خبر لا بد سيتفقان: نحو لقاء اوباما – نتنياهو- إسرائيل اليوم

الساعة 08:00 ص|14 مايو 2009

بقلم: ماتي توخفيلد

 (المضمون: الازمة مع الولايات المتحدة قد تنشأ فقط بقول نصف الحقائق وباطلاق الوعود التي لا يقصد الايفاء بها. من المعقول الافتراض بان نتنياهو لن يتصرف على هذا النحو - المصدر).

في الحملة الانتخابية الاخيرة انطلقت رسالة من قادة حزب كديما وكأن انتخاب رئيس الليكود، بنيامين نتنياهو لرئاسة الوزراء ستؤدي الى شرخ في العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة.

مع انتخاب نتنياهو للمنصب هناك من يواصل تغذية هذه الرسالة. وفي هذه الايام، عشية سفر رئيس الوزراء الى واشنطن للقاء الهام الذي سيعقد يوم الاثنين، يبلغون في وسائل الاعلام وفي الساحة السياسية عن ضغط موهوم ما تمارسه الادارة الامريكية على حكومة اسرائيل في الموضوع السياسي.

الحقيقة مغايرة تماما. ليس فقط لا يوجد أي ضغط، بل ان سياسة الرئيس الامريكي، براك اوباما، تتناسب كالقفاز على اليد مع المذهب السياسي الجديد لبنيامين نتنياهو.

ومثل رؤساء الوزراء في الماضي، فان لبنيامين نتنياهو ايضا تطلعا لان يقرر الحدود النهائية لدولة اسرائيل. الفارق بينه وبين اسلافه يكمن في مجرد الطريق المناسب للوصول الى هناك.

بنيامين نتنياهو يعتقد ان الحدود، وفي اطار ذلك ايضا طبيعة الاراضي الفلسطينية، ستتقرر في عملية يفترض أن تتم بشكل طبيعي – من الاسفل الى الاعلى.

حسب نهج نتنياهو، بالتأكيد ستكون مفاوضات سياسية مع الفلسطينيين. وبالتوازي ستعمل دولة اسرائيل من خلال سلسلة من الاجراءات من جانبها، للتسهيل على القيادة الفلسطينية وعلى ابناء شعبها من ناحية اقتصادية وفي مجال فرض النظام والاستقرار.

المقصود هو انه فقط بعد التقدم في هذه الاجراءات سيكون ممكنا تحديد النتيجة النهائية.

بتعبير آخر، قد يكون اكثر وضوحا، نتنياهو لا يسارع الى القول اذا كانت ستقوم دولة فلسطينية أم لا. الامر منوط من ناحيته فقط بالفلسطينيين. وهذه يفترض أن تكون دولتهم في النهاية.

نتنياهو ينظر بأثر رجعي الى المحاولات الماضية لايجاد حل سياسي مناسب. وانطلاقا من هذا يستنتج بان مجرد المحاولة لتحديد النتيجة النهائية مسبقا وليس من خلال مسيرة الفحص والنظر، هو الذي جلب علينا تلك الاخفاقات للحكومات الاسرائيلية السابقة. وعليه فانه يبحث عن تغيير بناء.

خلافا للاحاديث المنتشرة عن الضغط والمواجهة المرتقبة مع الولايات المتحدة، فان الرئيس الامريكي، براك اوباما، يؤمن بذات الطريقة بالضبط: البدء من "جراس روتس" أي من جذور الزرع.

صحيح أنه تلذع الاذن الاسرائيلية السماع عن الحوار الذي تعتزم الولايات المتحده اجراءه مع ايران على خلفية تقدمها في الحقل النووي، الا انه عمليا، اذا انصتنا جيدا لما يقوله اوباما، فسنكتشف جانبا هاما آخر: لا يمكن الا نلاحظ ان الرئيس الامريكي غير مستعد لان يقول كيف ستبدو نهاية العملية مع ايران. وهكذا، بالمناسبة، ايضا بالنسبة لكوبا وكوريا الشمالية.

لا ريب ان المحادثات يمكن عقدها شريطة عدم الدخول مسبقا في تعابير النجاح والفشل. من هذه الناحية براك اوباما وبنيامين نتنياهو بالتأكيد يريان المسيرة السياسية عينا بعين.

هكذا ايضا بالنسبة لـ "الضغط" المزعوم. صحيح أن اوباما يحاول دفع المسيرة التي في ختامها ستكون دولتان للشعبين، ولكن بعد اللقاء مع نتنياهو سيفهم بان الامر غير قابل للتطبيق الحقيقي دون عملية بناء السلام ودون اعتراف فلسطيني بدولة اسرائيل كدولة يهودية.

من المعقول الافتراض بان اوباما سيقول لنتنياهو ايضا ان المسيرة السياسية والمفاوضات مع الفلسطينيين ستساعد الولايات المتحدة على بلورة الائتلاف اللازم المناهض لايران. هذه المعادية غير مقبولة على اسرائيل، ولكن مع ذلك فانها لا تهددها بالضرورة. فاسرائيل تسير بذاتها وبارادتها الى المفاوضات مع الفلسطينيين.

الامر المركزي المتبقي لبنيامين نتنياهو عمله في اثناء اللقاء في البيت الابيض في 18 ايار هو قول الامور بشكل مباشر، قاطع وواضح. عليه أن يحدد خطوطا حمراء. على رئيس الوزراء أن يقول بالتفصيل ما يريد وما هو قادر عليه في الظروف السياسية القائمة، وكذا ان يقول ما هو غير معني به وما لا يمكنه أن يفعله.

الازمة مع الولايات المتحدة قد تنشأ فقط بقول نصف الحقائق وباطلاق الوعود التي لا يقصد الايفاء بها. من المعقول الافتراض بان نتنياهو لن يتصرف على هذا النحو.