بعد تصريحات لابيد..

ماذا يبحث الاحتلال بعد اتفاق ترسيم الحدود مع لبنان؟

الساعة 02:48 م|27 أكتوبر 2022

فلسطين اليوم

يحاولُ كيان الاحتلال الصهيوني جاهداً تضخيم ما حصل من اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان بعد مزاعم رئيس وزراءه التي صدرت اليوم، واعتبر فيها أن اتفاق ترسيم الحدود هو اعتراف لبناني بـ"إسرائيل"، فالكيانُ ومع اقتراب الانتخابات لديه يحاول أن يرسمَ صورةَ انتصارٍ له في هذه المعركة الانتخابية وخاصة أن لابيد يحاول بذلك حصد أصوات الناخبين ضد "نتنياهو" بعد المزاعم التي أطلقها، فيما أن لبنان لم يعترف بوجود "إسرائيل"، كما يرى العديد من المختصين، فالإعلامي والباحث اللبناني في العلاقات الدولية، طارق عبود، نفى أن يكون لبنان قد اعترف بـ"إسرائيل"مبيناً أن لبنان وقَّعَ اليوم على ورقة تُثبت الحقوق البحرية للبنان.

وقال عبود خلال حديثٍ خاص لمراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية: "تم توقيع الاتفاق بناءً على الوساطة الأمريكية وتثبيت للاحداثيات في البحر لتثبيت الحدود البحرية وهذا ما سيعود على لبنان بالفائدة من ثرواته الغازية والنفطية .

لا علاقة له بالاعتراف بـ"إسرائيل" 

وأوضح أن مثل هذه الاتفاقات تحدث بين أي دولتين وأنه لا علاقة له بالاعتراف بكيان الاحتلال، مشيراً إلى أن مزاعم لابيد في هذا الموضوع تعود لغايات انتخابية، ولكي يقول للرأي العام الصهيوني أنه استطاع تحقيق مكسباً سياسياً واعترافاً من دولة عصية مثل لبنان.

وبين عبود أنه حتى خلال المفاوضات بين الوفدين لم تكن هناك غرفة تضم الوفدين "الإسرائيلي" واللبناني، لافتاً إلى هناك ورقة سيوقعها وزير الخارجية اللبناني ويسلمها لمندوبة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان.

رفع الحظر والحصار عن لبنان

وعن المكاسب التي حققها لبنان من هذا الاتفاق، اعتبر أن هذا الاتفاق استطاع من خلاله لبنان رفع الحظر والحصار المطبق على اللبنانيين، مبيناً أنه كان ممنوعاً منذ عشرات السنوات أن تعمل أي شركة في الغاز والنفط في لبنان.

وعن السنوات الأخيرة، أوضح أن ما كانت تقوم به شركة "توتال" ونتيجة للضغوطات الأمريكية لم تعود للعمل في لبنان، مشيراً إلى أنه في المقابل اليوم يستطيع لبنان التنقيب واستخراج الغاز والاستفاد من الثروات الغازية والنفطية في المياه اللبنانية بعد رفع الحظر المفروض منذ سنوات .

بدوره اعتبر الكاتب المختص اللبناني في الشؤون الإقليمية، خليل نصر الله، أن العدو الصهيوني يعرف أن لبنان لم يُوقع على أي اتفاق فيه شيء من التطبيع ولا اعتراف "بإسرائيل"، موضحاً أن هناك إعادة رسم للخطوط من قبل الطرفين لدى الأمم المتحدة.

تحديد للمنطقة الاقتصادية

وقال نصر الله في حديث خاص لـ" وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": " من خلال نص الوثيقة والتي ستنشر خلال أيام، سيتضح للجميع أنها خالية من أي اعتراف بالعدو الصهيوني، وأن ما جرى هو تحديد للمنطقة الاقتصادية لا غير".

ورأى المختص أن الواضح من تصريحات "لابيد" أنه يحاول فقط اللعب على التفاهم الموقع لإرسال رسائل انتخابية لخصومه في الداخل الصهيوني، وخاصة بنيامين نتنياهو.

تصريحات انتخابية 

وأضاف نصر الله: "إذا راجعنا ما كان يُطرح على لبنان سابقاً، وكيف تراجع العدو الصهيوني، يتضح أن "إسرائيل" لم تحقق انتصاراً وأن لابيد يطلق تصريحات انتخابية واضحة لا لبس فيها".

وبخصوص قيمة الاتفاق بالنسبة للبنان تابع :"هل يعتبر هذا الاتفاق إنجاز للبنان؟، نعم هو كذلك، ويكفي مراجعة ما كان مطروحاً على لبنان، وما أنجزه لبنان بعد مسيرات "المقاومة الإسلامية" كان كبير.

وكان وصف رئيس حكومة الكيان، يائير لبيد، أن اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان الذي سيتم توقيعه اليوم، الخميس، بأنه "إنجاز سياسي"، واعتبر أن لبنان "تعترف بدولة إسرائيل".

وجاءت أقواله في بداية اجتماع حكومة الاحتلال "الإسرائيلي"، اليوم، التي صادقت نهائيا على الاتفاق، وبعد ذلك وقّع لابيد على الاتفاق.

وادعى لابيد قائلاً:" أن هذا إنجاز سياسي، فليس كل يوم تعترف دولة عدوة بدولة "إسرائيل"، باتفاق خطي، مقابل المجتمع الدولي كلّه، وليس كل يوم تقف الولايات المتحدة وفرنسا خلفنا وتمنح ضمانات أمنية واقتصادية لاتفاق".

جدير ذكره أنه يحاول لابيد بذلك استغلال الاتفاق لمصلحته في انتخابات الكنيست التي تجري يوم الثلاثاء المقبل.

ووقع رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون رسالة تحمل موافقة لبنان على مضمون الرسالة الأميركية عن نتائج المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود الجنوبية.

وأكد عون قائلاً: "ان انجاز ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية عمل تقني ليست له أي ابعاد سياسية أو مفاعيل تتناقض مع السياسة الخارجية للبنان في علاقاته مع الدول".

 

كلمات دلالية