خبر ندوة في غزة: الانقسام من أخطر القضايا التي أضعفت حضور قضية الأسرى

الساعة 07:50 ص|14 مايو 2009

فلسطين اليوم- غزة

أكد نشأت الوحيدي المنسق العام للحركة الشعبية لنصرة الأسرى والحقوق الفلسطينية على ضرورة الوفاء للأسرى والمعتقلين في سجون الإحتلال الصهيوني من خلال توثيق معاناتهم، وتضحياتهم ، وقصصهم ، ورواياتهم ، ومشوارهم الطويل في الأسر.

 

وأضاف الوحيدي أن الحركة الوطنية الفلسطينية تستحق من الجميع أن ينحني أمام هذه الإرادة والصمود التي هزمت وقهرت السجن والسجان وأخرجت من خلف القضبان ألوانا عديدة من الإبداعات وعلى كافة الصعد وطنيا ، وسياسيا ، وإعلاميا ، وأدبيا  وقانونيا .

 

جاء ذلك في ندوة نظمتها الحركة الشعبية في قاعة مقر الجبهة العربية الفلسطينية بغزة بحضور أبو العبد سلامة عضو المكتب السياسي للجبهة العربية، وأعضاء لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية والمؤسسات إلى جانب العديد من ممثلي المؤسسات، وأهالي الأسرى، والأسرى المحررين، ولفيف من الكتاب، والشعراء، والحقوقيين، والمبدعين, وأهالي شهداء الحركة الوطنية الأسيرة.

 

وأشار الوحيدي إلى أن الحركة الشعبية ليست وليدة اللحظة، أو اليوم وإنما هي ولدت من آمال وطموحات أبناء الشعب الفلسطيني العظام الذين قدموا دمائهم على مذبح الحرية والإستقلال.

 

وذكر الوحيدي، أن الحركة الشعبية هي منبر للدعوة للوحدة الوطنية ولن تكون يوماً معولاً للهدم أو للأهواء المزاجية أو الشخصية خاصة وأنها تضم العديد من أهالي الأسرى ، وأهالي الشهداء الأسرى في مقابر الأرقام الصهيونية إلى جانب العديد الأسرى المحررين، والناشطين في مجال حقوق الإنسان.

 

وشدد الوحيدي في كلمته على أهمية العمل في مجال التضامن مع الأسرى بروح الجماعة بعيدا عن التمييز مذكرا بوثيقة الوفاق الوطني التي ولدت من رحم الحركة الوطنية الأسيرة .

 

وطالب الوحيدي الجميع بتحمل مسؤلياتهم والنهوض بواحباتهم لفضح سياسات مصلحة إدارة السجون الصهيونية وتحقيق الأهداف الوطنية وعلى رأسها خدمة قضية الأسرى والمعتقلين ودون تمييز لأنهم أبناء الأرض والهوية والنضال وهم عنوان القضية وتاريخ وأمجاد الشعب الفلسطيني الذي لن تستطيع جرافات بني صهيون أن تقتلعه لأن جذوره ممتدة في الأرض والتاريخ .

 

ومن جهته فقد أكد الأسير المحرر ماجد فايز شاهين والذي أمضى زهرة شبابه في سجون الإحتلال الصهيوني لسنوات طوال على أن الحركة الوطنية الأسيرة تحتوي على أروع قصص الصمود والإرادة الفلسطينية ومن الواجب على الجميع وخاصة المؤسسة الثقافية ، والفنية ، والأدبية ، والإعلامية ، والحقوقية أن تعمل جاهدة من أجل صياغة هذه المادة بالشكل الذي يحافظ على إنجازات الحركة الوطنية الأسيرة من جهة وتوفير مخزون ثقافي يخدم الأجيال الفلسطينية من جهة أخرى ولأننا أيضا بحاجة لمادة تفضح الممارسات الصهيونية بحق الأسرى والمعتقلين في سجون الإحتلال الصهيوني .

 

وأضاف شاهين بأن حياة الأسرى في سجون الإحتلال غنية بالآلام ، والآمال وبالصمود والإرادة التي قهرت سياسة الإهمال الطبي والموت البطيء التي تستخدمها إدارة مصلحة السجون ضد الأسرى . وتطرق شاهين لألوان الحياة في كافة سجون الإحتلال حيث كان قد اعتقل فيها بفعل سياسة الإحتلال الصهيوني الذي يصادر الحرية من الأسير حتى وهو في سجنه البغيض . ودعا شاهين لتظافر كل الجهود من أجل خدمة قضية الأسرى وتفعيلها على كافة المستويات على طريق تحرير أسرانا من قيد السجن والسجان .

