اعتداءات متواصلة من المستوطنين

بلدة حوارة... المواجهة على طرفي الشارع

الساعة 09:39 ص|01 نوفمبر 2022

فلسطين اليوم

في وسط البلدة وخلال توجهما إلى جامعتهما في مدينة نابلس شمال الضفة المحتلة، كانت الشقيقتان "رشا وشادن نجم عواد" تقفان على الشارع الرئيسي عندما هاجمهما أحد المستوطنين وقام برشهما بغاز الفلفل بشكل مباشر مما تسبب لهما بحروق متوسطة. وقبل أن يجتمع أهالي القرية حولهما لإنقاذهما لاذ المستوطن بالفرار بحماية من جنود الاحتلال المتواجدين في المكان.

الاعتداء على الشقيقتين لم يكن الأول ولن يكون الأخير، فقبل أيام كان إحراق مركبتين ومنتزه في البلدة، إلى جانب قائمة طويلة من الاعتداءات على المركبات والمنازل وواجهات المحال التجارية، وكل ذلك بحماية من جنود الاحتلال، الذي كانوا في كثير الأحيان يشاركون في هذه الاعتداءات.

أضيف لهذه الاعتداءات الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال على مدينة نابلس، والتي تعتبر بلدة حوارة أكثر البلدات تضررا به، كما يقول رئيس بلديتها معين الضميدي.

وفي حديث لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"

قال الضميدي: إن الاعتداءات على أهالي البلدة من قبل المستوطنين لم تتوقف يوما، ولكنها مؤخرا اتخذت طابع المواجهة الدائمة، وبحماية ومساعدة من جنود الاحتلال، وتابع:" يوميا نسجل اعتداءات من قبل المستوطنين على الممتلكات أو اعتداءات جسدية مباشرة على المواطنين".

والمواجهة التي يتحدث عنها الضميدي بدأت تحديدا في نهاية أيار/مايو الفائت عندما استجابت القرية لحملة رفع العلم الفلسطيني وما رافقها من درة فعل عنيفة من قبل جنود الاحتلال والمواطنين، تحولت إلى مواجهات يومية في ظل إصرار أهالي القرية على حقهم برفع العلم الفلسطيني فوق أسطح منازلهم وعلى نوافذ محالهم التجارية ومركباتهم.

ولم يتغير الحال فيما بعد، فقد كانت البلدة مسرحا لانتقام المستوطنين بعد كل عملية فدائية للمقاومين الفلسطينيين، يخرجون من المستوطنات القريبة إلى الشارع العام ويبدأوا بالاعتداء على سكان البلدة بتكسير ممتلكاتهم والاعتداء المباشر عليهم، بعد قطع الطريق وإغلاق البلدة.

ويبلغ عدد سكان بلدة حوارة 8 آلاف فلسطيني، معظمهم يعملون بالتجارة من خلال المحال التجارية على طرفي الشارع العام الممتد على مسافة 6 كيلو متر، حيث تشكل البلدة مركزا تجاريا لجميع قرى جنوب مدينة نابلس، والمسافرين القادمين من شمال الضفة الغربية (قلقيلية، جنين، نابلس، طولكرم، طوباس) إلى وسط الضفة وجنوبها والعكس.

هذا بالإضافة إلى تواجد مكاتب فرعية للوزارات والمحاكم وسلطة الأراضي والبنوك والمحال التجارية المهمة والمصارف.

مركزية البلدة التجارية جعلتها من أكثر البلدات تأثرا بالحصار الذي فرضته قوات الاحتلال على مدينة نابلس، وتسبب في تراجع التجارية فيها لأكثر من 80% من تجارتها، كما يقول الضميدي:" إغلاق المداخل الغربية تحديدا منع المواطنين من القرى المحيطة من الوصول إلى البلدة وهو ما شل الحركة التجارية بالكامل".

وبحسب الضميدي، فإن للبلدة عشرة مداخل رئيسية وفرعية، أغلقت بالكامل خلال الحصار، بعضها تمكن الأهالي من فتحها لتعيد قوات الاحتلال بإعادتها مرة أخرى بعد اكتشاف فتحها.

وتمتد القرية على مساحة 10 آلاف دونم، معظمها تقع ضمن التصنيف (ب) وقف اتفاقية أوسلو، بينما 20 % فقط ضمن تصنيف(س)، وهذه الأراضي كلها يمنع الأهالي من الوصول إليها، هذا بالإضافة إلى عدد كبير من المستوطنات التي تحيط بها وهي ومعسكر لجيش الاحتلال، والطريق الالتفافي، بالإضافة إلى عشرات الدونمات التي يسيطر عليها حاجز حوارة، وما تم مصادرته مؤخرا لتوسعته.

ويسكن هذه المستوطنات أكثر المستوطنين تطرفا وكرها للفلسطينيين، وهو ما ينعكس فيما يكتبه هؤلاء المستوطنون بعد الاعتداءات التي يقومون بها في البلدة " الموت للعرب...".

ولعل ما صعد المواجهة اليومية هو التواجد الدائم لقوات الاحتلال بالبلدة، فعلى طول الشارع يمكن للمار ملاحظة تواجد نقطة عسكرية في كل 10 أمتار على طول الشارع الممتد لـ 6 كيلو، بالإضافة إلى الدوريات الغير ثابتة والجنود المشاة، وهو ما يخلق توترا دائما في البلدة.

كلمات دلالية