الأساسي كفيل بترتيب البيت الفلسطيني، "لكن السؤال لماذا لا يحترم هذا النظام؟"

وأضاف: "من يمثل شعبنا وله الحق في تمثيله هو مجلس وطني منتخب، وهنا نسأل لماذا لا يوجد مجلس منتخب؟!"

وذكر أبو سنينة أنّ المنظمة مختطفة من بعض المتنفذين، ويحرمون شعبنا القيام بواجبه من التحرير والمشاركة في لجان المنظمة.

وشددّ على أن تحرير الوطن والحفاظ على الثوابت الفلسطينية، لا يجري بمخالفة القانون، "بل بوجود سلطات شرعية منتخبة تعكس إرادة 14 مليون فلسطيني".

وأوضح أن هدف المؤتمر إعادة بناء البيت الفلسطيني عبر ترميم منظمة التحرير وفق القوانين والمواثيق الفلسطينية السارية، متسائلًا: "هل تحترم السلطة الحالية إرادة شعبنا والنصوص القانونية؟"

وجددّ تأكيده ضرورة الفصل بين السلطات واحترام التعددية والقانون، وأن نكون شعب موحد خلف سلطة سياسية منتخبة، عندما تنادينا تجدنا بجوارها "14 مليون جندي بجوارها".

بدوره، قال الحقوقي د. صلاح عبد العاطي، إنّ "شعبنا ينبعث عبر موجاته المنتفضة، ليؤكد على تمسكه بحقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف"، مضيفا: "ندرك أننا أمام محطة فاصلة في تاريخ قضيتنا، بعد اغلاق دولة الاحتلال كل أوهام التسوية".

وتابع عبد العاطي: "أحفاد كهانا المتطرفين يعودون للحكم، وهي رسالة لكل واهم ومتفاجئ أن يدرك بأن الاحتلال أغلق كل أفق التسوية وأنه لم يعد أمام شعبنا سوى المطالبة بالحقوق الوطنية وإعادة ترتيب بيتنا الداخلية على أسس الشراكة الوطنية".

وشددّ على ضرورة العمل لتصويب المسار ووقف الحكم البوليسي وانتهاكات الحريات، مشيرا إلى أن المنهج الصائب يتمثل في إعادة انتخاب مجلس وطني جديد يعيد ترتيب منظمة التحرير بوصفها البيت الفلسطيني الوحيد.

وخاطب روحي فتوح ، "المجلس الوطني أكبر من قامتك ومن كل من يحاول أن يعبث بمشروعنا الوطني".

وجددّ تمسك المؤتمر بوحدانية منظمة التحرير، "ولسنا بديلا عنها ودفعنا ولا زلنا للحفاظ عليها ممثلا شرعيا وحارسا لآمال وتطلعات شعبنا؛ لكننا نريد استعادتها وعافيتها وبناء كل أطرها الشعبية عبر انتخابات تفرز قيادة تتطلع لآمال 14 فلسطيني".

وتابع: " آن الأوان لتغيير الشخوص والأدوات، وأن ينتخب شعبنا قيادة موحدة، مدخلا لاستعادة الوحدة، وأن يجري اشراك الكل الوطني بدلا من قيادات شاخت وانتهت".

وأوضح عبد العاطي أنّ المؤتمر يأتي دعما للجهود المصرية والجزائرية، إذ نصّت الأخيرة على ضرورة إعادة اجراء انتخابات المجلس الوطني.

وذكر أن موازين القوى الداخلية تتطلب وحدة فلسطينية وتجميع قوة شعبية ضاغطة للاستمرار في نضالها العادل والمحقّ، "ولتخرس كل الأصوات التي تزايد على شعبنا الفلسطيني".

وبين أن المؤتمر سينتخب هيئة توجيهية تضم 91 شخصا، تدفع تجاه اجراء الانتخابات، سواء كان عبر التصويت أو التوافق.

كلمات دلالية