بعزيمته الصلبة جعل حفظ "القرآن" أسرع ..".يزن" بذكاء الطفل وجهد الوالدين أتم الحفظ

فلسطين اليوم

بتلاوته أواخر سورة البقرة، وقراءته دعاء ختم القرآن الكريم، وبسجدة شكر لله شاركه بها محفظه، وضع الحافظ "يزن" لمساته الأخيرة في حفظ وختم كتاب الله الكريم، تاركاً رسالة لمن خلفه " اعمل بما حفظت واستعن بالله و أن من حفظ القرآن فالقرآن سيعلمه كل شيء".

الطفل الحافظ لكتاب الله صاحب الـ10 أعوام، "يزن خالد العمارين"، توجت عائلته إنجازه العظيم بحفل تكريم، سادت أجوائه السعادة الأبدية، معلنةً فيه بأن التجارة مع الله وكتابه نهايتها النجاح والرقي والفوز وأنها رابحة دائما، وهو ما لمسه الحافظ "يزن" بتكريمٍ عز فيه حافظاً وطفلاً وطالباً للعلم.

"مراسل وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، حضر حفل المديح النبوي، الذي ارتسمت أجوائه الإيمانية بعبارات لمست صداها القلوب، والتقى فيه بالحافظ "يزن" ووالده، وابتسامة الفخر والعز بصفة الحافظ لكتاب الله العظيم، تملأ وجه الطفل ووالده، فكيف لا وصفة الحافظ من أعظم صفات ودرجات المؤمن في الدنيا.

"يزن" الذي استوعب فكرة الحفظ عقلياً ونفسياً ولغوياً للقرآن الكريم منذ بلوغه سن الـ7 أعوام، وفقاً لحديث والده مع مراسلنا، كان متميزاً وذكياً بخلاف اقرانه الذين من عمره، وهو ما ميزه عن غيره من طلبة حفظ القرآن الكريم في حلقته القرآنية بشهادة شيخه بحفظ 4 صفحات يومياً مع إعطاء المراجعة حقها.

ويضيف والد الحافظ يزن:" أن الداعم الأول ليزن خلال فترة حفظه (والدته) فخلال هذه الفترة، عكفت على وضع جدول مقسم ومرتب من ناحية التوقيت المناسب للحفظ، رغم الإمكانات التي أظهرها يزن خلال فترة التحفيظ وتجازوه الـ4 صفحات يومياً، إلا أن والدته منعته عن ذلك، بغرض المراجعة والتثبيت وعدم وصوله لمرحلة الإرهاق والملل من كثرة أعداد الصفحات".

 

يزن الذي سار على طريقه شقيقه الأكبر (عبد الرحمن)، وجه والده رسالة للآباء والأمهات، بأن الدافع الأكبر في حفظ كتاب الله في صدور أبنائكم يأتي من التشجيع المستمر والمتواصل من قبل الأباء والامهات والذي يساعده بشكل دائم ومستمر على الحفظ والاستمرار.

وبشأن العوائق التي واجهة فترة حفظ "يزن"، بين والده، أن المشاكل التي واجهت يزن هو صعوبة استيعابه الحفظ المتدرج لأحداث قصص القرآن الكريم، بالإضافة لذلك خطأ التلاوة في بداية الحفظ الذي تجاوزه يزن بفضل الله وبفضل شيخه محفظ الحلقة القرآنية، بإلحاقه بدورة أحكام تمهيدية وعليا وعقبها تأهيلية وصولاً لحيازته شهادة دورة تأهيل السند.

"ويسعى والدا الحافظ "يزن" خلال الفترة المقبلة بالتعاون مع شيخ ومحفظ "يزن" تثبيت حفظ القرآن الكريم لنجلهم، بوضع كافة الأجواء والأوقات المناسبة كما كانت خلال فترة الحفظ"، وفقاً لحديث والده

وخلال شهر أغسطس الماضي، شهد قطاع غزة، أضخم مشروع قرآني بسرد 500 طالبٍ وطالبة كتاب الله كاملًا على جلسة واحدة، حمل اسم "صفوة الحفاظ"، أتي تتويجًا لجهود مستمرة منذ سنوات عكفت فيها دار القرآن الكريم والسنة -الجهة المنظمة للمشروع- على تخريج جيل قرآني متمكن حفظًا وتلاوة وفهمًا.

 

"عنوانه التمييز"

وفي الحديث عن فترة "يزن" وحفظه القرآن في مركز التحفيظ بمسجد الإمام الشافعي، يقول شيخه أحمد حسان هارون :" في بداية تأسيس الحلقة طلبنا من مركز التحفيظ أفضل طلاب لوضعهم في حلقة الشفيع، وكان من بينهم الشبل يزن، فخضع لاختبار واجتازه بسرعة وبتميز".

ويضيف هارون خلال حديث لـ"مراسل وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن ما ميز "يزن" عن غيره سرعة وقوة الحفظ فضلاً عن قوة التركيز الكامل في معاني وحروف القرآن الكريم، بالإضافة لذلك التعاون الكامل والديه بالمتابعة الدائمة النابعة عن حبهم للقرآن وتعليمه لأبنائهم".

وتابع حديثه :" أن يزن الذي استطاع حفظ القرآن الكريم خلال 14 شهراً، كان متميزاً في دراسته فقد حصل خلال عام عام2021-2022م على تقدير 100%، منحه تكريماً من قبل إدارة مدرسته كأفضل طالب على مستوى مرحلته".

وختم الشيخ هارون حديثه برسالة للآباء والأمهات قائلاً:" حفظة القرآن الكريم هم من ألقوا بأحزانهم في كتاب الله تعالى ليخرجوا منه بسعادة بالغة فكان لهم القرآن الكريم المُعين و الصديق الصالح و هنيئاً لمن اختار أن يكون القرآن الكريم صديقه الصدوق ليفوز و ينعم في الحياة الدنيا و في الآخرة".

وسنويًّا يخرج قطاع غزة ما يزيد عن ألف حافظ وحافظة لكتاب الله عز وجل، حصد من بينهم خلال العام الجاري 2022، الطفل الحافظ رشاد أبو راس "6 سنوات" لقب أصغر حافظ للقرآن في قطاع غزة وفي فترة حفظ 8 أشهر