بلا مساحيق.. القمة العربية ...الإنتخابات  الصهيونية، بقلم /د.اسعد جودة

الساعة 02:46 م|03 نوفمبر 2022

فلسطين اليوم | أسعد جودة

الأصداء الباهتة ومستوى التهميش وعدم الاكتراث  التى صاحبت أجواء  القمة العربية وكأنها أجواء جنائزية مقابل موج هادر فى متابعة إنتخابات الكيان الصهيونى.. كل هذا يعطى مؤشر واضح على حجم المأساة التى نعيشها بفرقتنا وغياب البوصلة ، ورغم كل هذا التشرذم والتمزق  والضياع، الا أن العدو الصهيوني يزداد تطرفا وجموحا ناحية تهميشها وتقطيعها وتذويب فلسطين وقضيتها 

وشعبها ومستقبله..وهذا ثابت  من الثوابت الاستراتيجية فى العقل الصهيونى يسارا ويمينا..  الا أن الجنوح نحو اليمين المتطرف يقطع الطريق على الواهمين والذين يستمرئوا العيش فى اجواء التضليل والخداع لإطاله اعمارهم ومشاريعهم .

نتائج القمة العربية المنعقدة فى الجزائر التى التأمت بعد إنقطاع دام ثلاث سنوات لتعود مجددا وتنعقد بغياب عدد من الملوك والروساء والامراء لاسيما السعودية ودول الحليج غير مبشرة.
فمخرجات المؤتمر مكررة مملة وحتى اجواء القمة والحديث عن المؤتمر كان باهتا ولم يحدث أى صدى ولا تأثير بل انعقد وانتهى ولم يأخذ او يسترعى الانتباه بل قوبل بالتغافل وعدم الاكتراث.. لأن السمة المتعارف عليها  عن القمم  للاسف انها تعزز الخلافات والانقسامات، والملاحظ هو ان هذه الدورة كونها منعقدة في الجزائر  بلد الثورة والتي حرصت قبل القمة  على دعوة كل القوى الفلسطينية  لاحداث حالة لم شمل ولم تفلح في ذلك ،وأثناء  القمة حرصت  على التركيز  على القضية الفلسطينية وطلبت لها الدعم والمؤازرة .

الانتخابات الصهيونية احتلت صدارة الصحافة العالمية قبل الإقليمية والمحلية ، وجاءت بالنتيجة المتوقعة التى تشير الى الطبيعة العنصرية اليمينية  المتطرفة  الدموية والوجه الحقيقى للكيان وامتداده بقيادة نتنايهو وبن غفير .

أمام القمة الباهتة ومخرجاتها  البائسة. وأمام نتائج  الانتخابات الصهيونية التى اوصلت الناخب والكتل المتطرفة لهذا الناتج الذى  يقطع الطريق أمام اى كتلة عداهم  بتولى  زمام الأمور داخل الكيان..

 يصبح المشهد السياسي   اليوم أكثر وضوحا 

أمام اصحاب  الدعوات المخادعة من الدول العربية والاسلامية  التى بررت وقبلت بالاقتراب والتطبيع مع الكيان الصهيوني تحت حجج وذرائع واهيه..فهي بمواقفها هذه تشجع الكيان على السلام والتعايش المزعوم، وبالتالي عليها ان تقلع عن هكذا هرطقات والتفافات .

 فالفلسطينيون الرسميون وطبقة الاقتصاديين والامنيين عليهم ان يدركوا لحظة الحقيقة ويغادروا المراهنة على الوهم والسراب و التوجه نحو العمل الجدى للم الشمل الذى يصون الحقوق ويشاغل العدو وعليهم أن يدركوا ان

العالم والاقليم يمر بمرحلة تكاد تكون الأخطر من بعد الحرب العالمية الثانية وأن هناك متغيرات مهمة قد  تفضى  إلى بروز اقطاب عالمية وزوال أخرى وإلى اصطفافات وتحالفات جديدة تلقى بظلالها على الكيان والمنطقة .

فأمريكا والاتحاد الاوروبى عليهم أن يدركوا بأن هذه السياسات والدعم اللا محدود هي من أسس هذا النزاع الذى يقود الى اشعال فتيل  النار واستمرارها. وبانهم تنكروا لكل الوعود وهمشوا القضية بل ساهموا فى العمل على تصفيتها .

برغم  هذا  الهوان والخذلان، فإن فلسطين ومقاومتها بخير طالما ان هناك من يؤمن بأن الصراع لازال مفتوحا ولن يقفل بابه  وأن الاشتباك لازال مستمرا وروح المقاومة تسرى اليوم  فى العروق.. والدم الطاهر ينير الدرب، المعركة مستمرة وخيار المقاومة الشاملة كل يوم يتعزز ويكبر وهو الأمل الوحيد للحرية والتحرير والعودة.. ومها كانت كلفته الا انه هو طريق العز والفخار والكرامة وهو الذي سيعيد رسم كل التحالفات ويبنى الجسور مع الأمة التى تشكل فلسطين لها موضع القلب منها بموقعها الاستراتيجي ومكانتها العقدية والتاريخية والواقعية.

كلمات دلالية