 

وفي كلمته، شكر بسام حسونة عضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية والمؤسسات كل من حضر وشارك في الندوة مطالبا الجميع بتحمل مسؤولياتهم لنصرة قضية الأسرى . وأشار حسونة لتصاعد الهجمة الصهيونية ضد الأسرى والمعتقلين في السجون الصهيونية ولضرورة مواجهة هذه الهجمة بمساندة ونصرة الأسرى . وشدد حسونة في كلمته على ضرورة تفعيل قضية الأسرى واليوم التضامني الأسبوعي في باحة الصليب الأحمر الدولي حيث أن المشاركة وبشكل فاعل في هذا اليوم تعزز من المطلب الوطني الفلسطيني بتحرير الأسرى ومساندتهم.

 

واستعرض عبد الناصر فروانة الأسير السابق والباحث المختص في شؤون الأسرى في مداخلته الهامة بعض الإحصائيات حول أعداد الأسرى وأبرز الإنتهاكات الإسرائيلية بحقهم حيث قال أن عدد الأسرى هو قرابة 9500 أسير فلسطيني ومن بينهم 327 من المعتقلين قبل إتفاق أوسلو حيث مضى على اعتقالهم أكثر من 15 عاما وهناك 95 أسير مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاما وأشار الباحث فروانة إلى أن هناك 62 أسيرة فلسطينية في سجون الإحتلال و350 طفلا معتقلا . وأن عدد شهداء الحركة الوطنية الأسيرة بلغ 196 أسيرا شهيدا . وأوضح فروانة أن هناك سياسة اسرائيلية  ممنهجة تنفذها إدارة مصلحة السجون بحق الأسرى حيث تحول هذه السياسة العنصرية الأسرى من أصحاء إلى مرضى.

 

كما استعرض فروانة أبرز الإنتهاكات التي يتعرض لها الأسرى في سجون الإحتلال ومن أبرزها القوانين والمصطلحات الجديدة كمقاتل غير شرعي ، ومحاولة فرض الزي البرتقالي على الأسرى وتأثيراتها مشيرا إلى الإنقسام الفلسطيني وكما قال فإنه من أخطر القضايا التي أضعفت حضور قضية الأسرى في المحافل الدولية وساعدت وبشكل واضح في استفراد إدارة مصلحة السجون بالأسرى مما يستدعي وقفة جادة ومسؤولة من قبل الجميع للتوحد والنهوض بواجباتنا على كافة المستويات.

 

وأكد فروانة أن الإنقسام أثر سلبا على فعاليات الأسرى مشيرا إلى الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة وتشكيل اللجنة الوزارية الإسرائيلية وما تبعها من توصيات وإجراءات لسحب الإنجازات من الأسرى والتي قدموا من أجلها الدماء. واختتم الباحث والمختص في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة كلمته بأن يجب أن نبدأ بأنفسنا قبل أن نتوجه بمطالبنا لأسرانا البواسل مستذكرا وثيقة الوفاق الوطني وأهدافها الوطنية النبيلة.

 

ومن جانبه فقد أشار الأسير المحرر أدهم سلامة إلى الآلية البشعة التي تعاملت بها معه إدارة مصلحة السجون الصهيونية  في اليوم الأخير من مدة اعتقاله والتي زادت عن 6 سنوات حيث كان قد أمضاها في معتقل النقب الصحراوي وأوضح أن تلك الإدارة العنصرية تعاملت معه بأسلوب الحرب النفسية العنصرية حيث أوهموه بأنه لن يفرج عنه وهناك قرار بوقف عملية الإفراج مما زاد من وضع الأسير النفسي والذي دعا الله عز وجل كثيرا من أجل التخفيف من كربته.

 

هذا وقد فرضت إدارة مصلحة السجون الصهيونية على الأسير سلامة أن يركب معهم سيارة من نوع جيمس وأخذوه في جولات إرهابية للعديد من السجون والمعتقلات ومن بينها أماكن وسجون وأقبية تحت الأرض ومن الجدير ذكره أن الأسير المحرر سلامة هو من الأسرى الذين طبقت عليهم دولة الإحتلال الصهيوني قانون المقاتل الغير شرعي.

 

 

وخلال الندوة التوثيقية التي أقامتها الحركة الشعبية لنصرة الأسرى والحقوق الفلسطينية أصر الجمهور أن تلقي الشاعرة المبدعة الهام أبو ظاهر قصيدتين ألهبت بها حماس الحضور.

 

كما شارك الزجال الشعبي أبو طارق بوصلة من الزجل الشعبي حيث شعر الجميع أن جرافات وصواريخ الإحتلال لن تستطيع أبدا اقتلاع أو حرق التراث الشعبي الفلسطيني لأن هناك شعب وجذور تحميه.

 

وفي ختام الندوة تم تكريم عائلة الأسير الشهيد فضل عودة عطية شاهين ، وتكريم عائلة الأسير البطل سليم علي الكيال وهو أقدم أسير من قطاع غزة .